أولمرت يدرس إمكان إلغاء صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

قال مصدر سياسي إسرائيلي إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، يدرس إمكان إلغاء صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، بعدما بدا في الأيام الماضية أنه يؤيد تنفيذها. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 23.6.2008، أن عددا من القضايا تم طرحها خلال مداولات عقدها أولمرت مع كبار المسؤولين في جهاز الأمن، أمس، ومن شأنها منع تنفيذ عملية تبادل الأسرى في هذه الأثناء، كما أن مسؤولين أمنيين عبروا خلال هذه المداولات عن معارضتهم للصفقة. رغم ذلك، أمر أولمرت بمواصلة الاتصالات بخصوص الصفقة مع الوسيط الألماني، غرهارد كونراد، لكن يبدو أنه أرجأ طرح الصفقة على الحكومة أو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) للمصادقة عليها في هذه المرحلة.


ورجحت هآرتس أنه على الرغم من التحفظات التي تم طرحها في إسرائيل أمس فإن ثمة احتمالا كبيرا لأن تصادق الحكومة أو الكابينيت على الصفقة لدى طرحها للتصويت أمام الوزراء. وبدا في نهاية الأسبوع الماضي أن إسرائيل وحزب الله قريبان جدا من إبرام الصفقة التي تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أنها ستشمل استعادة إسرائيل لجندييها الأسيرين لدى حزب الله، إلداد ريغف وايهود غولدفاسر، في مقابل أن تطلق سراح عميد الأسرى اللبنانيين، سمير القنطار، وأربعة أسرى لبنانيين آخرين وعشرة جثث لمقاتلين من حزب الله سقطوا خلال حرب لبنان الثانية [في صيف 2006].

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن حزب الله وافق على التنازل عن مطلبه بإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجون إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى تقدم المفاوضات والتوصل إلى اتفاق أولي. لكن تبين الآن أن حزب الله يطالب بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

ومن العقبات التي أدت إلى تأخير تنفيذ تبادل أسرى أن إسرائيل عادت إلى مطالبة حزب الله بتزويدها بتقرير مفصل حول الجهود التي بذلها من أجل معرفة مصير مساعد الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد. وتعتبر إسرائيل القنطار "بطاقة مساومة" في مقابل الحصول على معلومات عن أراد ولذلك رفضت إطلاق سراحه في صفقة تبادل الأسرى السابقة في العام 2004 وتطالب إسرائيل حزب الله الآن بتزويدها بتقرير مفصل حول الجهود التي تم بذلها لمعرفة مصير أراد.

وتتمثل عقبة أخرى أمام تنفيذ الصفقة بمعارضة مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي، وبينهم رئيس جهاز الموساد، مائير داغان، للصفقة بشكلها الحالي بسبب مسألة إطلاق سراح القنطار من دون الحصول على معلومات حول أراد وأيضا بسبب إطلاق إسرائيل سراح أسرى أحياء مقابل استعادتها جثتي الجنديين. وفيما يتحفظ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، عاموس يدلين، أبدى رئيس هيئة أركان الجيش، غابي أشكنازي، تأييده للصفقة مبررا ذلك بالتزام الجيش تجاه جنوده. كذلك فإن وزير الدفاع إيهود باراك يؤيد الصفقة رغم تحفظه منها.


ونقلت هآرتس عن داغان ورئيس الشاباك، يوفال ديسكين، قولهما خلال المداولات أمس، إن الإفراج عن القنطار من شأنه أن يشكل خطرا على حياة الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. وأشارت هآرتس إلى أن عودة حزب الله للمطالبة بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين ضمن الصفقة يشكل عقبة ثالثة أمام تنفيذها.


واتهمت مصادر أمنية إسرائيلية وعائلتا الجنديين الأسيرين مكتب أولمرت بتضخيم مطلب حزب الله، بخصوص إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، في اللحظة الأخيرة لأسباب غير واضحة فيما قال مسؤولون أمنيون إنه لا علم لهم بعودة حزب الله للمطالبة بإطلاق سراح فلسطينيين. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي في لبنان لم تذكر هويته قوله إنه من الجائز أن حزب الله يضع المزيد من المطالب انطلاقا من اعتقاده أن التوقعات في إسرائيل حيال استعادة غولدفاسر وريغف ستدفع الحكومة إلى الموافقة على مطالبه.

وقدرت مصادر سياسية إسرائيلية أن أولمرت سيتخذ قرارا نهائيا بخصوص الصفقة بعد الحصول على معلومات أكيدة حول حالة الجنديين الأسيرين وبعد أن يبلور جهاز الأمن الإسرائيلي رأيا بخصوص تبعات إطلاق سراح القنطار.