معظم الإسرائيليين يعارضون التهدئة من دون شاليت

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

عبرت غالبية الإسرائيليين عن معارضتها لاتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر، في قطاع غزة من دون ربطها بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع، غلعاد شاليت. وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة – 20.6.2008، أن 78% من الإسرائيليين يعتبرون أنه كان ينبغي اشتراط التهدئة مع حماس بإطلاق سراح شاليت فيما قال 15% إنه لا ينبغي وضع هذا الشرط للاتفاق على تهدئة. لكن لدى سؤالهم ما إذا كانوا يؤيدون أو يعارضون اتفاق التهدئة مع حماس، قال 56% إنهم يؤيدونه مقابل 39% عارضوا الاتفاق.

ووافق 68% من الإسرائيليين على أقوال والد الجندي الأسير في القطاع، نوعام شاليت، بأن حكومة إسرائيل تخلت عن ابنه، فيما لم يوافق على هذه المقولة 24% من الإسرائيليين. ويتوقع أن يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، مع عائلة شاليت، اليوم، بعدما عبرت عن غضبها من عدم شمل إطلاق سراح ابنها ضمن اتفاق التهدئة، على الرغم من الوعود التي أطلقتها الحكومة وقرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بربط التهدئة بصفقة شاليت.

من جهة ثانية قال 64% إنهم غير مقتنعين أن التهدئة ستصمد لوقت طويل. ورأى 55% إن الهدوء في أعقاب دخول التهدئة حيز التنفيذ، صباح أمس، لا يستحق "التنازل" في قضية شاليت فيما رأى 30% أن الهدوء يستحق "تنازلا" كهذا. وقال 79% إن التهدئة لم تُحدث تغيرا في رأيهم تجاه أولمرت. كذلك قال 70% إن التهدئة لم تجعلهم يغيرون رأيهم في باراك. ورأى 65% إن العلاقات المتوترة بين أولمرت وباراك تلحق ضررا في إدارة شؤون الدولة.

وذكرت الصحيفة إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ومبعوثه الخاصة لمتابعة شؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، سيتوجهان إلى مصر، يوم الثلاثاء المقبل. وسيبحث أولمرت مع الرئيس المصري، حسني مبارك، التهدئة في القطاع ومنع تهريب الأسلحة من سيناء للقطاع والاتصالات حول "صفقة شاليت". وبالتزامن مع ذلك يصل إلى القاهرة أيضا وفد من حركة حماس. وسيتوسط المحادثات بين حماس وديكل حول "صفقة شاليت" مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان.

ولفتت يديعوت أحرونوت إلى أن الاتصالات بين إسرائيل وحماس بوساطة مصر حول "صفقة شاليت" قد تعثرت بسبب رفض إسرائيل إطلاق سراح اسرى فلسطينيين شملتهم قائمة حولتها حماس إلى إسرائيل وبلغ عددهم 450 أسيرا. ووافقت إسرائيل حتى الآن على إطلاق سراح 70 أسيرا فقط من القائمة. ويأمل مسؤولون أمنيون إسرائيليون بأن يؤدي تنفيذ صفقة تبادل ألأسرى مع حزب الله لزيادة الضغط الشعبي الفلسطيني على حماس وأن تليّن الأخيرة موقفها فيما يتعلق بالاسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم.

من جهة أخرى، ومع تواتر الأنباء حول اقتراب موعد تنفيذ إسرائيل وحزب الله صفقة تبادل أسرى، أيد معظم الإسرائيليين الإفراج عن عميد الأسرى اللبنانيين، سمير القنطار، مقابل الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، فيما اعتبر باراك صفقة كهذه تنطوي على إشكالية. وأظهر استطلاع يديعوت أحرونوت تأييد 65% من الإسرائيليين مقابل معارضة 27% الإفراج عن القنطار مقابل استعادة إسرائيل جندييها الأسيرين لدى حزب الله، ايهود غولدفاسر وإلداد ريغف، رغم عدم توفر معلومات حول ما إذا كانا على قيد الحياة. كذلك أيد صفقة تبادل أسرى كهذه 61% من الإسرائيليين حتى لو تبين أن غولدفاسر وريغف ميتان وعارض الصفقة في هذه الحالة 32%.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن باراك اعتباره أن عملية تبادل أسرى يتم خلالها إطلاق سراح أسرى لبنانيين مقابل جثتي الجنديين الإسرائيليين هو أمر "ينطوي على إشكالية وصعب". وبرر باراك موقفه هذا بأن صفقة كهذه من شأنها أن تشكل سابقة سلبية وخطرة بالنسبة لإسرائيل. لكن ما زال من غير الواضح بعد ما إذا كان باراك سيعارض تنفيذ الصفقة خلال بحثها في الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية يوم الأحد المقبل.

وقال باراك خلال مشاورات أجراها مؤخرا مع مسؤولين في جهاز الأمن وسياسيين ومقربين منه إن إطلاق سراح القنطار ومقاتلي حزب الله الأسرى في إسرائيل مقابل جثتي الجنديين "ستكون له دلالات هامة ويتوجب التدقيق في الأمر بشكل عميق". وبحسب يديعوت أحرونوت فإن معظم المسؤولين الأمنيين الذين تحدث معهم باراك حول الموضوع عبروا عن تحفظهم من إطلاق سراح القنطار معتبرين أن "هذه العملية قد تكون سابقة خطرة وخطأ فادح" ونصحوا بإجراء "حوار شعبي حاد حول هذه المسألة". وترك باراك لدى من تحدث معهم حول تبادل الأسرى مع حزب الله انطباعا بأنه بلور موقفا حازما حول الموضوع ويتوقع أن يعبر عنه خلال اجتماعي الحكومة والمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.

ويتوقع أن يلتقي باراك، اليوم، مع عائلتي الجنديين الأسيرين لدى حزب الله ليستعرض أمامهما "المعضلة الماثلة أمام حكومة إسرائيل" في مسألة تبادل الأسرى. وقالت يديعوت أحرونوت إنه من الجائز أن يعبر باراك عن موقف "أخلاقي" لكنه لن يعارض الصفقة. من جهة أخرى يعارض رئيس جهاز الموساد، مائير داغان، صفقة تبادل الأسرى في حال تبين أن الجنديين ميتان واعتبر أنه "مقابل جثث نسلم جثثا". وفي هذه الأثناء لم يعبر أولمرت عن موقفه في هذا الموضوع باستثناء القول إنه ينبغي التعامل معه "بعقلانية ومن دون تأثر".

وتطرق الاستطلاع إلى الوضع السياسي في إسرائيل، وتبين أنه في حال جرت انتخابات عامة في إسرائيل اليوم فإن رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، سيفوز فيها بتأييد 31% وسيتغلب على باراك الذي حاز على تأييد 17% وأولمرت الذي حاز على تأييد 10%. لكن الاستطلاع أظهر من الجهة الأخرى أنه في حال نافست وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، نتنياهو فإن كلا منهما سيحصل على تأييد 30% فيما سيحصل باراك على 14%. وفي حال فاز برئاسة حزب كديما وزير المواصلات، شاؤول موفاز، فإن 35% سيؤيدون نتنياهو و16% سيؤيدون باراك و14% سيؤيدون موفاز.