بيرس بصدد تكليف ليفني بتشكيل حكومة جديدة

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

رجحت الصحف الإسرائيلية، اليوم الاثنين – 22.9.2008، أن ينهي الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، المشاورات التي يجريها مع الأحزاب الممثلة في الكنيست وأن يكلف، مساء اليوم، الرئيسة الجديدة لحزب كديما ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بتشكيل حكومة جديدة، في أعقاب استقالة رئيس الحكومة الحالي، ايهود أولمرت، من منصبه، أمس. وفي ظل الحراك السياسي الذي أحدثته استقالة أولمرت عُقدت خلال نهار أمس لقاءات عديدة، رسمية، كتلك التي عقدها بيرس، وغير رسمية كالتي عقدتها ليفني، لتلمس احتمالاتها في تشكيل حكومة، ولقاءات أخرى عقدها رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، للتوصل إلى قرار حول وجهته في الأسابيع المقبلة واتخاذ قرار فيما إذا كان سينضم لحكومة برئاسة ليفني أم أنه سيفضل التوجه لانتخابات عامة مبكرة. ولعل أهم هذه اللقاءات كان لقاء ليفني مع باراك الذي احتل عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت فإن باراك "لم يغلق الباب" أمام ليفني، فيما قالت صحيفة هآرتس إن ليفني وعدت باراك ب"شراكة حقيقية" في الحكومة المقبلة، ومن جهتها أشارت صحيفة معاريف إلى أن باراك أبلغ ليفني أنه لن يوافق على الجلوس في حكومة برئاستها تستمر لبضعة شهور فقط، تحسبا من أن تبادر ليفني بعدها إلى انتخابات عامة مبكرة من موقعها كرئيسة حكومة. ونقلت هآرتس عن مقربين من ليفني قولهم إن لقاءها مع باراك كان جيدا واتفقا على معاودة اللقاء ثانية بعد أن يكلفها بيرس بتشكيل حكومة.

ونقلت هآرتس عن ليفني قولها في اجتماع مغلق مع مقربيها، سبق اجتماعها مع باراك، إنه في حال حققت الحكومة، التي تعتزم تشكيلها، انجازات فإنها ستسجل باسمها وباسم باراك. وأضافت في مغازلة واضحة لباراك أنه "في نهاية المطاف، باراك هو شخص يرى مصلحة الدولة أمام عينيه". وطرح باراك عدة مطالب أمام ليفني بينها أن تتعهد بتشكيل حكومة مستقرة تدوم لسنتين، أي حتى نهاية دورة الكنيست في شهر تشرين الثاني من العام 2010، وإجراء بحث حول موازنة العام 2009، التي عارضها باراك لدى التصويت عليها في الحكومة قبل أسابيع قليلة، وفتح الاتفاقيات الائتلافية للحكومة الحالية واستبدال وزير العدل، دانيئيل فريدمان.

وقال مقربون من ليفني إنه على الرغم من أنها أعلنت أنها لن توافق على إجراء تعديلات على الخطوط العريضة والاتفاقيات الائتلافية لحكومة أولمرت، لكن إذا لم يكن أمامها خيارا فإنها قد تلين مواقفها من مواضيع معينة، من دون أن يوضحوا أكثر من ذلك. وكانت ليفني قد قالت خلال اجتماع وزراء كديما، أمس، إنه إذا اتضح لها أنها لن تتمكن من تشكيل حكومة خلال وقت قصير فإنه ستذهب نحو انتخابات عامة مبكرة. وتواجه ليفني صعوبات في المفاوضات مع حزب شاس أيضا، الذي يطالب بزيادة مخصصات الأولاد والتعهد بعدم إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول القدس. لكن رئيس شاس، الوزير ايلي يشاي، قال أمس إنه لا يخشى انتخابات مبكرة لكنه شدد من الجهة الأخرى على أنه لن يدفع باتجاهها أيضا. وفي هذا السياق التقى رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، أمس، مع الزعيم الروحي لشاس، الحاخام عوفاديا يوسف، وطالبه بتأييد تقديم موعد الانتخابات العامة. لكن يوسف رد على نتنياهو قائلا إن "مجلس حكماء التوراة"، وهو مرجعية شاس، سيجتمع في الأيام المقبلة ويقرر بهذا الخصوص.

وفي غضون ذلك، نقلت هآرتس عن مقربين من وزير المواصلات، شاؤل موفاز، تقديرهم أن الأخير يخطط للعودة إلى الحياة السياسية، رغم أنه أعلن الخميس الماضي عن اعتزاله الحياة السياسية مؤقتا على اثر خسارته الانتخابات على رئاسة كديما. وقال المقربون من موفاز أنه يعتزم الخروج في إجازة لمدة أسابيع قليلة وأنه سيعود إلى ممارسة أعماله بعد الأعياد اليهودية، أي في مطلع شهر تشرين الثاني المقبل.


من جهة أخرى أنشأت هآرتس افتتاحية عددها اليوم حول نهاية عهد أولمرت. ورأت الصحيفة أنه "ثمة شك فيما إذا كانت هناك حكومة إسرائيلية أسوأ من حكومة أولمرت، التي وصلت نهايتها أمس. وميزانها، بعد سنتين وتسعة شهور، قريب من الصفر. وكان فشل أولمرت الأكبر في سلسلة المخالفات المشتبه بها والتي أدت إلى إنهاء ولايته قبل نهايتها الرسمية. وسلوكه الشخصي، الذي انعكس بالشراهة والطمع، أظهر أداءه بضوء سيء".