إسرائيل: المطالبة بالانتقال لصفقة شاليت فورا

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

أثارت صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، التي تم تنفيذها اليوم، الأربعاء – 16.7.2008، تداعيات لدى الإسرائيليين، انعكست بقوة على قضية الجندي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت، كون الصفقة مع حزب الله شملت معلومات حول الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد. وفيما يتواصل التعنت الإسرائيلي في المفاوضات حول صفقة شاليت ورفضها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدينوا بتنفيذ أو التخطيط لعمليات أسفرت عن مقتل إسرائيليين، تخشى إسرائيل في الوقت ذاته من أن يكون مصير شاليت شبيها بمصير أراد. فقد كان معروف لإسرائيل أن أراد وقع في أسر حركة أمل حيا، بعد إسقاط طائرته في لبنان في العام 1986، لكن تعنت إسرائيل ورفضها مفاوضات لإطلاق سراحه أدى إلى فقدانه وعدم معرفة مصيره بعد سنتين من أسره.

من هذا المنطلق أنشأت صحيفة هآرتس افتتاحيتها اليوم للمطالبة بالانتقال إلى صفقة شاليت "الآن". وجاء في الافتتاحية أن "إقرار صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، على الرغم من التقرير غير الكافي الذي سلمه الحزب حول مصير رون أراد، يلزم الحكومة بالعمل فورا وبسرعة لتحرير غلعاد شاليت. والجمهور الإسرائيلي الذي شاهد هذا الأسبوع صور أراد (التي شملها تقرير حزب الله)، التي تم التقاطها على ما يبدو قبل عشرات السنين، لم يكن بحاجة للتقرير ليدرك ما مر على الطيار الأسير".

وأضافت هآرتس أن "الجمهور يعرف أيضا الثمن الذي يدفعه من أجل الحصول على الجنديين الأسيرين لدى حزب الله. وأصبح واضحا اليوم أنه في كلتا الحالتين النتيجة واحدة: الزمن هو عامل مصيري. ولذلك فإن إجراء مفاوضات سريعة وموضوعية، حتى لو كان الثمن غاليا، من شأنه على الأقل أن يضمن عودة جنود مخطوفين، أو بعضهم، أحياء إلى البلاد. ونحن نعلم علم اليقين أن جنديا إسرائيليا واحدا، غلعاد شاليت، ما زال حيا في أسر حماس. ومن جهتها تجري الحكومة مفاوضات كأنها تملك زمنا أبديا".

ورأت الصحيفة أن "تحرير شاليت ليس تحديا. والثمن الذي ينبغي دفعه معروف. وقول وزير الدفاع (ايهود باراك) إن الجانبين سيضطران لاتخاذ قرارات مؤلمة، يصور التحرير وكأن الحديث عن عملية سلام شامل وليس عن صفقة معروفة شروطها وتلزم جانبا واحدا، في نهاية المطاف، هو إسرائيل، باتخاذ قرارات صعبة. وكل تصوير آخر للمفاوضات سيوضح أن دولة إسرائيل تعتزم الاستمرار في مفاوضات شاقة ومحاولة كسب نقاط وإبقاء شاليت شهرا آخر أو عاما آخر في الأسر".

ولفتت هآرتس إلى الخلافات في إسرائيل بين مؤيدي ومعارضي إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل شاليت. وتساءلت الصحيفة "هل بإمكان المعارضين أن يعدوا الجمهور بأنه بعد خمس سنوات أو عشرة وحتى أكثر، ألا نقف في وضع مشابه للوضع الذي نقف فيه اليوم في قضية أراد؟ هل سنطلب عندها حكما على حماس فقط ونحملها مصير شاليت؟ هل سيتذكر أحد عندها أنه كانت هناك فرصة حقيقية لتحريره مقابل بضع مئات من الأسرى؟".

وخلصت هآرتس في افتتاحيتها إلى أنه "يتوجب العمل على تحرير شاليت فورا. ولا ينبغي الاستمرار في الحرب ضد الإرهاب بإلقائها على كاهله".

من جهة أخرى، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، إن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله كشفت ضعف إسرائيل. ورأى هنغبي في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم، أن "الصفقة مع حزب الله، مثل صفقات تبادل الأسرى السابقة، كشفت ضعف القيادات الإسرائيلية ونقطة الضعف لدى المجتمع الإسرائيلي".

وأضاف هنغبي أن "دولة بأكملها ليست قادرة على تحليل مصلحتها الحقيقية بأعصاب باردة، فيما الجانب الآخر بإمكانه وبحق الاحتفال على وقفته الصامدة". واعتبر هنغبي أنه عندما رفض أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، "إعطاء معلومات حول مصير الجنديين الإسرائيليين (الأسيرين لدى الحزب) كان ينبغي على إسرائيل أيضا أن تقطع أي اتصال بين العالم الخارجي وبين القاتل سمير القنطار والأسرى اللبنانيين الأربعة الآخرين". وقال هنغبي إنه أخطأ عندما أيد في العام 2004 صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله وكان عندها يشغل منصب وزير العدل.
كذلك انتقد عضو لجنة الخارجية والأمن ورئيسها السابق، يوفال شطاينيتس، صفقة تبادل الأسرى واعتبر أن "وسائل الإعلام هي التي حسمت في إقرار الصفقة والحكومة استسلمت لموقف الجمهور بدلا من قيادته". وأضاف شطاينيتس أن "إسرائيل تحولت إلى الدولة الوحيدة في العالم التي توافق على إطلاق سراح إرهابيين مقابل جثث أو أشلاء جثث" لجنود إسرائيليين.