مراسل عسكري إسرائيلي: تنفيذ الجهاد العالمي عملية في إسرائيل- احتمال وارد بكل تأكيد

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

وجّه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى ستة شبان عرب، أربعة من القدس الشرقية وخامس من الناصرة وسادس من مدينة الطيبة في المثلث، تهمة الاتصال مع أشخاص على علاقة بتنظيم القاعدة والتخطيط لإسقاط مروحية الرئيس الأميركي، جورج بوش، لدى هبوطها في استاد الجامعة العبرية في القدس. وقد سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، 18 تموز 2008، بالنشر عن القضية، على إثر تقديم لائحة اتهام ضد الشبان الستة إلى المحكمة المركزية في القدس.

وبحسب لائحة الاتهام يدعي الشاباك أن الشبان الستة تعرفوا على بعضهم البعض خلال دروس دينية حضروها في الحرم القدسي واعتادوا على عقد اجتماعات في المسجد الأقصى وأنهم أجروا اتصالا بواسطة الانترنت مع أشخاص مرتبطين بتنظيم القاعدة. ويرأس الخلية الأسير الأمني السابق يوسف سومرين، من ضاحية بيت حنينا في شمال القدس الشرقية، وأحد أفرادها يدعى محمد نجم، من مدينة الناصرة وهو طالب في الجامعة العبرية في القدس يدرس موضوع الكيمياء.

ويشتبه نجم بأنه صور بواسطة هاتفه الخليوي استاد الجامعة العبرية الذي هبطت فيه مروحيات زعماء دول لدى زيارتهم إسرائيل. وبحسب الشبهات فإن نجم طلب الحصول على تعليمات من أشخاص على علاقة بالقاعدة، بواسطة الانترنت، بهدف إسقاط مروحية بوش خلال واحدة من زيارتيه لإسرائيل في الأشهر الماضية. ويذكر أن بوش زار إسرائيل مرتين منذ مطلع العام الحالي، الأولى كانت في شهر كانون الثاني والثانية في أيار. وجاء في لائحة الاتهام أن مخططات الخلية لم تخرج إلى حيز التنفيذ.

وأضافت لائحة الاتهام أن المحققين الإسرائيليين عثروا في أجهزة كمبيوتر عدد من أفراد الخلية على تعليمات حول كيفية إعداد عبوات ناسفة. ووجهت النيابة العامة إلى أفراد الخلية تهمة العضوية في منظمة إرهابية ووجهت لنجم تهمة مساعدة العدو في إبان الحرب أيضا.

ويذكر أن الشاباك كان قد اتهم شابين عربيين من مدينة رهط في النقب بمحاولة الاتصال مع أشخاص مرتبطين بالقاعدة وتم تقديم لائحة اتهام ضدهما أيضًا.

ورأى المراسل العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، في مقال تحليلي (هآرتس- 20.7.2008) أن "الكشف عن خلية عربية إسرائيلية ثانية تجري اتصالات مع القاعدة خلال بضعة أسابيع لا تنبئ بعد بوجود هجمة للإرهاب الإسلامي الدولي علينا. ورغم ذلك بالإمكان استنتاج أمرين: أنه يوجد بين عرب إسرائيليين، مثلما هو الحال لدى فلسطينيين في الضفة الغربية، تماثل متزايد مع أفكار القاعدة، وأن أذرع الأمن الإسرائيلية تواجه شبكات إرهابية يتصل أعضاؤها فيما بينهم بواسطة الانترنت".

وأشار هارئيل إلى أن "ثمة شيئًا مضللا في المصطلح الذي استخدمه الشاباك في بيانه، وبموجبه انضم الشبان الستة في شهر شباط الماضي إلى 'تنظيم القاعدة'. فأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تكاد لا تستخدم كلمة 'تنظيم' لدى وصفها القاعدة وتفضل مصطلح 'الجهاد العالمي'. فالقاعدة تعتبر اليوم شبكة تماس لمنظمة تنضوي تحت أيديولوجيا إسلامية متطرفة ولا تنصاع لهرمية مفصلة ومنظمة".

وأضاف هارئيل أنه "إذا اعتقد أحد ما أن الشبان الستة أقسموا يمين الولاء ليلا أمام أسامة بن لادن فإنه سيكون خائب الأمل. والمرجح أنهم تراسلوا عبر التشات في الانترنت مع أشخاص مجهولين مثلهم، مثل فتى باكستاني في لندن أو شخص ما في تل أبيب".

وأكد هارئيل استبعاده احتمال استهداف طائرة بوش. وكتب أن "أحد المعتقلين صور مروحيات في مهبط كان مقررا أن يهبط فيه بوش وطلب تعليمات للمس به. لكن المسافة طويلة بين هذا وبين خطة فعلية. إذ لم تكن لديه الوسائل المناسبة أو الخبرة التقنية للمس برئيس. وما فعلته الخلية، وهذا ليس بالأمر المقبول، هو جمع معلومات لتنفيذ عملية. وجمع المعلومات ورغبة عرب إسرائيليين وفلسطينيين يحملون الهوية الزرقاء في تنفيذ عمليات هو أمر مقلق. ومقلق بالقدر ذاته التماثل المتزايد مع أجندة القاعدة".

ولفت هارئيل إلى أن "تصريحات بن لادن ومعاونيه تدل في السنوات الأخيرة على وجود اهتمام متزايد بإسرائيل ولدى الجاليات اليهودية في العالم كأهداف لعمليات. وتوجد معلومات حول خلايا على علاقة بالقاعدة تنشط بحرية نسبيا في قطاع غزة. ورغبة القاعدة بالعمل هنا تقع على تربة خصبة. وثمة من سيوافق راضيا لمساعدة القاعدة، ولذلك فإن احتمال تنفيذ الجهاد العالمي عملية في إسرائيل، تكون شبيهة بالعمليات التي وقعت في الأردن وسيناء، هو احتمال وارد بكل تأكيد".

من جهة أخرى أشار محلل الشؤون الإستراتيجية والاستخبارية في صحيفة يديعوت أحرونوت، رونين برغمان (يديعوت أحرونوت- 20.7.2008) إلى أن المعتقل محمد نجم معروف في المنتديات المغلقة التابعة للقاعدة بكنيته 'محمد من الشام'. والمنتديات المغلقة التي يتحدث عنها برغمان هي مواقع الكترونية تتماثل مع فكر القاعدة. وبحسب التهم المنسوبة لنجم فإنه كتب بضع مقالات وتعليقات في موقع "الإخلاص" الالكتروني. وأضاف برغمان أن اسم نجم ظهر لأول مرة في هذا الموقع الالكتروني في شهر أيلول العام 2007، عندها كتب تعليقا حماسيا على شريط مسجل لابن لادن الذي دعا الشعب الأميركي لاعتناق الإسلام. ومنذئذ نشر مجموعة مقالات، بحسب الشاباك طبعا، وعبر في جميعها عن تأييد لفصائل مختلفة تابعة للجهاد العالمي.

وأضاف برغمان أن القاعدة دعت، عشية زيارة بوش إلى إسرائيل في كانون الثاني الماضي، ضمن حملة إعلامية، إلى استنهاض المسلمين ضد زيارات بوش لدول عربية. وعلق نجم في موقع "الإخلاص" وطلب، بحسب برغمان، تعليمات من أي كان حول كيفية إسقاط مروحية "وكيفية صنع ما يمكنه أن يسقط مروحية". وأضاف أنه "منذ يومين ومروحيات القاتل بوش تهبط وتقلع من منطقة قريبة من مكان سكني. لقد صورت مروحياتهم بهاتفي النقال، من مسافة تبعد 300 متر عن المكان الذي يهبطون فيه في إسرائيل. وبحوزتي وثائق تتيح لي الدخول إلى الجامعة العبرية التي تتواجد المروحيات في باحتها، وتهبط وتقلع المروحيات كل يوم عند الساعة الواحدة ظهرا. والرئيس بوش ينزل في فندق الملك داوود في القدس".