جيبلي اتهم ديّان بالمسؤولية عن فضيحة "العمل المشين"

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

كشفت صحيفة معاريف، اليوم الاثنين – 6.10.2008، عن أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في مطلع سنوات الخمسين من القرن الماضي، بنيامين جيبلي، كان قد اتهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في حينه، موشيه ديان، بإصدار الأوامر للخلية اليهودية في مصر لتنفيذ سلسلة عمليات تفجيرية في مدينتي القاهرة والإسكندرية والمعروفة باسم "العمل المشين" أو "فضيحة لافون". وقالت معاريف أن جيبلي اعتزم قبل ثلاث سنوات، وبعد 51 عاما أصدرت خلالها الرقابة العسكرية الإسرائيلية أوامر منع النشر حول القضية، الكشف عن أن ديان علم بصدور الأوامر للخلية اليهودية في مصر، وأنه كان شريكا في إصدار هذا الأمر وفي محاولة تشويش الحقائق المتعلقة بها وبتزوير تواريخ في وثائق ذات صلة بالعمليات التفجيرية.

ونقلت معاريف عن جيبلي قوله قبل ثلاث سنوات لبوعاز أفلباوم، الذي كان مدير مكتب شمعون بيرس الذي أصبح اليوم رئيسا لإسرائيل، "إنني غاضب على ديان ولن أغفر له توريطي في مسألة التواريخ (التي تم تزويرها) وقد خانني فيما أنا تسترت عليه". وتشمل سيرة ذاتية لجيبلي كتبها أرييه كريشك قبل عشر سنوات ادعاءات مشابهة، لكن هذه السيرة لم تنشر. وأبلغ جيبلي، الذي توفي قبل شهرين، كاتبي سيَر ذاتية باتهاماته لديان وأنه كان ضالع في إصدار الأوامر للخلية اليهودية المصرية والتسبب بحدوث "الفضيحة المشينة"، التي أدت إلى القضاء على المستقبل العسكري لجيبلي والمستقبل السياسي لوزير الدفاع في حينه، بنحاس لافون، وحتى أنه كان لهذه القضية تأثير على المستقبل السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية الأول ومؤسس إسرائيل، دافيد بن غوريون.

ويذكر أن بداية "العمل المشين" كانت في شهر تموز من العام 1954، عندما تم القبض على خلية من اليهود الصهيونيين في مصر، وضع أفرادها القنابل في مواقع متفرقة في القاهرة والإسكندرية بهدف منع انسحاب بريطانيا من مصر. وعتمت السلطات الإسرائيلية على القضية لفترة طويلة جدا وخصوصا حول هوية المسؤول الإسرائيلي الذي أصدر الأوامر للخلية في مصر، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، موشيه شاريت، لم يكن يعلم بالعملية، فيما كان جيبلي على علم بها وادعى لافون أنه علم بها فقط بعد قبض أجهزة الأمن المصرية على أفراد الخلية، وادعى ديان حينئذ أنه "لم أعلم بتاتا بالعملية لأني كنت متواجد خارج البلاد".

وقالت معاريف إنه منذ أواسط الخمسينيات جرت محاولات عديدة لربط ديان "بالعمل المشين" وإصداره الأمر بتنفيذ العمليات التفجيرية، وأنه فعل ذلك من أجل إسقاط حكومة شاريت وتسريع عودة بن غوريون إلى رئاسة الحكومة. وهذا فعلا ما حدث بعد الكشف عن فضيحة "العمل المشين". لكن المحاولات لربط ديان بهذه الفضيحة فشلت وخصوصا بسبب التزام جيبلي الصمت وحتى أنه دافع عن ديان، لكن ديان من جانبه اقترح على بن غوريون طرد جيبلي من صفوف الجيش.

وقرر جيبلي تأليف كتاب حول الفضيحة في أعقاب اتهام المؤرخ شبتاي تيبت له، في كتاب أصدره في العام 1992 بعنوان "كالبن"، وهو اختصار لكلمتي "قشرة موز"، بإصدار الأوامر للخلية المصرية وإخفاء معلومات. وتجدر الإشارة إلى أن تيبت هو كاتب سيرة بن غوريون التي تمتد على عدة مجلدات. وتوجه جيبلي إلى عدد من الكتاب لكتابة سيرة حياته وفي النهاية اتفق مع الكاتب أرييه كريشك.

ونقلت معاريف عن كريشك قوله إنه أبلغ جيبلي بأنه "ينبغي كشف كل شيء في كتاب كهذا" وأن جيبلي رد عليه قائلا "إني مستعد لذلك من الناحية النفسية". وبعد الانتهاء من تأليف الكتاب لم ينشر وقال كريشك حول ذلك إن "الكتاب تضمن أمورا لم تعبر رقابة عائلة جيبلي". وتوجه جيبلي في العام 2002 إلى أفلباوم وطلب منه مساعدته في تأليف كتاب جديد حول "العمل المشين" وابلغه بأن ديان "خانني فعلا وأنا تسترت عليه".

Terms used:

منع النشر