احتمال ظهور نتيجة معاكسة لاستطلاعات الرأي في انتخابات حزب كديما

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

قبل يومين من الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب كديما تسود أجواء حذرة في كديما من احتمال أن تؤول هذه الانتخابات، التي ستجري بعد غد الأربعاء – 17.9.2008، إلى نتيجة معاكسة لتلك التي تظهر في استطلاعات الرأي، التي تنشرها وسائل الإعلام الإسرائيلية أسبوعيا. إذ يظهر في جميع هذه الاستطلاعات أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، تتفوق على منافسيها الثلاثة، وخصوصا على منافسها الأقوى وزير المواصلات، شاؤل موفاز، بفارق 15% على الأقل من الأصوات. لكن، الآن، ومع اقتراب يوم الحسم، لا يستبعد المراقبون أن تنقلب الأمور وأن يتفوق موفاز على ليفني في الانتخابات الفعلية.

ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين – 15.9.2008، إلى نتائج انتخابات داخلية في حزب العمل جاءت معاكسة لاستطلاعات الرأي التي جرت قبل الانتخابات الداخلية. فقبل الانتخابات الداخلية في العمل التي جرت في تشرين الثاني من العام 2005، بين شمعون بيرس وعمير بيرتس، أظهرت استطلاعات الرأي أن بيرس سيفوز على بيرتس بحصوله على 49% من الأصوات مقابل 38% لبيرتس. لكن النتائج الحقيقية لهذه الانتخابات جاءت معاكسة وفاز بيرتس بحصوله على 42.3% من الأصوات مقابل 39.9% لبيرس. وهذا ما حصل أيضا في الانتخابات الداخلية في العمل التي جرت في أيار من العام 2007 بين عامي أيالون وايهود باراك. وأظهرت الاستطلاعات أن أيالون سيفوز ب35% من الأصوات فيما سيحصل باراك على 31%. لكن نتيجة الانتخابات كانت أن باراك حصل على 39.5% وأيالون على 30.5%.

ونقلت الصحيفة عن خبيرة الاستطلاعات، الدكتورة مينا تسيمح، قولها إن الأمر الأساسي الذي يحسم الانتخابات الداخلية في الأحزاب، وهذه المرة أيضا، في انتخابات كديما، هو الحمائل. وأضافت تسيمح أنه "ليس صعبا استشراف نتائج انتخابات في الوسط اليهودي، لكن في الوسط العربي فإن التصويت يكون حمائليا، ولا يمكنك أن تعرف كم عدد المصوتين في كل حمولة". وأشارت إلى أنه "يتم إجراء استطلاع لعينة عادية لكن أحيانا شخص واحد يمكن أن يمثل 30 أو 50 شخصا آخر (وليس نفسه وحسب). إضافة إلى ذلك فإنه في انتخابات داخلية تمهيدية ثمة أهمية بالغة للأجهزة التنظيمية للمتنافسين في يوم الانتخابات وكلما كان جمهور الناخبين أصغر كلما اكتسبت تنظيمات المتنافسين أهمية أكبر".

من جهة أخرى، عقد موفاز مؤتمرا صحيفيا، أمس، أعلن فيه أن معطيات متوفرة لديه تدل على أنه سيفوز برئاسة الحزب من الجولة الأولى، بعد غد، وإن هذه المعطيات تدل على أنه سيحظى بتأييد 43.7% من المصوتين الأعضاء في كديما. لكنه لم يقل من أين وصلته هذه المعطيات. ويشار إلى أن تقارير صحفية أفادت مؤخرا، بأنه على الرغم من تفوق ليفني على جميع منافسيها في استطلاعات الرأي إلا أن الوضع في صفوف أعضاء الحزب يميل نحو موفاز، بسبب تنظيمه القوي.

ولفت موفاز إلى أن احتمالات تشكيله حكومة بديلة، من دون إجراء انتخابات عامة، أكبر من احتمالات ليفني. وقال "لقد أجريت اتصالات مع رؤساء الكتل ويوجد تفاهم على الحفاظ على القاعدة الائتلافية الحالية. كذلك تحدثت مع أعضاء كنيست من كتل ليست مشاركة في التحالف الحكومي وليسوا راغبين في تقديم موعد الانتخابات العامة، وهناك بداية اتفاق مع هؤلاء على انضمامهم للتحالف الحكومي المقبل وأعربوا عن رغبتهم بالانضمام إليه". لكن موفاز امتنع عن إعطاء تفاصيل عن كتل المعارضة التي قد تنضم لحكومة برئاسته. وقال إن "دولة إسرائيل بحاجة إلى استمرارية الحكم والوحدة والانتخابات العامة ستجري في موعدها، في تشرين الثاني العام 2010".

ويهدد حزب شاس بعدم الانضمام إلى حكومة بديلة برئاسة حزب كديما على خلفية رفض مطلبه بزيادة مخصصات الأولاد. وقال موفاز في هذا السياق "إنني أرى بشاس مركب مهم في التحالف وشريك كبير فيه. وهناك عدة احتمالات ومعادلات يجري التدقيق فيها (تتعلق بزيادة مخصصات الأولاد) وأنا أضع على رأس اهتماماتي إيجاد حلول لمساعدة الشرائح الاجتماعية الفقيرة".

من جهتها، لا تخوض ليفني في هذه التفاصيل خلال حملتها الانتخابية، كما أنها أعلنت رفضها الرضوخ لابتزاز أحزاب لدى إقدامها على تشكيل حكومة بديلة. واعتبرت في خطاب ألقته في مهرجان ضخم عقدته أمس في تل أبيب وأنهت فيه حملتها الانتخابية "أعتزم أن أثبت أنه بالإمكان خوض الانتخابات بصورة مختلفة. وأنه بالإمكان انتهاج سياسة مختلفة ونظيفة". وحثت ليفني أعضاء كديما على "الوصول إلى صناديق الاقتراع لكي لا تهدروا الفرصة. وعدم الوصول إلى الصناديق هو عمل غير مسؤول". ويجمع المراقبون على أن نسبة تصويت منخفضة ستؤدي حتما إلى فوز موفاز برئاسة كديما.

وسيشارك في الانتخابات الداخلية على رئاسة كديما، الأربعاء المقبل، حوالي 74 ألف عضو. وسيصوتون لأحد المرشحين الأربعة، ليفني وموفاز ووزير الأمن الداخلي، أفي ديختر، ووزير الداخلية، مائير شيطريت. وسيدلي أعضاء الحزب بأصواتهم في 114 صندوق اقتراع موزعة في أنحاء إسرائيل وستنتهي عملية التصويت عند الساعة العاشرة من مساء بعد غد. ويذكر أنه في حال لم يحصل أي من المرشحين على 40% من الأصوات فإنه ستجري جولة انتخابات ثانية الأسبوع المقبل بين المرشحين اللذين يحصلان على أكبر عدد من الاصوات.