باراك يأمر بالاستعداد لهدم منزلي عائلتي منفذي عمليتي القدس

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد – 6.7.2008، أن قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي ستبدأ في الأيام المقبلة بالاستعداد لاحتمال صدور أمر لهدم منزلي منفذي عمليتي الدهس في القدس الأسبوع الماضي، حسام دويات، وفي المعهد الديني اليهودي "مركاز هراف" في القدس في شهر آذار الماضي، علاء أبو دهيم. وأشارت هذه الصحف إلى أن قيادة الجبهة الداخلية هي الهيئة المسؤولة عن هدم منازل في هذه الحالة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، قد أمر، يوم الجمعة الماضي، الجيش بالبدء في استعدادات لهدم منزل عائلة دويات في قرية صور باهر ومنزل عائلة ابو دهيم في جبل المكبر، وذلك في أعقاب رأي قانوني أصدره المستشار القانوني للحكومة، مناحيم مزوز، اعتبر فيه أنه لا مانع قانونيا بهدم المنزلين.

وذكرت صحيفة هآرتس أن مكتب باراك لم يحدد موعدا لتنفيذ هدم المنزلين، بسبب توقعات بتقديم التماسات للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد الهدم. كذلك أشارت مصادر في مكتب باراك إلى أن منزل عائلة دويات يقع في بناية تسكنها عائلات أخرى غيرها، الأمر الذي قد يمنع تنفيذ الهدم. ولهذا أمر باراك الجيش بالبحث عن "إمكانيات عقاب" أخرى غير الهدم.

ويعتبر المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي أن هدم منازل منفذي عمليات من شأنه ردع ومنع وقوع عمليات مشابهة في المستقبل. لكن منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة أشارت إلى أن خبراء أمنيين إسرائيليين أكدوا في الماضي على أن هدم البيوت لا يشكل رادعا بل أنها تشجع على تنفيذ عمليات. ودعت بتسيلم مزوز إلى عدم "تقديم القانون قربانا على مذبح الانتقام".

من جهة أخرى تنتشر قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، اليوم، في قرية صور باهر في القدس الشرقية بعدما أعلن نشطاء من اليمين المتطرف الإسرائيلي عزمهم تنظيم مظاهرة في القرية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الشرطة تستعد لاحتمال وصول عناصر اليمين المتطرف لمنطقة منزل عائلة دويات والقيام بأعمال شغب وإخلال بالنظام العام، مثلما فعلوا في آذار الماضي قرب منزل عائلة أبو دهيم في جبل المكبر في آذار الماضي.

من جانبه، دعا رئيس المحاكم العسكرية الإسرائيلية السابق والقاضي الحالي في المحكمة المركزية في تل أبيب، أمنون ستراشنوف، في مقال نشره في هآرتس، اليوم، إلى الامتناع عن هدم منزلي منفذي العملية. وكتب أن "هدم منازل يعتبر دائما خطوة متشددة وقاسية، وربما حتى أنها أقسى من الخطوة المتطرفة المتمثلة بالإبعاد عن منطقة السكن. وقد سبب استخدام هذه الخطوة في الماضي أضرارا خطيرة لدولة إسرائيل في الرأي العام في البلاد وخارجها. فصور لعائلات تجلس وتنتحب على ركام بيتها، وطفل يبكي على ما تبقى من بيته المهدوم ويقسم على الانتقام، أو جدة مسنة تبحث عن بقايا طعام ودواء بين الركام، كل هذه من شأنها أن توجع القلب وتزعز الضمير". وألمح ستراشنوف إلى أن الدعوات المنفلتة لهدم المنزلين، بعضها صدر عن رئيس الحكومة ايهود أولمرت وعن باراك، صادرة بسبب احتمال إجراء انتخابات عامة مبكرة هذا العام وبهدف كسب تأييد شعبي. ورفض ستراشنوف ايضا مبدأ معاقبة عائلات منفذي العمليات.

واستخدم المحلل السياسي في هآرتس، عوزي بنزيمان، القرار الذي اتخذته إسرائيل بعد احتلال القدس الشرقية في العام 1967، بفرض القانون الإسرائيلي على القدس الشرقية، رافعة للتعبير عن رأي معارض لهدم منزلي دويات وأبو دهيم. وقال إن الحكومة الإسرائيلية باتخاذها قرارا بهدم منزلي عائلتي دويات وابو دهيم إنما تكرس "تقسيم القدس"، لأنه "لا يتم هدم منازل قتلة في القدس الغربية ولا في حولون، مثلا".