منافسة قوية بين ليفني وموفاز على رئاسة كديما

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

تجري اليوم، الأربعاء – 17.9.2008، الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب كديما الحاكم في إسرائيل، وكانت المرشحة الأوفر حظا بالفوز، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، قد بدأتها ،مساء أمس، بأداء الصلاة ووضع قصاصة ورق في حائط البراق تمنت فيها الفوز. ومن جهة أخرى حث منافسها القوي، وزير المواصلات شاؤل موفاز، أتباعه على حرث فروع الحزب وإحضار أكبر عدد من المصوتين لصالحه إلى صناديق الاقتراع. وتعكس هذه الصورة فعلا الوضع في كديما، حيث تتمتع ليفني بتأييد جماهيري واسع، ليس في صفوف كديما حصرا، فيما يعمل موفاز بصورة منهجية من خلال تنظيمه الحزبي.

وافتتحت صناديق الاقتراع، البالغ عددها 114 صندوقا موضوعة في 93 موقعا في أنحاء إسرائيل، عند تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم، وستغلق عند الساعة العاشرة من مساء. وستكون صناديق الاقتراع مفتوحة أمام 74,680 منتسبا للحزب، 55% رجال و45% نساء، و82% يهود و18% عرب. كذلك تجدر الإشارة إلى أن 38% من أعضاء كديما هم يهود شرقيون و28% هم من اليهود الأشكناز و16% من اليهود الذين ولدوا في البلاد. وفي حال فاز موفاز، الإيراني الأصل، برئاسة كديما ونجح بعد ذلك في تشكيل حكومة بديلة، فإنه سيكون أول رئيس حكومة في إسرائيل من مواليد دولة إسلامية.

ويتنافس في هذه الانتخابات، وهي الأولى من نوعها في حزب كديما الذي تأسس قبل ثلاث سنوات لانتخاب الرئيس الثالث للحزب، بعد رئيسي الوزراء أرييل شارون وايهود أولمرت، أربعة مرشحين هم: ليفني وموفاز ووزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، ووزير الداخلية، مائير شيطريت. ويتعين على الفائز برئاسة الحزب أن يحصل على أكثر من أربعين بالمائة من أصوات المقترعين وإلا فإنه ستجري جولة انتخابات ثانية في الأسبوع المقبل. ويجمع المقربون من ليفني والمحللون السياسيون على أن نسبة تصويت مرتفعة ستساعد ليفني على الفوز فيما نسبة تصويت منخفضة ستقلل حظوظها بالفوز وستزيد بشكل كبير حظوظ موفاز بالفوز. وذكرت صحيفة هآرتس اليوم أن التقديرات تشير إلى أن نسبة التصويت ستكون حوالي 50% لكن التحليلات تفيد بأن ليفني ستكون بحاجة إلى نسبة تصويت تفوق 60% لتحقق الفوز، ولذلك ركزت في المهرجان الانتخابي الأخير في حملتها الانتخابية على دعوة منتسبي الحزب إلى المشاركة في التصويت.

وحذر مقربون من ليفني من أنه في حال فوز موفاز برئاسة كديما فإنها تعتزم الانسحاب من الحزب وبرروا ذلك بأن كديما سيتحول في هذه الحالة إلى حزب "ليكود ب" الأمر الذي سيؤدي إلى تفكك كديما مثلما حدث لحزب "المركز" في انتخابات العام 1999 والذي اختفى في الانتخابات التي أعقبتها.

وقال أحد المقربين من ليفني من أن "ليفني لا تبحث عن عمل وهي ليست راغبة بأن تكون رقم 2 لدى موفاز إذا ما أصبح الحزب الذي أقامته شيئا آخر". وشدد عضو مركز كديما والقيادي في فرع الحزب في حيفا، رجل الأعمال يتسحاق ريغف، ل"المشهد الإسرائيلي" إن "تسيبي ليفني لا ترى بالحزب غاية وإنما أداة. كذلك فإنه سيكون أمر غريب جدا أن من يجلب للحزب أكبر عدد ممكن من المقاعد في الكنيست، أي ليفني، يكون في المكان الثاني أو غيره ولا يقود شعب إسرائيل. أي أنها لا تفوز برئاسة الحزب. هذا سيكون أمرا غريبا للغاية. وآمل أن لا نضطر للوقوف أمام قرار ناجم عن وضع كهذا لأن هذا سيكون قرار صعب للغاية. والجمهور في كديما عليه أن يكون مصغيا لإرادة الشعب، وإذا الشعب يريد تسيبي فإن عليه أن يحصل على تسيبي".

من جهة أخرى قال مقربون من موفاز إنه في حال انتخاب ليفني رئيسة للحزب فإن كديما سيخسر الحكم "وهي ستقود الحزب إلى انتخابات عامة مبكرة وستوصل الحزب بعدها إلى مقاعد المعارضة".

وتشير التقارير الصحيفة مؤخرا إلى أن ليفني ستواجه صعوبة في تشكيل حكومة جديدة تكون بديلة للحكومة الحالية بسبب رفضها مطلب حزب شاس بزيادة مخصصات الأولاد ومطلب حزب العمل باستبدال وزير العدل دانيئيل فريدمان. من جهة أخرى تشير التوقعات إلى أن موفاز سينجح في تشكيل حكومة بديلة بعد أن أجرى في الشهور الأخيرة اتصالات مع رؤساء الأحزاب المشاركين في التحالف الحكومي الحالي والمعارضة. وقال موفاز، يوم الأحد الماضي، أنه يبحث مع شاس معادلة لتفادي انسحاب هذا الحزب من حكومة برئاسته.

وأفادت تقارير بأنه في حال قرر حزب العمل الانسحاب من حكومة برئاسة موفاز فإن الأخير سيتمكن من ضم حزبي "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف ويهدوت هتوراة، خصوصا وأن حزب يهدوت هتوراة لا يطالب عادة بمناصب وزارية وإنما بميزانيات لتمويل مؤسساته الدينية. ونقلت هآرتس اليوم عن ليفني قولها إنه "بعد أن أفوز سأعمل على تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت". واستبعدت إمكانية أن تتوجه لأحزاب اليمين، مثل الليكود و"إسرائيل بيتنا" لدعوتهم للانضمام لحكومة برئاستها.

وفي غضون ذلك أكد مقربون من رئيس الوزراء ايهود أولمرت على أنه لن يستقيل من منصبه إلى حين تشكيل حكومة بديلة أو البقاء على رأس حكومة انتقالية حتى انتخابات عامة مبكرة في حال عدم نجاح رئيس كديما الجديد بتشكيل حكومة.