تقديرات: ليفني ستضطر للرضوخ لمطالب حزب شاس

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

أظهرت المفاوضات الائتلافية التي أجراها حزب كديما مع حزبي شاس ويهدوت هتوراة، اللذين يمثلان اليهود المتدينين الشرقيين والأشكناز، ومع حزب ميرتس اليساري، أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيس حزب كديما، تسيبي ليفني، ستضطر للرضوخ لمطالب حزب شاس من أجل ضمه إلى حكومة برئاستها. فمن جهة، ليس في مصلحة ليفني الذهاب إلى انتخابات مبكرة يتوقع أن تؤدي إلى عودة رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، إلى رئاسة الحكومة. ومن الجهة الأخرى، فإن ليفني ستكون قادرة، على ما يبدو، على الاستجابة لمطلب شاس المركزي والمتعلق بزيادة مخصصات الأولاد. ويبدو أن "لعبة شد الحبل" في المفاوضات الائتلافية بين كديما وشاس أوشكت إلى الوصول إلى أوجها في الأيام القريبة وسيتبعها انفراج يؤدي إلى اتفاق والإعلان عن تشكيل حكومة جديدة.

وفيما يتعلق بمطلب شاس، ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الخميس – 16.10.2008، أن شاس رفض اقتراحا قدمه كديما، أمس، ويقضي بزيادة مخصصات الأولاد بمبلغ 600 مليون شيكل، من أصل مليار شيكل يطالب شاس بزيادتها. وقال قياديون في شاس إنه المفاوضات في هذا السياق ستبدأ من مبلغ 800 مليون شيكل. وأضافت هآرتس أن التقديرات تشير إلى أن ليفني ستضطر إلى رفع هذا المبلغ ليقترب من المليار شيكل. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، رفيف دروكر، إنه لن تكون هناك أية مشكلة لدى ليفني بالتعهد بزيادة مخصصات الأولاد، رغم أنها قد لا تنفذ هذا التعهد. وأوضح دروكر أن التعهد بشيء وعدم تنفيذه بعد تشكيل حكومة هو أمر حدث دائما في المفاوضات الائتلافية على مدار السنوات الماضية، وعدم تنفيذه لم يؤد إلى سقوط حكومات. وأكد أن هذا الأمر حدث مع شاس في الحكومة الأخيرة برئاسة ايهود أولمرت.

وكان رئيس شاس، الوزير ايلي يشاي، قد ألغى اجتماعا مقررا مع ليفني، مساء أمس، بادعاء أن لديه التزامات عائلية. وأشارت التقارير الصحفية إلى أن شاس وحزب يهدوت هتوراة ينسقان مواقفهما في المفاوضات الائتلافية مع كديما. وقالت هآرتس إن ليفني حاولت أمس تسريع المفاوضات مع حزبي يهدوت هتوراة وميرتس "في محاولة لإعطاء إشارة إلى شاس بأنه بإمكانها تشكيل حكومة من دونه" في أعقاب إصرار الأخير على مطلبه بخصوص زيادة المخصصات.

لكن رئيس كتلة يهدوت هتوراة، عضو الكنيست يعقوب ليتسمان، قال في ختام اجتماع مع مندوبي ليفني إنه لم يتم تحقيق تقدم في المفاوضات وأن احتمال انضمام حزبه لحكومة برئاسة ليفني من دون شاس ضئيل جدا. وأوضح ليتسمان أن "مطالبنا الأساسية متطابقة. وإذا تم الاتفاق معنا فإنه سيتم الاتفاق مع شاس". وأضاف ليتسمان أنه "إذا كانت ليفني تفكر باستخدامنا ضد شاس فإنها مخطئة. وأنا لست مستعدا لضرب شاس". كذلك قال لدى دخوله إلى غرفة الاجتماع مع طاقم كديما إنه "إذا كنت هنا من أجل تهديد شاس، سأنصرف". ويطالب يهدوت هتوراة بزيادة مخصصات الأولاد بقيمة مليار شيكل، مثل مطلب شاس، ورصد ملايين الشواقل للمعاهد الدينية التابعة للحزب.

من جهة أخرى عقدت ليفني اجتماعا مع رئيس حزب ميرتس، حاييم أورون. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أورون قوله في ختام الاجتماع إن الانطباع لديه هو أن ليفني تفضل شاس على ميرتس. وقالت عضو الكنيست عن ميرتس، زهافا غلئون، إنها ترى صعوبة في "رؤية ميرتس يجلس في حكومة يكون وزير العدل فيها دانيئيل فريدمان" في إشارة إلى شرط ميرتس الأساسي والمتعلق بإقالة فريدمان على خلفية مبادراته القانونية الهادفة لتقييد صلاحيات المحكمة العليا.