ليفني: مواقف أوباما بخصوص القضية الفلسطينية ستكون مشابهة لمواقف بوش

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية ورئيسة حزب كديما، تسيبي ليفني، إنه لا يوجد فرق جوهري بين رؤية إدارة الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، وإدارة الرئيس الحالي، جورج بوش، فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ورأت ليفني خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، اليوم الخميس – 6.11.2008، أن "مواقف إدارة أوباما بخصوص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستكون مشابهة لمواقف إدارة بوش". وأضافت فيما يتعلق بالموضوع الإيراني "رغم أن باراك أوباما يؤيد الحوار مع إيران إلا أنه يعارض بشدة حصولها على سلاح نووي والخلاف هو حول السبيل لمنع ذلك فقط".

وأضافت ليفني أنه "يوجد تعامل مختلف بعض الشيء بين الرئيس المنتخب والرئيس السابق فيما يتعلق بكيف ينبغي على العالم التعامل مع الجهات المتطرفة في المنطقة. وهناك من يعتقد أنه يجب انتهاج القوة وآخرون يعتقدون أنه يجب انتهاج الحوار. وأوباما ينتمي للقسم الثاني". وأوضحت ليفني أنه "يوجد خلاف مع الولايات المتحدة، إلا أن الفروق بين الإدارتين هناك ليست دراماتيكية، فحتى في إدارة بوش التي شارفت ولايتها على الانتهاء كان هناك من أيدوا الحوار". ورفضت ليفني المقارنة التي يجرونها في إسرائيل بينها وبين أوباما وقالت "أنا تسيبي ليفني الإسرائيلية وما سنفعله هنا ليس مرتبطا بالانتخابات الأميركية". وتابعت أنه "عندما نظرت بالذات إلى وجوه المواطنين الأميركيين كان الأمر مثيرا أكثر، فقد كان هذا مذهل أن ترى الأمل الذي يعلقونه على القيادة الجديدة".

من جهة أخرى يتوجه رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، في نهاية الشهر الحالي إلى واشنطن لعقد لقاء وداعي مع بوش وسيسعى من خلالها إلى الاتفاق على صفقات أسلحة وزيادة المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لإسرائيل. وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم، بأن أولمرت سيعمل خلال لقائه مع بوش على تلخيص ملف المطالب الإسرائيلية الذي سيتم تمريره إلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما. وأضافت الصحيفة أن أولمرت يريد أن يصادق بوش على صفقات سلاح هامة لإسرائيل والتي لم تقرها الإدارة الأميركية حتى الآن. كما سيطالب بتعزيز إضافي لاتفاق المساعدات الأميركية التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار للسنوات العشر المقبلة بعد أن تمت زيادتها بمبلغ 6 مليارات دولار مؤخرا. وسيوضح أولمرت لبوش أن ميزانية الأمن الإسرائيلية وخطة العمل التي وضعها الجيش الإسرائيلي تستندان إلى اتفاق المساعدات وأنه يحظر المس بهذه المساعدات.

وتخشى إسرائيل من أن يقلص أوباما هذه المساعدات رغم أنه تعهد في خطاب ألقاه في مؤتمر المنظمات اليهودية الأميركية الداعمة لإسرائيل (إيباك)، في نيسان الماضي، بأنه سيتم الحفاظ على هذه المساعدات. كما أن مستشارة أوباما لشؤون السياسة الخارجية، سوزان رايس، أكدت مؤخرا على هذا التعهد خلال اجتماع مغلق مع نشطاء إيباك. لكن الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعصف بالولايات المتحدة مؤخرا والحديث في الولايات المتحدة حول إعادة النظر في المساعدات الخارجية، تثير تخوفات لدى إسرائيل باحتمال تقليص المساعدات العسكرية لإسرائيل وخصوصا أن المساعدات الاقتصادية توقفت بالكامل هذا العام.

من جهة أخرى وفيما يتعلق بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية فإن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستصل إسرائيل، اليوم، استعدادا لاجتماع وزراء خارجية دول الرباعية الدولية الذي سينعقد في شرم الشيخ، يوم الأحد المقبل. من جانبها تريد ليفني، التي تخوض في هذه الأثناء معركة الانتخابات العامة التي ستجري في إسرائيل في 10 شباط المقبل، تريد أن ينتهي اجتماع شرم الشيخ بصدور وثيقة عامة تتحدث عن تقدم في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول قضايا الحل الدائم. لكن رايس تريد العودة من اجتماع الرباعية إلى واشنطن حاملة إنجازا أكبر من مجرد وثيقة تتحدث عن تقدم المفاوضات لكي تثبت للعالم أن جهودها لم تذهب سدى، وخصوصا أن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تبدو متعثرة ولم تحقق أي تقدم. وفي هذا السياق سيسعى أولمرت أيضا إلى الاتفاق مع بوش حول ترتيبات أمنية يتم اتباعها بين إسرائيل والفلسطينيين والتي تم طرح تفاصيلها أمام الإدارة الأميركية قبل بضعة شهور.

وفيما يتعلق بالموضوع الإيراني فإن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية باتوا مقتنعين بأن بوش سيمتنع عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال الأسابيع المتبقية له في البيت الأبيض، وليس واضحا بعد بالنسبة لإسرائيل ما إذا كان بوش سيعلن عن فتح مكتب مصالح أميركي في طهران، وهي خطوة تعني إلغاء الولايات المتحدة للخيار العسكري، لأنه سيتواجد في هذه الحالة دبلوماسيون أميركيون في إيران. من جهة أخرى أعلن أوباما التزامه بالحوار مع إيران فيما إسرائيل تسعى لأن تأخذ إدارة أوباما مصالحها بالحسبان في هذا الملف. رغم ذلك يقدر المسؤولون الإسرائيليون أنه في حال فشل الحوار مع إيران فإن أوباما سيهاجم إيران. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين إن "تصريحات أوباما خلال حملته الانتخابية كانت إيجابية (ضد إيران) لكننا سننتظر ونرى".

وقالت هآرتس أن شكل معالجة الملف الإيراني من شأنه أن يثير خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة في حال استمرت إيران بتطوير برنامجها النووي خلال الحوار مع الولايات المتحدة أو في حال توصل الحوار إلى معادلة "ديمونا مقابل نطنز"، أي وقف البرنامج النووي الإيراني مقابل تفكيك السلاح النووي في المنطقة والذي سيتركز بطبيعة الحال على تفكيك القدرة النووية الإسرائيلية.