اسرائيل تريد استمرار التهدئة وتهدد بعواقب عملية اختطاف

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

تسعى إسرائيل إلى استمرار التهدئة في قطاع غزة وترى أن مصلحتها تقضي باستمرار التهدئة إلى أجل غير مسمى. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 16.10.2008، بأن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أصدر تعليمات لجهاز الأمن والجيش الإسرائيلي بتعميق التهدئة وجعلها مستقرة لفترة غير محددة. وترى إسرائيل أن مصلحتها في التهدئة تكمن في توقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه البلدات المحاذية للقطاع في جنوب إسرائيل.

وكانت إسرائيل وحركة حماس قد توصلتا إلى اتفاق التهدئة، بوساطة مصر، في شهر حزيران الماضي، وقضى بوقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه جنوب إسرائيل ووقف إسرائيل العمليات العسكرية في القطاع. وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن حماس ترى في الستة شهور الأول للتهدئة، والتي تنتهي في شهر كانون الأول المقبل، أنها مرحلة أولى، وأن مصر تعهدت لحماس بأن تسري التهدئة بعد ذلك في الضفة الغربية، إضافة إلى توسيع عملية نقل البضائع والأفراد عبر المعابر بين القطاع ومصر والقطاع وإسرائيل. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لم توافق أبدا على هذا الشرط، لكن باراك قرر في الأيام الماضية أن مصلحة إسرائيل تكمن في استمرار التهدئة وفق مسارها الحالي وتمديد سريانها قدر الإمكان.

ويرى جهاز الأمن الإسرائيلي أن التهدئة حققت انجازات لإسرائيل فيما يتعلق بعلاقاتها مع مصر وبرفاهية سكان جنوب إسرائيل. إضافة إلى ذلك يرى جهاز الأمن أن التهدئة ستسهم في إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع، غلعاد شاليت، على الرغم من وجود خلافات حول هذه القضية بين قيادة الجيش حيث يعتبر ضباط كبار أن المفاوضات حول تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس لن تتقدم من دون ممارسة إسرائيل "ضغط عسكري" على القطاع.

وكان رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي، عاموس غلعاد، قد أجرى محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة، يوم الأحد الماضي، حول سبل تمديد التهدئة. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الحفاظ على التهدئة هو مصلحة مصرية أيضا وأنه وفقا للتقديرات فإن حماس أيضا تريد استمرار التهدئة، على الأقل حتى الصيف المقبل. وقالت الصحيفة في هذا السياق إن مسلحين من حماس منعوا مسلحين من الجهاد الإسلامي إطلاق صواريخ قسام باتجاه إسرائيل في الأيام الأخيرة.

من جهة أخرى استعرض الجانب المصري أمام غلعاد سلسلة خروقات إسرائيلية للتهدئة، بينها عدم سماح إسرائيل بعبور بضائع للقطاع بالحجم الذي اتفقت عليه إسرائيل مع مصر. ومن جانبه استعرض غلعاد معطيات معاكسة، لكن مصر طالبت إسرائيل بزيادة كمية البضائع الواردة إلى القطاع.

وأعرب غلعاد خلال اجتماعه مع مسؤولين أمنيين مصريين عن رضا إسرائيل من النشاط المصري والكشف عن أنفاق عند محور فيلادلفي بين سيناء والقطاع وخفض وتيرة عمليات التهريب من سيناء إلى القطاع. وقالت يديعوت أحرونوت إنه تبين من هذه المحادثات أن مصر وبمساعدة "جهات أمنية في دولة صديقة ومجاورة" نجحت في إلقاء القبض على قسم من أفراد خلية فلسطينية تم تنشيطها بالتنسيق مع حزب الله اللبناني لتنفيذ عملية خطف إسرائيلي في سيناء، وأن التحذير الإسرائيلي من نشاط هذه الخلية ما زال قائما بسبب استمرار تواجد بقية أعضاء في سيناء.

من جهة ثانية قال غلعاد للمصريين إن عمليات تهريب أسلحة إلى القطاع ما زالت مستمرة وتم مؤخرا إدخال عدد غير معروف من البنادق الرشاشة وقذائف مضادة للطيران محمولة على الكتف ومواد ناسفة وأسمدة تستخدم لتصنيع متفجرات إلى القطاع. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن أحد التقديرات يشير إلى أن حماس تجهز عددا كبيرا من السيارات المفخخة والمحملة بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات في إطار استعدادها لمواجهة محتملة مع إسرائيل.

وشدد مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي على أنه بالرغم من النشاط الحاصل لتمديد التهدئة إلا أن إسرائيل هي الأخرى تستعد للرد عسكريا في حال تدهور الوضع الأمني. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن ما تعتبره حماس أنه "عملية شرعية وبالإمكان احتمالها"، مثل خطف مواطن أو جندي إسرائيلي، هو بنظر إسرائيل عملا سيؤدي إلى إنهاء التهدئة.