سورية ترفض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بغياب رعاية أميركية

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

أكدت مصادر في حاشية الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يشارك في مؤتمر "الاتحاد من أجل المتوسط" المنعقد في باريس، لصحيفة هآرتس الإسرائيلية على أن سورية ستستمر في محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل في ظل غياب رعاية أميركية. ونقلت هآرتس، اليوم الاثنين – 14.7.2008، عن المصادر السورية قولها إن "المفاوضات غير المباشرة ستستمر ما دام لا يوجد شريك أميركي".

وأضافت المصادر السورية أن الأسد يشعر بأنه في موقع قوة اليوم ولا يعتزم بتاتا التنازل عن مطالبه فيما يتعلق بإطار المفاوضات. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، الذي يشارك في المؤتمر، سعى جاهدا لعقد لقاء مع الأسد أو على الأقل مصافحته أمام وسائل الإعلام، إلا أن الأسد رفض ذلك "وتهرب" من التقاء أولمرت حتى في أروقة المؤتمر.

وقالت المصادر السورية لهآرتس إن الأسد لا يعتزم منح أولمرت "أية بادرة نية حسنة ولا حتى مصافحة لأنه لا يوجد سبب لمنح بادرة كهذه لرئيس حكومة ضعيف". وكانت المصادر السورية تشير بذلك إلى التحقيقات التي يواجهها أولمرت من جانب الشرطة والنيابة العامة الإسرائيلية بتهم فساد عدة يبدو أنها ستؤدي للإطاحة به في الشهور القريبة المقبلة.

والتقى أولمرت برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على هامش المؤتمر في باريس، أمس، وطلب منه تمرير رسالة للأسد مفادها أن "نواياه جدية في ما يتعلق بتقدم المفاوضات". ورجح هآرتس أن يكون أولمرت وأردوغان قد بحثا في ضم الإدارة الأميركية للمحادثات الإسرائيلية السورية وإقناع سورية على أثر ذلك بالانتقال إلى مفاوضات مباشرة. ونقلت الصحيفة عن مصادر في حاشية أردوغان قولها إن تركيا ستحاول إقناع الرئيس الأميركي جورج بوش "بعدم التسبب بفقدان رافعة المفاوضات وجعل العملية السياسية تتقدم في محادثات بمشاركة ممثلين أميركيين". وتتطلع تركيا إلى مشاركة ممثلين أميركيين في جولة المحادثات الإسرائيلية السورية المقبلة التي ستجري في اسطنبول في نهاية شهر تموز الحالي.

من جانبه قال وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس لهآرتس "إننا قريبون اليوم من محادثات مباشرة بين سورية وإسرائيل أكثر من أي وقت مضى. وأنا متشجع من التوجهات الإيجابية لدى أولمرت والأسد وبالطبع ستكون الولايات المتحدة جزءا من جدول العمل لأن من شأن ذلك أن يساعد على تقدم المحادثات".

وفيما يتعلق باحتمالات بدء مفاوضات بين إسرائيل ولبنان، قالت المصادر السورية لهآرتس، إن "الموقف التقليدي الذي يرتبط بموجبه المسار اللبناني بالمسار السوري لم يتغير، لكن هذا يعني الآن أنه ما دام لم تحقق سورية أهدافها من عملية السلام مع إسرائيل فإنه لا مكان لمسارين معا".