الإسرائيليون قلقون من فوز أوباما

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

رغم أن القيادة الإسرائيلية، وزراء وأعضاء كنيست، سارعوا إلى تهنئة الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، إلا أنها قلقة من فوزه. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 6.11.2008، إن المسؤولين الإسرائيليين القلقين يتخوفون من أن يحاول أوباما تقريب العالم الإسلامي من الولايات المتحدة بواسطة "الدفع بعملة إسرائيلية، أي زيادة الضغط على إسرائيل لتقدم تنازلات ومحاولة فرض اتفاق سياسي عليها". لكن من الجهة الأخرى، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "هذا مجرد شعور لا يستند إلى أساس. انتهى الأمر وأوباما فاز في الانتخابات، وينبغي إيجاد أسرع طريق للعمل معه. وكل هذه الأقوال هي سخيفة".

غير أن يديعوت أحرونوت أشارت إلى أنه على الرغم من أقوال المسؤول في وزارة الخارجية، إلا أن إسرائيل قلقة فعلا، خصوصا فيما يتعلق بتعامل أوباما مع الإيرانيين واحتمال تعيين مبعوث رئاسي من قبله لإجراء محادثات مع إيران. وأضافت أن التخوف لدى إسرائيل هو من أن "يركز أوباما على حوار مع إيران، في الوقت الذي تستمر فيه الأخيرة في تطوير برنامجها النووي". ورغم ذلك، فإن ثمة مسؤولين إسرائيليين مقتنعين بأن أوباما لن يبدي ضعفا أمام إيران، وهو عمليا سيحاول استنفاذ إمكانيات الحوار معها، لكنه لن يزيل الخيار العسكري عن الطاولة.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل، ايهود أولمرت، قد هنأ أوباما، بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات، أمس. ووصف أولمرت فوز أوباما ب"التاريخي والمثير للإعجاب". وقال إن "لدى إسرائيل والولايات المتحدة رغبة مشتركة بمواصلة تقوية العلاقات الدافئة الحاصلة بين الدولتين ودفع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. ولا شك لدينا في أن العلاقات المميزة بين الدولتين ستستمر وتتعزز في فترة إدارة أوباما". كذلك هنأ أوباما كل من رئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ورئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، ورئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو.

من جهة ثانية، قال المحلل السياسي في صحيفة هآرتس، ألوف بن، اليوم، إن القيادة الإسرائيلية تنتظر بترقب خطوات أوباما في أربعة قضايا. وأول هذه القضايا وأهمها تتعلق بالمساعدات العسكرية التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة، ويتخوف الإسرائيليون من أن يقلص أوباما هذه المساعدات. وتتعلق القضية الثانية بتعامل أوباما مع إيران وهل سيدعم "الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية". والقضية الثالثة تتعلق بعملية المفاوضات بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسورية، فيما القضية الرابعة هي ما إذا كانت واشنطن ستلغي حاجة المواطنين الإسرائيليين لتأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، وهي قضية لا تقلق القيادة الإسرائيلية وإنما المواطنين الإسرائيليين.

وفيما القيادة الإسرائيلية حائرة حيال "لغز أوباما"، بدأت تصلها رسائل من الولايات المتحدة تطمئنها بأن أوباما سيكون مؤيدا وداعما لإسرائيل وأنه ليس لدى إسرائيل ما تتوجس منه. فقد توجه أوباما، أمس، إلى مستشاره وعضو مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي، رام (رحاميم) عمانوئيل، ودعاه ليتولى منصب رئيس الطاقم في البيت الأبيض. ويعتبر هذا المنصب أحد أهم المناصب في الإدارة الأميركية، لأنه بواسطته تمر كافة المواد والمعلومات من الحكومة الأميركية إلى الرئيس، كما أن رئيس الطاقم هو الذي يقرر جدول اجتماعات الرئيس. وعمانوئيل هو ابن لطبيب يهودي إسرائيلي، بنجامين عمانوئيل، ووالدته أميركية اعتنقت اليهودية. والدكتور بنجامين عمانوئيل هو إسرائيلي هاجر قبل سنوات طويلة إلى الولايات المتحدة. وكان رام عمانوئيل، الذي يتحدث العبرية، مسؤولا عن إدارة الأموال في الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. لكنه في أوج هذه الحملة، في العام 1991، ترك رام عمانوئيل مهامه وسافر إلى إسرائيل ليتطوع في الجيش الإسرائيلي مع اندلاع حرب الخليج الأولى.


ونقلت صحيفة معاريف، اليوم، عن بنجامين عمانوئيل قوله إنه "من الواضح أن رام سيؤثر على الرئيس ليكون مؤيدا لإسرائيل. لماذا لا يفعل ذلك؟ ماذا، هل هو عربي؟ فهو لن ينظف البلاط في البيت الأبيض". وقال شقيق عمانوئيل، الدكتور إزكيئيل عمانوئيل، إنه "مثل الجميع فإن أخي أيضا يريد رؤية السلام. وهذا سيكون أفضلية عليا بالنسبة له. فهذا ما نحتاجه وهذا ما تحتاجونه أنتم (الإسرائيليون). وهو مؤمن بحل الدولتين للشعبين والسؤال هو كيف يمكن الوصول إلى هذا الوضع".

وفي سياق متصل أفاد موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، بأن عمانوئيل لا يزال مترددا فيما إذا كان سيتولى منصب رئيس الطاقم في البيت الأبيض، وذلك لأسباب شخصية وعائلية. رغم ذلك، نقل الموقع الالكتروني عن مقرب من عمانوئيل قوله إن "عمانوئيل هو مؤيد لإسرائيل ولم يكن مستعدا للتفكير في قبول المنصب لو أنه لم يكن مقتنعا بأن أوباما هو مؤيد لإسرائيل".