روايات إسرائيلية متناقضة حول اختفاء جثة دلال المغربي

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

تدعي إسرائيل أنها فقدت جثة الشهيدة دلال المغربي، بعد مرور عشرات السنوات على دفنها في مقبرة "شهداء العدو" في منطقة جسر آدم في غور الأردن. ويذكر أن المغربي استشهدت خلال هجوم شنته خلية فلسطينية بقيادتها على حافلة ركاب على طريق الشاطئ، بين حيفا وتل أبيب، في العام 1978. وأكد تقرير نشرته صحيفة معاريف، اليوم الاثنين – 15.9.2008، على وجود تناقضات في الروايات الإسرائيلية حول اختفاء جثة المغربي وان إسرائيل لم تسلمها لحزب الله في عملية تبادل الأسرى والجثامين التي جرت في 16 تموز الماضي.

وقالت معاريف إن "إسرائيل لم تسلم الجثة، وهذا ليس بسبب خدعة في اللحظة الأخيرة وإنما لسبب آخر، وهو أن تيارات تحت الأرض جرفت جثة المغربي من مقبرة شهداء العدو وأدت إلى اختفاء 'عروس يافا'". وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس متبعا اليوم دفن جثث الشهداء وإنما يتم تسليمها لعائلاتهم، وفقط عدد قليل منهم يدفنون في إحدى مقبرتين "لشهداء العدو"، المقبرة الأولى تقع في منطقة جسر آدم التي بدأ دفن الشهداء، الذين دخلوا إسرائيل لتنفيذ عمليات من الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة ومن جهة البحر، فيها منذ سنوات السبعين، والثانية قرب معسكر "عامي عاد" في شمال إسرائيل والتي بدأ دفن الشهداء، الذين تسللوا إلى إسرائيل من لبنان، فيها منذ العام 2000. ودفن الجيش الإسرائيلي المغربي ومعها تسعة شهداء آخرين شاركوا في الهجوم نفسه في مقبرة جسر آدم.

وتدعي الحاخامية العسكرية، المسؤولة عن دفن الشهداء، إن جثث المغربي ورفاقها دفنوا بموجب الأنظمة، التي تقضي بأخذ عينة من دم الشهيد وتسجيل التفاصيل المعروفة عنه، بما في ذلك اسمه ورقمه، ويتم الاحتفاظ بملفه في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. وبعد ذلك يتم تكفين الجثة ولفها بالنايلون وبشبكة ووضعها في تابوت خشبي، يكون بداخل قطعة معدنية موضوعة في زجاجة ومحفور عليها رقم الشهيد.

وقالت معاريف إن الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عما حدث في مقبرة جسر آدم في يوم تبادل الأسرى مع حزب الله، عندما حضر مندوبو الحاخامية العسكرية لاستخراج جثة المغربي ورفاقها من القبور. وأشارت الصحيفة إلى أنه تم العثور على جثث لأربعة رجال، تم تسليمها لحزب الله لكنهم لم يعثروا على جثة المغربي وخمسة آخرين من رفاقها. ورغم رفض الحاخامية العسكرية التطرق للموضوع إلا ان معاريف نقلت عن مصدر رفيع قوله إن "إحدى المشاكل هي عدم وجود بنية تحتية إسمنتية في مقابر شهداء العدو كما هو الحال في المقابر المدنية والعسكرية".

لكن الناطق العسكري الإسرائيلي قال في تعقيبه على تقرير معاريف إن "الجيش الإسرائيلي لا يتطرق إلى تفاصيل عملية 'وعاد الأبناء' (أي عملية تبادل الأسرى الأخيرة). كما أنه ليس معلوما لدينا عن انجراف تربة في مقبرة جسر آدم، لكن بسبب كونها تربة وحلية فإنه منذ العام 2001 يتم وضع أربعة قضبان حديدية حول كل قبر لمنع تحرك التوابيت. كذلك فإنه يوجد في كل تابوت زجاجة بداخلها رقم الشهيد ولهذا فإنه حتى لو انجرف التابوت قليلا فإنه يكون بالإمكان معرفة هوية المدفون فيه".