أولمرت سيحسم بين التهدئة أو عملية واسعة في قطاع غزة

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

ذكرت تقارير صحفية، اليوم الجمعة – 6.6.2008، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، سيحسم في الأيام القليلة المقبلة بين قبول التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة وبين شن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع. وفيما تصاعدت حدة التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية على أثر مقتل مواطن إسرائيلي في جنوب إسرائيل جراء إطلاق قذيفة هاون فلسطينية على كيبوتس ناحال عوز، أمس، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، أنه يُنتظر عودة أولمرت من الولايات المتحدة "ليقرر ما إذا ستتم الموافقة على اتفاق التهدئة (بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصر) أم لا، وفي حال عدم الموافقة فإنه سيتم شن العملية العسكرية".

وكتب المحلل العسكري في يديعوت أحرونوت ألكس فيشمان أن أقوال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أن "ضربة عسكرية ضد غزة باتت أقرب من أي وقت مضى" تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن هجوم في غضون أيام. وأضاف فيشمان أن باراك يعتبر أنه ينبغي شن هجوم ضد القطاع قبل التوصل لاتفاق تهدئة "ويبدو أنه قرر، قبل عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية وقبل مشاورات مع الوزراء، أن تهدئة مع حماس من دون ضربة عسكرية مسبقة ليست خيارا واقعيا".

وأشار فيشمان إلى أنه "على ما يبدو لا خلاف بين باراك وأولمرت حول هذا التوجه، كما أن رئيس أركان الجيش (غابي أشكنازي) قرر أنه لا مناص من عملية عسكرية". ولفت فيشمان إلى أن "الجيش ربما كان يفضل عمليات جوية ترافقها عمليات برية معينة ضد مجموعة كبيرة جدا من أهداف حماس، لكن هذا ليس أمرا واقعيا جدا، لأن عمليات كهذه تحتاج إلى معلومات استخباراتية حول أهداف نوعية يتعين على شعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك توفيرها. غير أن هذا لا يتم، ولذلك فإن ما تبقى هو الاستيلاء على مناطق ذات إشكالية في القطاع وممارسة ضغط جوي على أمل ألا تلزم التطورات تجنيد قوات الاحتياط وإعادة احتلال القطاع بصورة كاملة".

وبحسب فيشمان فإن "الجيش الإسرائيلي متأهب لشن عمليات عسكرية بأحجام مختلفة في القطاع، وستكون هذه عمليات تدريجية وقد تم وضع الخطط والجيش يتدرب عليها في هذه الأيام، وفي حال تطورت الأمور باتجاه احتلال أقسام واسعة من القطاع لفترات طويلة فإنه تم إعداد خطط لتجنيد الاحتياط".

من جهة أخرى قال فيشمان إن اتفاق التهدئة أصبح جاهزا "ورغم أن إسرائيل ليست سعيدة به إلا أن (رئيس الدائرة السياسية – الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية) عاموس غلعاد قد اتفق مع المصريين على معظم تفاصيل الاتفاق، وباراك كان مستعدا حتى الأمس (قبل مقتل المواطن الإسرائيلي) منحه فرصة للتوصل إلى اتفاق". وتجدر الإشارة إلى أن أولمرت منع غلعاد من التوجه إلى مصر الاسبوع الماضي لمواصلة المفاوضات مع مصر بشأن التهدئة.

رغم ذلك، رجحت تحليلات إسرائيلية أن الأجندة السياسية الإسرائيلية في الأسابيع القريبة المقبلة من شأنها منع شن عملية واسعة ضد القطاع. ففي 14 حزيران الحالي ستصل إلى إسرائيل وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، وبعدها بأسبوع سيصل إسرائيل الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في زيارة بمناسبة احتفالات إسرائيل بستين عاما على قيامها. وتعتبر إسرائيل أن زيارة ساركوزي حدثا سياسيا بالغ الأهمية، سوف يؤجل اتخاذ قرار بشن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع.