إسرائيل تخفض سقف التوقعات عشية تنفيذ تبادل أسرى مع حزب الله قريبا

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

سعت مصادر سياسية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء – 17.6.2008، إلى خفض سقف التوقعات حيال تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله وقالت إن صفقة كهذه ما زالت بعيدة عن مرحلة التنفيذ. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المصادر الإسرائيلية قولها إن إسرائيل مررت لحزب الله، عبر الوسيط الألماني، غرهارد كونراد، قبل شهر ونصف اقتراحا أخيرا يتم بموجبه إطلاق سراح عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار وأربعة أسرى لبنانيين آخرين مقابل استعادة إسرائيل جندييها الأسيرين، ايهود غولدفاسير وإلداد ريغف.

واضافت المصادر أنه حتى الآن لم تتلق إسرائيل ردا على "اقتراحها الأخير" من كونراد وأن هذا الاقتراح شدد على رفض مطلب حزب الله بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار الصفقة. وفي محاولة منها لتسريع المفاوضات ودفع حزب الله على الرد بسرعة على الاقتراح هددت إسرائيل بالإعلان عن جندييها الأسيرين أنهما "شهيدان ومكان دفنهما غير معروف". وأوضحت المصادر السياسية الإسرائيلية أنه في حال نفذت إسرائيل تهديدها هذا فإن إسرائيل لن تطلق سراح أسرى لبنانيين أحياء، وإنما جثث عشرة مقاتلين من حزب الله سقطوا خلال حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 وتحتجزها إسرائيل.

ويذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد أعد تقريرا بعد أسر الجنديين في الهجوم الذي نفذه حزب الله في 12 تموز/يوليو 2006، وأظهر أن غولدفاسير وريغف أصيبا بجروح خطرة وحرجة خلال الهجوم وأن حالتهما استدعت تلقيهما علاجا طبيا عاجلا جدا، لكن التقرير خلص إلى أن أحد الجنديين على الأقل في عداد الموتى. ويأتي تهديد إسرائيل بالإعلان عن جندييها قتيلين أيضا بسبب امتناع حزب الله عن اطلاع أحد على حالتهما أو إظهار إشارة تثبت على أنهما على قيد الحياة.

في غضون ذلك يأمل المسؤولون الإسرائيليون بأن الأنباء التي تتردد في الصحف اللبنانية حول قرب موعد تنفيذ عملية تبادل أسرى تلمح إلى أن حزب الله سيوافق على الاقتراح الإسرائيلي. من جهة أخرى أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم بأن إسرائيل نفذت أعمال بنى تحتية، أمس، في مقبرة "شهداء العدو" في منطقة الجليل الأعلى ورجحت أن تكون هذه الأعمال تهدف إلى إخراج جثث القتلى اللبنانيين من القبور.

وقالت يديعوت أحرونوت إنها طلبت من صحفيين كبار في بيروت استيضاح مصير غولدفاسير وريغف دون أن ينجحوا بالحصول على أية تفاصيل في هذا الخصوص. ونقلت الصحيفة عن أحد الصحفيين في بيروت قوله "لقد تحدثت مع قياديين في حزب الله وسألتهم ما إذا كانت إسرائيل ستحصل على جنديين على قيد الحياة مقابل سمير القنطار، لكن تم صد كافة أسئلتي بحزم".

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم أن عائلة الطيار الإسرائيلي المفقود منذ العام 1988 رون أراد ترفض الوصول إلى الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت المقرر عقده اليوم. وامتنعت إسرائيل في صفقات تبادل أسرى سابقة عن الإفراج عن القنطار واعتبرته رهينة بهدف الحصول على معلومات عن أراد الذي تم إسقاط طائرته في لبنان في العام 1986 واختفت أثاره منذ العام 1988.

من جهة أخرى نقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه من الجائز تنفيذ عملية تبادل الاسرى بين إسرائيل وحزب الله في نهاية الأسبوع المقبل.

وقال تسفي ريغف، وهو والد الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حزب الله إلداد ريغف، للإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس، إن مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي الخاص المكلف بمتابعة قضايا الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، اجتمع مع عائلتي الجنديين الأسيرين قبل أسبوعين وأبلغهما بأنه "سيتم التوصل إلى صفقة ، وأنه يوجد صفقة ولم يفصح عن تفاصيل أخرى". وشدد ريغف على أنه "في حال كان الجنديان على قيد الحياة فإنه يتوجب دفع كل ثمن من أجل إعادتهما". لكن والد الجندي رفض إطلاق سراح أي أسير لبناني مقابل الجنديين في حال كانا ميتين وقال "لا ينبغي الإفراج عن أيٍ كان مقابل تابوت".