تبادل أسرى قريب بين إسرائيل وحزب الله

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

رجحت مصادر إسرائيلية رفيعة أن يتم تنفيذ صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله في الفترة القريبة، ربما خلال صيف العام الحالي. ويأتي ذلك في موازاة إعلان أمين حزب الله، حسن نصر الله، خلال خطاب ألقاه أمس، الاثنين، عن اقتراب تنفيذ الصفقة. وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فإن صفقة تبادل الأسرى هذه ستشمل إطلاق سراح ستة أسرى لبنانيين، بينهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، وعشرة جثث لمقاتلين من الحزب، مقابل استعادة إسرائيل الجنديين الأسيرين، ايهود غولدفاسير وإلداد ريغف. وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 27.5.2008، إن إسرائيل تعتبر أن الجنديين في عداد الموتى، الأمر الذي يفسر رفض إسرائيل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ضمن هذه الصفقة.

وأشار المراسل العسكري، عاموس هارئيل، ومراسل الشؤون الفلسطينية والعربية، أفي سخاروف، في مقال نشرته هآرتس اليوم، إلى أن "أداء إسرائيل كان مختلفا تماما عن أدائها في قناة شاليت"، في إشارة إلى المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين إسرائيل وحركة حماس حول صفقة تبادل أسرى تستعيد إسرائيل من خلالها الجندي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. وأضافا أنه "من خلال رفض إسرائيل المساومة وعدم التوتر الذي أظهرته في وتيرة المفاوضات، أوضحت لحزب الله أنها ليست مقتنعة بالضبابية حول حالة الجنديين، وأنه من دون اثبات على وجود الجنديين على قيد الحياة فإنها تقدر بأن لدى حزب الله جثتين". وقالا إن صفقة تبادل الأسرى تحولت من "صفقة أحياء" إلى "صفقة أموات".

ويذكر أن إسرائيل كانت أعلنت قبل أسبوعين تقريبا، من خلال صحيفة هآرتس، أنها ترفض بشدة مطلب حزب الله في المفاوضات بإطلاق سراح مئات، وربما آلاف، الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنديين الأسيرين. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن ممثل رئيس الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات حول الجنود الإسرائيليين الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، كان قد طرح مؤخرا اقتراحا إسرائيليا خلال المفاوضات مع حزب الله، مفاده أن إسرائيل توافق على إطلاق سراح ستة أسرى لبنانيين، هم القنطار ونسيم نصر، وهو أسير إسرائيلي يهودي من أصل لبناني أدين بالتجسس لصالح حزب الله وأنهى عقوبته لكن إسرائيل تحتجزه كمعتقل إداري، وأربعة مقاتلين من حزب الله تم أسرهم خلال حرب لبنان الثانية وعشرة جثث لمقاتلين من الحزب. ويبدو أن ديكل ابلغ الوسيط الألماني في هذه المفاوضات، غرهارد كونراد، بأن هذا "الاقتراح الأخير" بالنسبة لإسرائيل وأن بإمكان حزب الله "أخذه أو تركه".

ويبدو أن حزب الله وافق على هذا الاقتراح وتنازل عن مطلبه بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بحسب خطاب نصر الله أمس. واعتبر هارئيل وسخاروف أن "نصر الله، بعد النصر الساحق الذي حققه الاسبوع الماضي على خصومه في لبنان، بإمكانه السماح لنفسه بقليل من الليونة".

من جانبهم، سيضطر الأسرى الفلسطينيون في هذه الأثناء إلى انتظار ما ستحققه "صفقة شاليت"، والثمن الذي ستتمكن حماس من جبايته من إسرائيل في هذه الصفقة. وتؤكد التقارير الإسرائيلية على أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في هذه الصفقة سيكون كبيرا. أكبر بكثير من الصفقة مع حزب الله، لأن شاليت حي. وخلص هارئيل وسخاروف إلى التساؤل عن كيفية تأثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس من مشاهد تنفيذ تبادل أسرى مع حزب الله. "وهل ستتسبب مشاهد احتفالات عودة القنطار لبيته في لبنان، بأن يغير الفلسطينيون رأيهم". أي أن يخفضوا سقف مطالبهم..