جهاز الأمن الإسرائيلي يعارض كشف تفاصيل مهاجمة المنشأة السورية

المشهد الإسرائيلي- خاص

أعرب مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي عن معارضتهم الكشف عن تفاصيل تتعلق بمهاجمة سلاح الجو الإسرائيلي لمنشآة سورية في منطقة دير الزور في شهر أيلول الماضي، وذلك خلال جلسة للجنة الخارجية التابعة للكونغرس الأميركي، ستعقد في 17 نيسان الحالي، للاستماع إلى إفادات حول حجم انتشار السلاح النووي الكوري الشمالي. وكانت تقارير صحافية إسرائيلية وأجنبية قد قالت إن المنشأة السورية استخدمت لتطوير سلاح نووي بدعم من كوريا الشمالية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأحد- 6.4.2008، إن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي يعتبرون أن الكشف عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي سيعرقل الجهود للتوصل إلى اتفاق محتمل مع سورية وقد يلزم الأخيرة بالرد، في وقت تعمل فيه إسرائيل على تبريد الأجواء المتوترة عند الحدود. واضافت الصحيفة أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية طلبوا من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ممارسة كل ثقله في الولايات المتحدة من أجل أن تعقد جلسة لجنة الخارجية في الكونغرس خلف أبواب مغلقة لمنع إلحاق أضرار بالمصالح الإسرائيلية.

من جهة أخرى، قالت صحيفة هآرتس، اليوم، إن إسرائيل والولايات المتحدة تنسقان فيما بينهما موضوع كشف تفاصيل مهاجمة المنشأة السورية. وبحث رئيس طاقم مستشاري أولمرت، يورام طوربوفيتش، ومستشار أولمرت السياسي، شالوم ترجمان، الموضوع مع المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي، ستيف هادلي، لدى زيارتهما واشنطن الأسبوع الماضي. وذكرت هآرتس أن أولمرت ووزير الدفاع، ايهود باراك، بحثا موضوع الكشف عن تفاصيل الهجوم قبل سفر طوربوفيتش وترجمان إلى واشنطن.

وأضافت هآرتس أنه على الرغم من معارضة جهاز الأمن الإسرائيلي كشف تفاصيل الهجوم ضد سورية، إلا أن مكتب أولمرت والإدارة الأميركية تقدران أنه بالإمكان كشف التفاصيل الآن لأن ثمة احتمالا ضئيلا بأن تصعد سورية الوضع الأمني للرد على هذا الهجوم. وسيتم الكشف عن تفاصيل الهجوم الإسرائيلي من خلال إفادات سيدلي بها مسؤولون أميركيون أمام لجنة الخارجية في الكونغرس.

واتفق الجانبان الأميركي والإسرائيلي، خلال زيارة طوربوفيتش وترجمان، على التفاصيل التي سيتم الكشف عنها، وتناولا تبعات هذا الكشف. وقالت هآرتس إنه بحسب تقارير صحافية أجنبية فإن إسرائيل مررت للولايات المتحدة معلومات مفصلة حول المنشأة السورية التي تمت مهاجمتها، واتفقت الدولتان على عدم نشر تفاصيل من دون تنسيق مسبق بينهما.

وتعتبر الإدارة الأميركية ومكتب أولمرت أن كشف تفاصيل الهجوم سيعزز قوة الردع الإسرائيلية وحتى أنه قد يدفع سورية إلى تبريد علاقاتها مع إيران وكوريا الشمالية. وترى الإدارة الأميركية أن الكشف سيعزز موقفها في المحادثات مع كوريا الشمالية حول تفكيك الأخيرة سلاحها النووي.

من الجهة الأخرى يعارض جهاز الأمن الإسرائيلي كشف تفاصيل ملابسات الهجوم، ويتخوف المسؤولون فيه من أن ذلك سيضطرهم إلى إزالة تعتيم الرقابة العسكرية الإسرائيلية الشديد على الموضوع. وتأتي هذه التخوفات خصوصا على ضوء تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بأن الكشف سيصعد التوتر الحاصل أصلا بين إسرائيل وسورية في ظل تهديدات حزب الله بتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية انتقاما لاغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية. ويرى مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية أن نشرا رسميا حول مهاجمة المنشأة السورية قد يدفع الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الشعور بأن عليه الرد بهجوم ضد إسرائيل.

وقالت هآرتس إن الحديث عن كشف تفاصيل الهجوم الإسرائيلي يعزز أجواء التوتر بين أولمرت وباراك، وأن أولمرت قد يقرر أن يزيل التعتيم حول الموضوع بنفسه من خلال مقابلات صحافية بحلول ذكرى يوم استقلال إسرائيل في مطلع شهر أيار المقبل، لتعزيز مكانته. من جهة أخرى قالت مصادر سياسية إسرائيلية أخرى أن أي كشف أميركي لن يجعل الرقابة العسكرية الإسرائيلية تزيل التعتيم حول الموضوع وأن أولمرت لن يتحدث فيه.