ليفني تغلبت على موفاز بفارق ضئيل جدا

دلت النتائج الحقيقية للانتخابات الداخلية على رئاسة حزب كديما الحاكم في إسرائيل والتي نشرت فجر اليوم، الخميس – 18.9.2008، على أن وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، فازت برئاسة كديما وتغلبت على منافسها القوي ووزير المواصلات، شاؤول موفاز، بفارق ضئيل جدا بالكاد تجاوز الواحد بالمائة من الأصوات. وتبين بعد انتهاء عملية فرز الأصوات أن ليفني حصلت على 16,936 صوتا يشكلون 43.1% من أصوات المقترعين من أعضاء كديما فيما حصل موفاز على 16,505 أصوات تشكل 42%، أي أن ليفني تغلبت على موفاز بفارق 431 صوتا وحسب. وحصل وزير الداخلية مائير شيطريت على 8.5% من الأصوات ووزير الأمن الداخلي أفي ديختر على 6.5% من اصوات المقترعين. وبلغت نسبة التصويت 53.7% من أصل نحو 74 ألفا من المنتسبين لحزب كديما.

تجدر الإشارة إلى أن النتائج الحقيقية جاءت مختلفة عن نتائج الاستطلاعات التي نشرتها قنوات التلفاز الإسرائيلية في ختام عملية الاقتراع ليلة أمس، والتي أظهرت وكأن ليفني "سحقت" موفاز بفارق تراوح ما بين 10 إلى 12 بالمائة من الأصوات.

ومع ظهور النتائج الحقيقية، فجر اليوم، سادت تخوفات في معسكر ليفني من احتمال أن يستأنف موفاز على النتائج ويقدم اعتراضات عليها ويتهم معسكر ليفني بالفوز بواسطة أعمال غش في صناديق الاقتراع، التي بحسب وسائل إعلام إسرائيلية لم تخلُ من أعمال كهذه ومن جانب المعسكرين المتنافسين.

وطالب معسكر موفاز لجنة الانتخابات المركزية في كديما بإرجاء نشر النتائج النهائية وأعلن محامي موفاز، يهودا فينشطاين، إنه سينصح موفاز بالاستئناف على النتائج إلى محكمة الحزب بادعاء أن ليفني تغلبت على موكله ب431 صوتا، لكن صندوق الاقتراع في بلدة رهط العربية في جنوب إسرائيل والذي تم شطبه احتوى على 430 صوتا. ورفضت لجنة الانتخابات طلب معسكر موفاز. كذلك رفض موفاز الاستئناف على ما يبدو وهاتف ليفني صباح اليوم وهنأها، وهذه خطوة سياسية تعتبر اعترافا من جانبه بفوز ليفني.

وقال رئيس طاقم الانتخابات في معسكر ليفني، عضو الكنيست يوحنان بلاسنر، لدى خروجه من لجنة الانتخابات فجر اليوم إن "المنافسة كانت متقاربة ودراماتيكية بصورة غير مألوفة وأنا سعيد لأننا فزنا". وأشار بلاسنر إلى المهمة الأساسية التي تقف أمام ليفني الآن وقال إن "التحدي الأساسي أمام ليفني الآن سيكون جمع وتوحيد الحزب وقيادته نحو تشكيل حكومة مستقرة".

وخلال ساعات الليل الماضي المتأخرة هاتف شيطريت وديختر ليفني وهنآها على الفوز كما هاتفها رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، مهنئا. لكن حتى ساعات الصباح الأولى امتنع رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، عن تهنئة ليفني، التي اعتبر في الأسابيع الماضية أنها ليست مؤهلة لتولي رئاسة الوزراء وقيادة الدولة.

من جانبها قالت ليفني، أمام بيتها في تل أبيب، بعد ظهور النتائج الحقيقية وتيقنها من الفوز إن "كديما أثبت أنه توجد سياسة مختلفة" واعتبرت أن "الحسم تم في نهاية المطاف بأيدي المؤيدين الذين لا مصلحة لهم سوى مصلحة الدولة". وأضافت "أعتبر أن هذه مسؤولية تدفعني نحو المنصب (رئيس الحكومة) بوجل مقدس".

ورأت ليفني أن "خصومي في كديما، شاؤول (موفاز) وأفي (ديختر) ومائير (شيطريت)، كانوا خصوما للحظة ومنذ اليوم نحن معا ولدينا قرارات مشتركة". وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت ستعين موفاز قائما بأعمال رئيس الحكومة في حال نجحت بتشكيل حكومة جديدة قالت ليفني "لن أوزع المناصب اليوم ولم أعد أحدا بشيء".

وتابعت ليفني أن "المهمة الوطنية الآن هي إحداث استقرار بأسرع وقت. فهناك تهديدات أمنية غير بسيطة وعدم استقرار اقتصادي" خصوصا في أعقاب الأزمة الاقتصادية الحاصلة في الولايات المتحدة. وأضافت ليفني أن "هذه ليست مسؤوليتي وحدي وإنما مسؤولية رفاقي في كديما وأعضاء الكتل في الكنيست أيضا". وأكدت ليفني أنها ستبدأ اليوم بإجراء اتصالات بهدف إقامة تحالف حكومي جديد.