انتقادات داخل العمل لباراك بعد تهجماته ضد ليفني

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

وجه قياديون في حزب العمل الإسرائيلي، اليوم الخميس – 14.8.2008، انتقادات لرئيس الحزب ووزير الدفاع، ايهود باراك، في أعقاب تهجماته على وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، المرشحة لرئاسة حزب كديما. وكان باراك قد رأى خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أن ليفني ليست مؤهلة للوصول إلى كرسي رئاسة الحكومة واتخاذ قرارات سياسية. وقال سكرتير حزب العمل، عضو الكنيست ايتان كابل، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، إن "لحزب العمل شأن بنفسه وحسب، ويحظر علينا التدخل في ما يحدث في حزب كديما". لكن كابل أضاف أن "الجميع يتعاملون مع كديما وكأنه يحطم بقية الأحزاب في استطلاعات الرأي، وهذا ليس صحيحا بتاتا".

ودعا باراك ليفني باسمها "تسيبورا" وليس "تسيبي" وهو ما يشير إلى استهزاء بليفني. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ نشوء الخلاف بين ليفني ورئيس الحكومة، ايهود أولمرت، أخذ الأخير يدعوها "تسيبورا" أيضا. كذلك لقبها باراك خلال المقابلة الإذاعية ب"هذه المرأة". وقال إن "ليفني ليست مبنية بالضرورة لإعطاء الأجوبة المطلوبة، ليس في الساعة الثالثة ليلا ولا في الساعة الثالثة ظهرا. وحقيقة أن إنسانا كان حاضرا في اجتماعات اتخذت فيها قرارات لا تجعله مؤهلا لاتخاذ قرارات". وأضاف أن "ليفني تتفاخر بأنها حققت اتفاق وقف إطلاق النار في حرب لبنان الثانية" في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. واعتبر باراك أن "هذا الأمر يضع علامات سؤال حول ترجيح الرأي لديها". إذ يصف باراك القرار 1701 بأنه فاشل. ووصف باراك حزب كديما بأنه "مخيم لاجئين" و"حزب لمرة واحدة" ورأى أن هذا الحزب جلب على إسرائيل فك الارتباط في قطاع غزة وحرب لبنان الثانية وسلسلة قضايا الفساد المحرجة المتورط أعضاء كديما فيها.

وأدت تهجمات باراك ضد ليفني إلى التفاف منافسوها على رئاسة كديما حولها والدفاع عنها. وقال وزير المواصلات وأهم منافس لليفني على رئاسة كديما، شاؤل موفاز، إن "تهجمات ايهود باراك على ليفني كانت شخصية وهذا ليس أمرا حسنا". من جانبها عقبت ليفني نفسها على أقوال باراك بالقول لمؤيديها "دعوكم من التهجمات فهذه أمور صغيرة بالنسبة لي ولنا، هذه أمور صغيرة بالنسبة لكديما".

من جهة ثانية قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أن تهجمات باراك ضد ليفني جاءت بسبب خيبة أمله من شعبيته في استطلاعات الرأي وتفوق ليفني عليه. ونقلت الصحيفة عن قيادي في حزب العمل قوله إن "باراك أصبح ليس بذي علاقة مع الواقع". وقال مسؤول سياسي رفيع إن باراك نادم على الخطوة التي بادر إليها والمتعلقة باستبدال أولمرت. وأضاف المسؤول ساخرا أن "باراك واثق من أنه أفضل من جميع المرشحين لرئاسة كديما وفق كل مقياس وفي كل مجال، لكنه يشعر أنه ليس مشاركا في العملية السياسية الإسرائيلية. فهو أصبح ممحوا. وخوفه الكبير أن تفوز ليفني برئاسة كديما. وموفاز بالذات يُبقي لديه أملا ما بأن ينتصر" في انتخابات عامة.

من جانبه رأى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة هآرتس، يوسي فيرطر، أن "باراك، وبتأخير كبير، أدرك أن ليفني تشكل تهديدا كبيرا وخطيرا عليه وعلى حزبه الضعيف الذي يجره خلفه... ولذلك، وبذهن صاف، قرر شن تهجماته على ليفني والتحدث إلى الجمهور حول قدرات ليفني وعدم ملاءمتها لتولي منصب رئيس الحكومة". وكتب فيرطر أن "باراك يقدر أنه في حال فوز ليفني برئاسة كديما في 17 أيلول المقبل فإنها لن تحاول فعلا تشكيل حكومة بديلة وإنما ستعمل على الفور لتقديم موعد الانتخابات، ربما إلى نهاية شهر كانون الثاني المقبل. وبالنسبة لباراك، فإننا في بداية معركة انتخابية عامة، ولا يجدر إضاعة الوقت".