مخططات إسرائيلية لبناء ألفي وحدة سكنية في المستوطنات

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

قال وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم إنه بصدد طرح مخططات أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لبناء 2000 وحدة سكنية جديدة في ست مستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني اليوم الاثنين- 10/3/2008- عن بويم قوله إنه سيتم بناء 550 وحدة سكنية في منطقة "أغان هئايالوت" (حوض الظباء) في مستوطنة غفعات زئيف الواقعة شمالي القدس الشرقية. وقال بويم "لقد مارست ضغوطا على رئيس الحكومة ليصادق على البناء في أغان هئايالوت وقد استجاب وصادق عليها".

وأردف بويم "لكن هذا ليس كل شيء، فحتى مطلع شهر نيسان المقبل أعتزم إقرار بناء 750 وحدة سكنية جديدة أخرى في ضاحية أخرى في القدس (الشرقية) وهذه المرة في (مستوطنة) بسغات زئيف" الواقعة شرقي القدس، واعتبر أن "هذه ضاحية داخل القدس ولهذا فإنه بالنسبة لي المصادقة على البناء فيها سيكون أسهل من أغان هئايالوت في غفعات زئيف، وهي مستوطنة تقع خارج منطقة نفوذ بلدية القدس".

وأضاف بويم أنه يعتزم طرح مناقصات لبناء 360 وحدة سكنية في مستوطنة "هار حوماه" في جبل أبو غنيم في جنوبي القدس الشرقية "وذلك إضافة إلى 307 وحدات سكنية جرت الموافقة عليها وأثارت غضب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس".

وتابع بويم "أعرف جيدا المصادقة التي منحها وزير الدفاع إيهود باراك لبناء بيوت في ست مستوطنات في الضفة الغربية، فهو السيد هناك وهو الذي يصادق، وأنا كوزارة إسكان أطرح المناقصات للتنفيذ". واستطرد "مجموع ما سيتم بناؤه، مع بسغات زئيف وهار حوماه، نحو 1600 وحدة سكنية، إضافة إلى عشرات البيوت للذين تم إخلاؤهم من (مستوطنة) نيتساريم (في قطاع غزة) والذين يسكنون في بيوت متنقلة في حي نويمان في (مستوطنة) أريئيل وبضع عشرات البيوت في الحي رقم 7 في (مستوطنة) معاليه أدوميم، وسنبني 52 وحدة سكنية في (مستوطنة) إلكنّاه و80 وحدة سكنية أخرى في (مستوطنة) إفرات، وفي الأيام القريبة سأضع هذه المشاريع أمام رئيس الحكومة". وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة السابق أريئيل شارون كان قد تعهد للإدارة الأميركية بعدم نقل مستوطني قطاع غزة بعد إخلائهم للسكنى في مستوطنات الضفة الغربية.

ورفض بويم تنديد السلطة الفلسطينية بأعمال البناء في المستوطنات بعدما جرى أمس الإعلان عن بناء 750 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة غفعات زئيف. وقال بويم "أنا لا أتأثر من ادعاءاتهم فهذه ليست جديدة، فلو كان الأمر منوطا بالفلسطينيين لما قامت (مستوطنات) غيلو ورمات أشكول وتلبيوت الشرقية". واضاف أنه "وفقا لرؤيتي وأفكاري وأيضا وفقا لبرنامج حزب كديما سوف نبقي سيطرتنا على الكتل الاستيطانية، فنحن لسنا حزب ميرتس الذي يطالب بالانسحاب إلى حدود 1967. نحن بنينا وسنستمر في البناء في (مستوطنات الضفة) أريئيل ومعاليه أدوميم وإفرات وأعتقد أن هذا أمر شرعي بكل تأكيد".

وعقبت مصادر في مكتب أولمرت على أقوال بويم بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية سيدرس مشاريع البناء المتعلقة بكل مستوطنة على حدة "مثلما حدث الآن (أمس) عندما تمت المصادقة على مئات الوحدات السكنية في أغان هئايالوت".

وصادق أولمرت أمس على بناء 750 وحدة سكنية في مستوطنة "غفعات زئيف".

وذكرت صحيفة هآرتس أن وزارة الإسكان الإسرائيلية ستجدد أعمال البناء في مشروع "أغان هئايالوت" (حوض الظباء) في مستوطنة "غفعات زئيف"، وأنه قبل اتخاذ بويم قراره تشاور مع أولمرت وحصل على موافقته.

وتتناقض مصادقة أولمرت على تجديد أعمال البناء في المستوطنة مع تعهده عشية وخلال وبعد لقاء أنابوليس بوقف أعمال البناء في المستوطنات، كما تتناقض مع التزامات إسرائيل في خطة خريطة الطريق.

وكانت إسرائيل قد أوقفت أعمال البناء في المشروع بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في سنة 2000، لكن عددا من مقاولي البناء طالبوا بويم مؤخرا باستئناف أعمال البناء في المستوطنة بادعاء "الطلب المتزايد على الشقق السكنية".

من جهة أخرى كشف موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني أمس عن أن صفقة توصلت إليها الحكومة الإسرائيلية مع قيادة المستوطنين تقضي بتجديد البناء في الكتل الاستيطانية في الضفة في مقابل إخلاء وتفكيك بؤر استيطانية عشوائية. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن قيادة المستوطنين وافقت على إخلاء 18 بؤرة استيطانية من أصل 24 بؤرة اعتبرت أنها "غير قانونية".

لكن تقرير البؤر الاستيطانية، الذي أعدته المسؤولة السابقة في النيابة العامة الإسرائيلية، المحامية طاليا ساسون، بتكليف من شارون أظهر، في سنة 2005، وجود ما لا يقل عن 120 بؤرة استيطانية في الضفة تعهدت إسرائيل بتفكيك نصفها كونها أقيمت منذ صعود شارون إلى الحكم في سنة 2001.

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد سلم شارون في نيسان 2004 "رسالة ضمانات" تعهد خلالها بأن تؤيد الولايات المتحدة ضم الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل في اتفاق دائم مقابل تفكيك البؤر الاستيطانية التي أقيمت منذ صعود شارون إلى الحكم.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصادر في مكتب باراك قولها إنه تم الاتفاق على الصفقة بين الحكومة وقيادة المستوطنين خلال اجتماع عقد يوم الأحد قبل أسبوعين وشارك فيه باراك ونائبه متان فيلنائي. وابلغ باراك أولمرت ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بتفصيلات الصفقة.

من جانبها نفت قيادة المستوطنين التوصل لصفقة كهذه.

وقال رئيس مجلس المستوطنات داني ديان إن "لا أحد يحلم بإخلاء بؤر استيطانية ولن نوافق على إخلاء بؤر مقابل البناء في الكتل الاستيطانية". وأضاف ديان أن قيادة المستوطنين تطالب وزارة الدفاع بإبقاء البؤر الاستيطانية المقامة على "أراضي دولة" على حالها ونقل بؤر أخرى إلى مواقع في الضفة في حال تبين وجود إشكالية بشأن ملكية الأراضي.

يذكر أن تقرير ساسون كان قد أشار إلى أن غالبية البؤر الاستيطانية أقيمت على أراض بملكية فلسطينية خاصة وبدعم من الحكومات الإسرائيلية.