أولمرت يهدد بضرب صواريخ روسية في حال نشرها في سورية

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، بأن إسرائيل ستدمر صواريخ روسية متقدمة في حال تم نشرها في سورية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة – 22.8.2008، عن أولمرت قوله خلال الاتصال الهاتفي مع ميدفيديف، يوم الأربعاء الماضي، إنه في حال باعت روسيا لسورية صواريخ متطورة فإن "إسرائيل ستضطر لتدميرها". ورأى أولمرت أنه من الأفضل لسورية أن تركز على قناة الاتصال التي فتحتها مع إسرائيل من أجل التقدم نحو اتفاق سلام، على أن تبذر مليارات الدولارات على اقتناء أسلحة ستضطر إسرائيل في نهاية الأمر إلى تدميرها. وأضاف أولمرت أن "الكرة الآن في ملعب سورية التي ستجد في إسرائيل شريكا مستعدا للتوصل إلى سلام معها".

وذكرت يديعوت أحرونوت أن أولمرت يعتزم زيارة روسيا في مطلع شهر أيلول المقبل. وسيسعى هناك إلى منع بيع روسيا صواريخ لسورية وأنه اتفق مع ميدفيديف على هذه الزيارة خلال الاتصال الهاتفي بينهما وقبل لقاء ميدفيديف بالرئيس السوري بشار الأسد.

وأثار تصريح الأسد لدى وصوله إلى روسيا، الأربعاء، بأن سوريا على استعداد لمناقشة مسألة نشر شبكة صواريخ "اسكندر" الدفاعية على أراضيها، قلقا وغضبا شديدين في إسرائيل بدعوى أن من شأن نشر هذه الصواريخ أن تخرق التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط. وعبر أولمرت خلال اتصاله الهاتفي مع ميدفيديف عن قلق إسرائيل من الأنباء حول إمكانية بيع روسيا سلاحا متطورا لسورية. ومن جانبه قال ميدفيديف لأولمرت إنه يعتقد أن على إسرائيل المشاركة في مؤتمر سلام دولي حول الشرق الأوسط، تعتزم روسيا عقده في موسكو في تشرين الثاني المقبل.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قلقة بالأساس من منظومتي صواريخ روسيتين تسعى سورية لشرائهما، وهي صواريخ أرض – أرض من طراز "اسكندر" وصواريخ مضادة للطائرات من طراز "اس-300". واستبعد مسؤولون سياسيون إسرائيليون أن تنشر روسيا صواريخ في سورية وقالوا إنه "لا يوجد أي احتمال، في هذه المرحلة، لأن تنشر روسيا في سورية صواريخ اسكندر هجومية أو أن تبيعها صواريخ اس-300 حتى لو كان الحديث يدور عن سلاح دفاعي". وأضافوا أن "إسرائيل وروسيا تنتهجان خلال السنتين الأخيرتين سياسة هادئة فيما يتعلق ببيع أسلحة ومعونات عسكرية، ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف كررا تصريحات واضحة بأنهم لن يبيعوا سلاحا سيؤدي إلى خرق التوازن".

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن اقتراح نشر صواريخ اسكندر جاء من جانب الأسد فقط "ولو سمعنا الاقتراح من الروس لكان يوجد في هذه الحالة سبب جدي جدا للقلق، لكن عندما يعلن الأسد بأنه مستعد لذلك فإن هذا ليس بالأمر الجدي". وبحسب المسؤولين السياسيين الإسرائيليين فإن "الروس دعوا الأسد فقط من أجل إغضاب الأميركيين. وهم ليسوا مهتمين فعلا بإدخال هذه المنطقة في مرحلة عدم استقرار، وإذا اعتقد أحد أن روسيا ستعود إلى فترة الحرب الباردة فإن الجواب هو: لا بتاتا، بتاتا".

واعتبر المسؤولون الإسرائيليون أنه "خلافا للانطباع السائد، فإن الروس يقدرون كثيرا سياستنا في المسألة الجورجية وحقيقة أننا لم ننجر لإطلاق تصريحات ضدهم. وهم يعلمون أن إسرائيل رفضت، رغم الضغوط التي مورست عليها، تزويد جورجيا بسلاح يخل بالتوازن".


ونقلت يديعوت أحرونوت عن أولمرت قوله في اجتماعات مغلقة إنه "لا توجد مصلحة إستراتيجية لدى إسرائيل للقتال في سورية ولا يوجد أي اهتمام باحتلال أراض في سورية، وإسرائيل ليست راغبة بالوصول إلى احتكاك مع سورية". وأضاف أولمرت أنه "من خلال رسائل متبادلة بين دمشق والقدس سبقت المحادثات في تركيا، ولم تتسرب للخارج، فإنه ثمة ما يضمن نجاح المفاوضات". وقالت مصادر مقربة من أولمرت إن الخطوات الإسرائيلية مع سورية تم تنسيقها بأدق التفاصيل مع الرئيس الأميركي جورج بوش. وأضافت المصادر في تهديد مبطن أن "لدى السوريين فرصة الآن، وخلال فترة ولاية بوش، بالعودة بشكل كامل إلى المجتمع الدولي العقلاني".