إسرائيل: خلاف بين جهاز الأمن ووزارة الخارجية حول مفاوضة سورية

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

أدى استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسورية بوساطة تركيا إلى نشوء خلاف داخل إسرائيل، خصوصا بين جهاز الأمن ووزارة الخارجية، حول انعكاسات المحادثات على تعامل المجتمع الدولي مع سورية. وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 16.6.2008، إن حالة من الرضى تسود جهاز الأمن الإسرائيلي لكون استئناف المحادثات أدى إلى توتر العلاقات بين سورية وإيران، ما يدل على ما ستؤول إليه العلاقات السورية – الإيرانية في المستقبل وفي حال وقّعت إسرائيل وسورية على اتفاق سلام. وتطالب إسرائيل سورية بفك حلفها مع إيران وحزب الله وحماس.

من جهة أخرى عبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن قلقها من أن المحادثات الإسرائيلية – السورية أدت إلى حدوث تغيّر في تعامل دول أوروبية مع سورية. وأشاروا في هذا السياق خصوصا إلى خطوات أوروبية لإخراج سورية من عزلتها الدولية.

وفي غضون ذلك سيختتم وفدا المفاوضات الإسرائيلي والسوري، مساء اليوم، جولة محادثات ثانية، وغير مباشرة، بينهما بوساطة تركيا في اسطنبول. وكان مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي، يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان، المكلفان بإجراء المحادثات مع الوفد السوري، قد توجها إلى تركيا سرا مساء أمس الأول، السبت، فيما كشفت وسائل الإعلام أمر سفرهما أمس الأحد.

وبحسب هآرتس فإن المفاوضين الإسرائيليين سيبلغان نظرائهما السوريين عبر الوسطاء الأتراك بأن إسرائيل ترغب أن تجري جولة المفاوضات المقبلة بصورة مباشرة وأن يجلس الجانبان في غرفة واحدة. وأوضحا أيضا أن إسرائيل تتطلع إلى الحفاظ على سير المحادثات مع سورية ودفعها بشكل لا تتأثر فيه من التطورات السياسية في إسرائيل واحتمال سقوط حكومة أولمرت. ويذكر أن جولة المحادثات الحالية هي الثانية منذ إعلان إسرائيل وسورية رسميا عن استئناف محادثات السلام بينهما في 21 أيار الماضي والتي أعقبت سلسلة محادثات سرية أجراها توربوفيتش وترجمان في تركيا خلال العام الأخير.

ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الجانبين سيحاولان خلال المحادثات الحالية، وهي غير مباشرة، تحديد القضايا التي سيتم بحثها خلال المفاوضات وتحديد جدول زمني. وقال مصدر تركي إنه "ما زال من السابق لأوانه التحدث عن اتفاقات سياسية بين الجانبين، إذ ما زالت هناك مواضيع تقنية كثيرة عالقة من اللقاء الماضي وسيواصل المفاوضون التباحث فيها".

من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، خلال لقائه أمس مع حاكم ولاية نيو مكسيكو، بيل ريتشاردسون، إن "دفع المفاوضات مع سورية إلى الأمام هو أمر صائب، لكن هذا لا يعني أن إسرائيل قد تنازلت عن شيء ما، فالطريق ما زالت طويلة".

وزار دمشق، أمس، مستشارا الرئيس الفرنسي، كلود جويان وجان دافيد ليفيت، للتباحث مع الرئيس السوري، بشار الأسد، حول زيارته لفرنسا والمشاركة في مراسم إنشاء اتحاد دول حوض البحر المتوسط الذي سيعقد في 13 تموز المقبل في باريس. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أفادت أن أولمرت قد أعلن موافقته المشاركة في المؤتمر. ويذكر أن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، سيقوم بزيارة رسمية لإسرائيل في 21 حزيران الحالي.

من جهة أخرى أظهر استطلاع للرأي بين المستوطنين في هضبة الجولان، نشرته صحيفة معاريف اليوم، أن 75% يعارضون انسحاب إسرائيل من الجولان مقابل سلام مع سورية فيما أيد 23% انسحابا كهذا. وتبين أيضا من الاستطلاع أن 53% من المستوطنين سيخلون أنفسهم طواعية في حال توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل وسورية، يقضي بانسحاب من الجولان بينما قال 40% إنهم سيقاومون عملية إخلائهم من مستوطناتهم. لكن تبين من الاستطلاع أنه كلما ازداد حجم التعويض لقاء إخلاء المستوطنات في الجولان ارتفعت نسبة المستوطنين المستعدين لإخلاء أنفسهم طواعية، غير أن هذه النسبة لم تتجاوز 59% لقاء تعويض بنسبة 200% من قيمة "أملاكهم" في الجولان.