أولمرت يرفض مطالب ودعوات بالاستقالة

أبرز هذه الدعوات جاءت من رئيس حزب العمل، إيهود باراك، الشريك الأكبر لكديما في التحالف الحكومي * رئيس حزب شاس ونائب رئيس الحكومة، إيلي يشاي، يستبعد تشكيل حكومة جديدة ضمن دورة الكنيست الحالية، فيما انضم حزب العمل إلى مجموعة من الأحزاب التي قدمت مشاريع قوانين لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة * مقربون من أولمرت يتهمون باراك وليفني بتنسيق خطواتهما

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

اتهم مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، اليوم الأربعاء- 28.5.2008، وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، إيهود باراك، ووزيرة الخارجية والقائمة بأعمال رئيس الحكومة، تسيبي ليفني، بتنسيق خطواتهما ضد أولمرت. وقال المقربون للإذاعة الإسرائيلية العامة إن باراك وليفني اتفقا أمس على البيان الذي أدلى به باراك خلال مؤتمر صحافي عقده في الكنيست اليوم ودعا من خلاله أولمرت إلى التنحي عن منصبه. وذكر المقربون من أولمرت حقيقة أن المستشار الإعلامي والاستراتيجي رؤوفين أدلر هو مستشار رسمي لباراك وليفني في آن واحد.

من جهة أخرى قالت مصادر في مكتب أولمرت أن الأخير أبلغ باراك خلال اجتماع منفرد عقداه اليوم بأنه لا يعتزم الاستقالة وأنه لا يوجد منطق في خطوة كهذه فيما لا يزال التحقيق ضده بشبهة حصوله على رشى مالية في بدايته. وأضافت المصادر أن لدى أولمرت ردا على كل ادعاء ورد في إفادة المليونير الأميركي اليهودي موريس تالانسكي، أمس، وبإمكانه دحضها.

وغادر تالانسكي إسرائيل اليوم عائدا إلى الولايات المتحدة، ويتوقع أن يعود إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع المقبل لحضور حفل عائلي.

وقررت المحكمة المركزية في القدس موعد جلسة الاستجواب المضاد لتالانسكي ليوم 17 تموز المقبل.

ونقل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني عن أحد المقربين من أولمرت قوله بعد محادثة مع الأخير إن "مواطني إسرائيل يكثرون من الاستماع إلى ثرثرة وغمز ولمز باراك والتي لن تؤدي إلى عاصفة".

وأضاف المقرب من أولمرت أن "رئيس الحكومة قوي، وهو مستمر في عقد اجتماعاته وسوف يصمد في وجه هذه العاصفة وسيصبح أقوى، وهو مستمر في إدارة شؤون إسرائيل ومقتنع بأنه قادر على إثبات براءته من خلال الاستجواب المضاد" لتالانسكي، والذي ستجري جلسة الاستماع له أمام المحكمة في شهر تموز المقبل.

وكان باراك دعا أولمرت إلى التنحي عن منصبه في أعقاب أقوال المليونير الأميركي اليهودي خلال إفادته أمام المحكمة المركزية في القدس.

وقال باراك في مؤتمر صحافي عقده في الكنيست اليوم الأربعاء إنه "على ضوء الوضع الناشئ وحجم التحديات أمام دولة إسرائيل من جانب حماس وحزب الله وسورية وإيران وجهود استعادة الجنود الأسرى والعملية السياسية، فإني لا أعتقد أن رئيس الحكومة قادر على إدارة شؤون الحكومة ومعالجة شأنه الشخصي بصورة متوازية. ولذلك ووفقا لاعتبارات مصلحة الدولة والمثال الذي يتوجب أن يحتذى، أعتقد أن رئيس الحكومة ملزم بعزل نفسه عن الإدارة اليومية للحكومة".

وأضاف باراك أن "بإمكان أولمرت القيام بذلك بكل وسيلة مفتوحة أمامه، إما من خلال اعتزال أو الخروج لإجازة أو استقالة أو الإعلان عن تعذر قيامه بمهماته ولن نحدد نحن ذلك".

وتابع باراك أن "حزب كديما سيضطر إلى إجراء حساب للذات واختيار طريقه ورئيسه، وسنكون مستعدين للتعاون مع من يخلف أولمرت".

وحذر باراك من أنه "في حال لم يعمل كديما بهذا الاتجاه ولا يتم تشكيل حكومة أخرى في الدورة الحالية للكنيست فإننا سنعمل على تحديد موعد متفق عليه ومبكر للانتخابات".

وقال باراك "أنا لم أتراجع عن تمنياتنا بأن يتضح أنه لا أساس من الصحة للادعاءات ضد رئيس الحكومة، لكن على أولمرت التنحي في أقرب وقت ممكن عن المنصب".

وأشار باراك في رد على سؤال إلى إنه لا يحدد موعدا نهائيا لاتخاذ أولمرت قرارا بالتنحي عن منصبه واختيار حزب كديما قياديا من صفوفه لخلافته، لأن الأمر منوط بإجراءات، لكنه أشار إلى أن تنحي أولمرت يجب أن يكون في أقرب وقت ممكن.

وكان باراك وأولمرت قد اجتمعا على انفراد قبل أن يعقد الأول مؤتمره الصحافي.

واعتبرت مصادر في ديوان أولمرت أقوال بارك "تهكمية وتأتي على خلفية رغبة في هدم حزب كديما".

وأضافت المصادر أنه "لا يعقل أن تؤدي عناوين حول إفادة واحدة من شخص واحد في تحقيق إلى دوامة سياسية كهذه، فلا شيء جوهريا تغير منذ أسبوع وهذه كانت بداية التحقيق القضائي فحسب".

وكرر المقربون من أولمرت القول إن أولمرت سيستقيل في حال تم تقديم لائحة اتهام ضده، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن الأمور ستبدو مختلفة بعد الاستجواب المضاد الذي سيجريه محامو أولمرت مع تالانسكي.

حراك سياسي كبير

وقبل أن يعقد باراك مؤتمره الصحافي نفى طال زيلبرشتاين، وهو المستشار الاستراتيجي لرئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إمكان أن يستقيل الأخير في ظل تزايد المطالب بذلك.

وقال زيلبرشتاين لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن "رئيس الحكومة لا يعتزم الاستقالة من منصبه لأنه بذلك يعترف بالشبهات ضده".

وأوضح زيلبرشتاين أن "أولمرت مصر على مواصلة أدائه لمنصب رئيس الحكومة، وأنا أقول ذلك استنادا إلى محادثة أجريتها معه قبل وقت قصير، ولا نية لديه بالإعلان عن تعذر قيامه بمهماته ولا الإعلان عن أي شيء آخر، لا في هذه المرحلة، وما دام أنه عازم على إثبات براءته".

ودعا وزير البنى التحتية الإسرائيلي، بنيامين بن اليعازر، من حزب العمل، حزب كديما الحاكم إلى استبدال رئيس أولمرت في أعقاب إفادة تالانسكي.

وقال بن اليعازر للإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم الأربعاء إن "على كديما إجراء حساب للذات واتخاذ قرارات صعبة... وعلى رئيس الحكومة في إسرائيل أن يكون متفرغا بشكل كامل للانشغال بمشاكل الدولة لا في أمور أخرى".

وأردف بن اليعازر أنه لا يؤيد إجراء انتخابات مبكرة "بسبب الوضع الأمني المعقد" الذي تواجهه إسرائيل. وأضاف أن "إفادة تالانسكي بالأمس أدت إلى نشوء مشكلة عامة خطرة وعلى رئيس الحكومة إعطاء تفسيرات للشعب".

من جانبه قال الوزير عامي أيالون من حزب العمل للإذاعة الإسرائيلية إنه "ليس بإمكان أولمرت مواصلة مهام منصبه كرئيس للحكومة، فهو لم يعد قادرا على قيادة عمليات سياسية أو غير ذلك" بسبب التحقيق ضده.

وأردف أيالون أن "علينا دفع أولمرت إلى التنحي عن منصبه" وهدد قائلاً "سأستقيل إذا بقي أولمرت".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير كبير من حزب كديما لم تذكر هويته قوله إن "أولمرت لن ينجو من هذه القضية".

وقالت عضو الكنيست عميرا دوتان من حزب كديما "لقد طلبت من رئيس الحكومة أن يستقيل".

وفي غضون ذلك، اجتمعت رئيس الكنيست، داليا إيتسيك، اليوم، مع قياديين من كديما، بينهم ليفني والنائب الأول لرئيس الحكومة، حاييم رامون، والوزير شاؤول موفاز، وطالبتهم بالحفاظ على ضبط النفس والامتناع عن مواجهات لا حاجة لها.

زعيم شاس يستبعد تشكيل حكومة جديدة قريبًا

واستبعد رئيس حزب شاس ونائب رئيس الحكومة، إيلي يشاي، تشكيل حكومة جديدة ضمن دورة الكنيست الحالية، فيما انضم حزب العمل اليوم إلى مجموعة من الأحزاب التي قدمت مشاريع قوانين لحل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة.

وقال يشاي، بعد لقاء مع رئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو "لا أرى احتمالا لتشكيل حكومة جديدة من خلال دورة الكنيست الحالية" لكن لم يفصح عن مضمون لقائه مع نتنياهو.

وفيما يخشى حزبا كديما والعمل من تضاؤل تمثيلهما في الكنيست في انتخابات جديدة وصعود الليكود إلى الحكم، كما تظهر استطلاعات الرأي، قال يشاي إن شاس لا تخشى انتخابات "ولست سعيدا بمصيبة أحد ولا أتدخل في الشؤون الداخلية لحزبي العمل وكديما".

وحذر سكرتير حزب العمل، إيتان كابل، حزب كديما من أنه إذا لم يتدارك نفسه حتى نهاية الدورة الصيفية للكنيست، في نهاية شهر تموز المقبل، فإن حزب العمل سيقود عملية تقديم الانتخابات. ورأى أن "هذا هو وقت كاف لإنهاء الإجراءات البيروقراطية الداخلية في كديما" لانتخاب خليفة لأولمرت.

وأصدر حزب الليكود بيانا تطرق فيه إلى أقوال باراك، الذي دعا أولمرت إلى التنحي عن منصبه على ضوء التحقيقات ضده، أكد فيه أن "التحديات الكبيرة الماثلة أمام الدولة تحتم الذهاب إلى الشعب وتشكيل حكومة جديدة وقوية". ودعا البيان "جميع الكتل البرلمانية من اليمين واليسار إلى تحديد موعد متفق عليه لحل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة".

كذلك اعتبر حزب ميرتس في بيان أن أقوال باراك هي "ضريبة كلامية" وأن "أقوالا أخلاقية تخلو من إنذار إلى جانبها وعدم تحديد جدول زمني لتنحي أولمرت هي أقوال سرعان ما تذوب". ودعا البيان أولمرت إلى إقصاء نفسه عن منصبه.

وقال عضو الكنيست أرييه إلداد من كتلة "الوحدة الوطنية- المفدال" اليمينية المتطرفة إن "باراك أدرك أنه ليس قادرا على مواصلة الإبحار في سفينة القراصنة الغارقة التي يقودها أولمرت".

من جهة ثانية أظهر استطلاع نشرته صحيفة هآرتس أن 70% من الإسرائيليين لا يصدقون رواية أولمرت بأن الأموال التي حصل عليها من تالانسكي استخدمت لتمويل حملات انتخابية فقط، فيما قال 14% إنهم يصدقونه.