موفاز: يحظر الاتفاق مع الفلسطينيين في هذه الفترة

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

قال وزير المواصلات الإسرائيلي والمرشح لرئاسة حزب كديما، شاؤل موفاز، إنه يحظر في هذه الفترة، التي تجري فيها تغييرات في الحكومة، أن تتوصل إسرائيل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين في إطار المفاوضات بين الجانبين حول قضايا الحل الدائم. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 30/7/2008، عن موفاز قوله إنه "يحظر التوصل في هذه الفترة التي تجري فيها تغييرات في الحكومة لتفاهمات مع الفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم". وتأتي أقوال موفاز، عشية سفره إلى الولايات المتحدة، وعلى خلفية إقرار إجراء انتخابات داخلية لانتخاب رئيس لحزب كديما في شهر أيلول المقبل، بهدف استبدال رئيس الحزب الحالي ورئيس الحكومة، ايهود أولمرت.


وأضاف موفاز أن "كل شيء سيتم الاتفاق عليه الآن سينطوي على إشكالية كبيرة لأنه يجري قبل التغييرات في الحكومة، وعلى خلفية انعدام الاستقرار في الجانب الفلسطيني". ولفتت هآرتس إلى أن موفاز يحذر بذلك، بصورة غير مباشرة، من "وضع حقائق على الأرض" وتسريع المفاوضات مع الفلسطينيين التي تقودها وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، منافسة موفاز على رئاسة كديما، قبل انتخاب رئيس جديد لكديما. وتجدر الإشارة إلى أن المفاوضات حول قضايا الحل الدائم متعثرة منذ انطلاقها وتكاد لا تتقدم بتاتا.

وانتقد موفاز الشكل الذي تجري فيه المفاوضات ضمن مسارين، يقودهما أولمرت وليفني، وقال إن هذه المفاوضات تجري منذ شهور من دون تحقيق نتائج. وقال موفاز إنه في حال انتخابه رئيسا لكديما وشكل حكومة جديدة فإنه سيقود المفاوضات مع الفلسطينيين بنفسه. وأوضح "ستكون قيادة المفاوضات عندي موحدة وليست منفصلة مثلما يحدث الآن، وضلوعي كرئيس حكومة في المفاوضات سيكون كبيرا جدا".

كذلك انتقد موفاز طرح قضايا الحل الدائم خلال المفاوضات، واعتبر أنه "ليس صائبا طرح القدس وقضايا أخرى على طاولة المفاوضات. فكل من بحث في قضايا الحل الدائم في المفاوضات فشل". وبدلا من ذلك يقترح موفاز "البدء في إنشاء واقع اقتصادي وتنفيذ خطوات لبناء الثقة من خلال خلق توقعات واقعية". وبحسب هآرتس فإن أقوال موفاز تأتي على خلفية قرار الإدارة الأميركية بتلخيص المرحلة الحالية من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وانتقد موفاز أيضا التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي وافق عليها أولمرت ووزير الدفاع، ايهود باراك. وقال "لقد أخطأنا في معالجة أمر حماس. وأخطأنا في مسألة التهدئة، ولم ينشأ ردع ولم نستعد (الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع) غلعاد شاليت".

وأشارت هآرتس إلى أن أقوال موفاز موجهة لأحزاب اليمين، التي يعتقد موفاز بأنه سينجح في ضمها لحكومة بديلة برئاسته ولحزب شاس أيضا الذي عارض شكل إجراء المفاوضات وهدد بالانسحاب من الحكومة في حال تم البحث في قضية القدس. وأضافت الصحيفة أن موفاز يعمل منذ فترة على بلورة تحالف حكومي واسع، ويجري اتصالات من وراء الكواليس مع حزب شاس، وهو مقتنع بأن رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، لن يتمكنا من رفض الانضمام لحكومة برئاسته. وتساءل موفاز "أي سبب سيكون لدى نتنياهو يمنعه من الانضمام إلى حكومة برئاستي؟ فهو يعرف أفكاري ويعرف كيف سأجري المفاوضات".


ويقدر موفاز أنه في حال انتخابه رئيسا لحزب كديما فإنه سيشكل حكومة جديدة حتى شهر تشرين الثاني، ويعرضها على الكنيست للمصادقة عليها مع افتتاح دورتها الشتوية، وأن هذه الحكومة ستكون مستقرة وتبقى حتى موعد الانتخابات العامة المقبلة في العام 2010. ويسعى موفاز في حملته الانتخابية على رئاسة كديما إلى إبراز خبرته السياسية والأمنية، حيث أشغل في الماضي منصب رئيس اركان الجيش، وعرض هذه الخبرة على أفضليه لديه مقابل انعدام الخبرة الأمنية لدى ليفني. وقال موفاز إنه في القضايا الأمنية "لا يوجد فرصة ثانية وخلال السنتين المقبلتين سنضطر إلى اتخاذ قرارات هامة في المواضيع الأمنية".