شبهات: مستوطنون متطرفون حاولوا اغتيال مؤرخا إسرائيليا يساريا

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

تشتبه الشرطة الإسرائيلية بأن مستوطنين وعناصر من اليمين الإسرائيلي المتطرف تقف وراء محاولة اغتيال المؤرخ الإسرائيلي البروفيسور زئيف شطيرنهل على خلفية أيديولوجية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الخميس – 25.9.2008، أن عبوة ناسفة صغيرة الحجم انفجرت أمام باب بيت شطيرنهل في القدس بعد منتصف الليلة الماضية ما أسفر عن إصابته بجراح طفيفة وتم نقله إلى إحدى مستشفيات المدينة.

وتفيد معلومات الشرطة الإسرائيلية بأن شطيرنهل تلقى في الفترة الأخيرة تهديدات على حياته بواسطة اتصالات هاتفية إلى بيته. وتقدر الشرطة أن محاولة المس بشطيرنهل الحائز على "جائزة إسرائيل" في مجال أبحاث العلوم السياسية جاء على خلفية أيديولوجية وعلى أثر تصريحاته وكتاباته ضد المستوطنين.


وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد ردت التماسا قدمه "المنتدى القانوني من أجل أرض إسرائيل" ضد القرار بمنح شطيرنهل "جائزة إسرائيل". وجاء في الالتماس، الذي تم تقديمه ضد وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية، يولي تمير، ولجنة "جائزة إسرائيل"، أن شطيرنهل لا يستحق الجائزة الأرفع في إسرائيل بسبب تصريحاته في وسائل الإعلام وخصوصا بسبب مقال نشره في صحيفة هآرتس في العام 2001 ورأى فيه أن للفلسطينيين الحق في تنفيذ هجمات ضد المستوطنين.

وكان شطيرنهل قد شدد في مقاله المذكور على شرعية نضال الفلسطينيين وذلك كرد فعل على دعم حكومة إسرائيل للمستوطنين. وكتب شطيرنهل في مقاله أنه "على خلفية الصراع الجاري الآن، فإن القرار بتحويل (حكومة إسرائيل) مبالغ طائلة إضافية للمناطق (أي للمستوطنات) ومن خلال تصريحات واضحة حول رفض تجميد الاستيطان، يظهر أن هناك قرارا استراتيجيا مدروسا جيدا وليس محاولة أخرى لشراء الهدوء، ولذلك فإنه بإمكان الفلسطينيين أن ينظروا إلى قرار الحكومة هذا على أنه قرار يؤكد استمرار الحرب".

وأثار مقال شطيرنهل غضبا واسعا في صفوف المستوطنين الذين اعتبروا أنه يبيح إهدار دمهم. وفي أعقاب محاولة اغتيال شطيرنهل الليلة الماضية أعلنت منظمة "الجبهة اليهودية" اليمينية المتطرفة أنه لا علاقة لها بمحاولة الاغتيال لكنها رفضت التنديد بها. وقالت المنظمة اليمينية في بيان إنه "لا علاقة لنا بالحدث ونحن لا نعمل بأساليب كهذه. ورغم ذلك فإننا لن نستنكر ما حدث، فشطيرنهل منح شرعية للمس بالمستوطنين وأهدر دمنا".

وتطرق رئيس حزب العمل ووزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، خلال اجتماع للعمل، اليوم، إلى محاولة المس بشطيرنهل وقال إن "الحديث يدور عن مفكر تمت مهاجمته بسبب آرائه. لقد عدنا إلى الأيام المظلمة" في إشارة إلى اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين، على أيدي يميني متطرف. كذلك وجدت الشرطة قرب بيت شطيرنهل مناشير تعرض جائزة بقيمة مليون شيكل مقابل قتل يساريين إسرائيليين وخصوصا من حركة "سلام الآن" المناهضة للاحتلال والاستيطان. ووضعت الشرطة حراسة حول بيت سكرتير الحركة ، يريف أوفنهايمر، في تل أبيب.