هآرتس: إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستعلنان استمرار المفاوضات خلال ولاية أوباما

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

قالت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 7.11.2008، إن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستعلنان عن التزامهما بمواصلة المفاوضات خلال العام 2009 المقبل وفق مبادئ مؤتمر أنابوليس، بعد دخول الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما، إلى البيت الأبيض. وسيعلن الجانبان عن هذا الموقف خلال اجتماع وزراء خارجية الرباعية الدولية ومصر والأردن، الذي سيعقد في شرم الشيخ، يوم الأحد المقبل، بمناسبة مرور عام على انعقاد مؤتمر أنابوليس. ووصلت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى إسرائيل، أمس، في مستهل جولة شرق أوسطية ستشارك خلالها في اجتماع شرم الشيخ. وتشير التقديرات إلى أنه ستكون هذه الزيارة الأخيرة لرايس إلى المنطقة كوزيرة خارجية قبل انتهاء فترة ولاية إدارة الرئيس جورج بوش في 20 كانون الثاني المقبل.

والتقت رايس فور وصولها إسرائيل مع رئيس الحكومة الانتقالية الإسرائيلية، ايهود أولمرت، على انفراد. ولم ترشح أية معلومات عن هذا اللقاء. وفي وقت لاحق من مساء أمس، التقت رايس مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، في منزل السفير الأميركي في مدينة هرتسيليا. واعتبرت رايس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ليفني، أن "المفاوضات التي جرت خلال العام الأخير كانت الأكثر جدية من أية مفاوضات سابقة وأنهت سبع سنوات من الانتفاضة".

من جانبها قالت ليفني "إننا واقعيون بخصوص الوضع الراهن، لكننا سنستمر في محاولة تغييره. فالجمود ليس مصلحة إسرائيلية والجمهور الإسرائيلي ليس بحاجة إلى شعارات وإنما إلى حلول". وتجدر الإشارة إلى أن كلام ليفني موجه إلى الجمهور الإسرائيلي، في هذه الفترة من حملتها في إطار الانتخابات العامة التي ستجري في إسرائيل في 10 شباط المقبل. وتسعى ليفني في حملتها الانتخابية إلى إظهار الفروق بينها وبين رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو.

وفيما يتعلق باجتماع شرم الشيخ، الأسبوع المقبل، ذكرت هآرتس أن ليفني، بصفتها رئيسة طاقم المفاوضات الإسرائيلي، ونظيرها الفلسطيني، أحمد قريع، سيطلعان وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع على وضع المفاوضات الثنائية حول قضايا الحل الدائم، التي جرت خلال العام الأخير. ويتوقع أن يصدر بيان في ختام الاجتماع يحدد التزامات الجانبين والمصادقة مجددا على المبادئ التي تم تحديدها في مؤتمر أنابوليس، وهي الالتزام بالعملية التفاوضية وحل الدولتين، ومفاوضات ثنائية سرية، وتجديد الالتزام بالمرحلة الأولى من خارطة الطريق - والتي تنص على وقف أعمال البناء في المستوطنات وإخلاء بؤر استيطانية عشوائية مقابل وقف "العنف" من الجانب الفلسطيني، واستمرار التعاون في بناء المؤسسات الفلسطينية عموما وأجهزة الأمن والمؤسسة القضائية خصوصا. وتجدر الإشارة إلى أنه مقابل انتهاء الانتفاضة الفلسطينية لم ترفض إسرائيل وقف توسيع المستوطنات وحسب وإنما نفذت أعمال بناء استيطانية بوتيرة وحجم أكبر من الماضي.

يشار إلى أن رايس رفضت في البداية صدور بيان كهذا في ختام اجتماع شرم الشيخ، وحاولت الضغط من أجل أن يصدر بيان يحدد القضايا التي تباحث فيها طاقما المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي ويشير إلى التقدم الحاصل في هذا السياق، من أجل أن تعود إلى الولايات المتحدة وبيدها وثيقة تظهر إنجازا سياسي حققته إدارة بوش. لكن على ما يبدو أنه لا يوجد تقدم، بالإمكان ذكره، في هذه المفاوضات، ولذلك وافقت رايس على صدور بيان جديد شبيه إلى حد كبير بالبيان الذي صدر في أنابوليس قبل عام، الذي نص على أن يتم الانتهاء من مفاوضات الحل الدائم بحلول نهاية العام الحالي.

وتطرقت رايس في تصريحاتها، أمس، إلى ذلك، قائلة إن "الولايات المتحدة ستستمر في دعم العملية (السياسية). ورؤيا بوش لا تأتي في لحظة دراماتيكية واحدة فقط، وإنما هي عملية مستمرة. وثمة أهمية كبيرة لأن نواصل الآن التقدم في العملية إلى الأمام، وخلال ذلك العمل على بناء مؤسسات للفلسطينيين من أعلى وتنفيذ خطوات ميدانية من أدنى. وأنا ملتزمة بذلك حتى يومي الأخير في وزارة الخارجية وبعد ذلك أيضا". وشددت رايس على أن "الولايات المتحدة كانت وستبقى صديقة حقيقية لإسرائيل".


وفي غضون ذلك أكد أوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، التزامه بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام من خلال التعهد بالحفاظ على أمن إسرائيل. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، أن أولمرت هاتف أوباما، أمس، لتهنئته بفوزه في الانتخابات وأن أوباما شدد خلال المحادثة على "أني ملتزم بشكل عميق بأمن إسرائيل وتعزيز الصداقة بين الدولتين وسيتم تنفيذ كل ما وعدت به خلال زيارتي لإسرائيل". وتحدث أولمرت وأوباما عن الصداقة الطويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وعن الحاجة للحفاظ عليها وتقويتها. وقال أوباما "سأعمل على دفع السلام من خلال الحفاظ على أمن إسرائيل".