الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبات على احتمال نشوب حرب مع سورية وحزب الله

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

أنهى الجيش الإسرائيلي تدريبات عسكرية شاملة في شمال إسرائيل تناولت سيناريو اندلاع حرب بين إسرائيل وكل من سورية وحزب الله في آن واحد. وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 7.11.2008، بأن قوات قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي وسلاحي الجو والبحرية أجرت خلال التدريبات، التي بدأت يوم الأحد الماضي وانتهت أمس، مناورات على مواجهة احتمال إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية من سورية ولبنان باتجاه إسرائيل. وهذه المناورات، التي أطلق الجيش عليها اسم "دمج الأذرع 3"، هي الثانية من نوعها التي يجريها الجيش منذ حرب لبنان الثانية. كما أن الجيش الإسرائيلي أجرى مناورتين، مؤخرا، أطلق عليهما اسم "حجارة نارية"، وجرت بمستوى هيئة الأركان العامة.

وشارك في تدريبات "دمج الأذرع 3" القوات التابعة لقيادة الجبهة الشمالية وسلاحي الجو والبحرية وشعبة الاستخبارات العسكرية ومندوبون عن هيئة الأركان العامة. وتم خلالها تفعيل قوات الاحتياط البرية فيما نفذ سلاح الجو غارات بطائرات ومروحيات مقاتلة لكن من دون إطلاق نيران حية. وتعاطى قسم كبير من هذه التدريبات مع تهديد الصواريخ فيما كان على سلاح الجو رصد وتدمير وهمي لخلايا وقوات عسكرية تقوم بإطلاق الصواريخ من لبنان وسورية. وركزت الطائرات الحربية على ضرب الصواريخ الطويلة المدى فيما ركزت قوات البرية على ضرب صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى من خلال "غزو"، على الخرائط، للأراضي السورية واللبنانية.

وتولى قيادة التدريبات اللواء غرشون كوهين، الذي أعد السيناريوهات الحربية فيما فعّل قائد الجبهة الشمالية، اللواء غادي آيزنكوت، فيلقين بقيادة اللواءين أودي شاني ويشاي بار. ونقلت هآرتس عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، قوله خلال التدريبات، إن ثمة أهمية ل"دمج الأذرع" بسبب منح الثقة لكافة أذرع الجيش ولأنه تم خلال التدريبات تطبيق جزء من عبر حرب لبنان الثانية. وإلى جانب أشكنازي، الذي حلق بمروحية مقاتلة من طراز "أباتشي لونغباو" وأبحر في غواصة، حضر التدريبات الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ورئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك.

من جهة أخرى يستعد جهاز الأمن الإسرائيلي لمواجهة احتمال تنفيذ تنظيمات عربية أو إسلامية هجوم ضد أهداف مدنية إسرائيلية تستخدم فيه "قنبلة نتنة" تحتوي على مواد إشعاعية. وذكر هآرتس، اليوم، أن جهاز الأمن الإسرائيلي سيجري العام المقبل تدريبا هو الأول من نوعه للاستعداد لمواجهة تهديد كهذا، قال مسؤولون أمنيون إنهم لا يستبعدون وقوعه.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في جهاز الأمن الإسرائيلي قوله إن الحكومة قررت قبل بضع سنوات تحسين جاهزية مواجهة تهديد إشعاعي يكون جزءا من هجوم "إرهابي" ، وذلك إلى جانب الاستعداد لتهديدات غير تقليدية، أي استخدام سلاح نووي أو كيماوي أو بيولوجي، وإطلاق صواريخ باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وشدد المسؤول الأمني على أنه لا يوجد تهديد عيني بخصوص نية أي من التنظيمات المسلحة التي تعمل ضد إسرائيل بتنفيذ هجوم كهذا، لكنه اعتبر أن منظمات عدة في العالم تسعى إلى الحصول على مواد تفرز إشعاعات نووية، ولأن هذا احتمال وارد فإنه يتحتم على جهاز الأمن الاستعداد له.

وبحسب جهاز الأمن الإسرائيلي فإن هناك سيناريوهان لتنفيذ هجوم كهذا، إما من خلال نثر مواد مشعة في مواقع مزدحمة، أو وضع مواد مشعة في عبوة ناسفة لتتحول إلى "قنبلة نتنة". وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن "هجوما إشعاعيا لا يشبه استخدام سلاح نووي. فنحن لا نتحدث عن تشارنوبيل (المفاعل النووي السوفييتي الذي تسربت منه مواد إشعاعية نووية وسبب كارثة). ومن الجائز أن هجوما كهذا في حال وقوعه لن يؤدي إلى استشهاد أناس أكثر من هجوم عادي". وأضاف "واضح أن التعرض لإشعاعات كهذه هو أمر مضر للصحة، لكن جل الضرر سيصيب من يتعرض له في المدى القريب وخصوصا من استنشق المادة، فيما سيعاني الآخرون من مشاكل صحية في المدى البعيد. وكان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، قد قال، في شهر أيلول الماضي، إن العام 2009 سيكون "عام الاستعداد لتهديد الإشعاعات".