ثلاثة مطالب إسرائيلية من حماس للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى وتهدئة

الأول استئناف المفاوضات الفعالة بين مصر وحماس، والثاني أن تحدد حماس عنوانا واحدا للمفاوضات مقابل مصر، والثالث وضع إطار زمني للمفاوضات لكي يتم إنهاء هذه العملية بسرعة * القيادة الإسرائيلية، السياسية والأمنية، منقسمة حيال التهدئة بين من يرون وجوب الموافقة عليها لكن لشهور قليلة، وبين مؤيدين لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين- 26.5.2008، أن إسرائيل تضع ثلاثة مطالب أمام حركة حماس، للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى تستعيد من خلاله جنديها الأسير في القطاع غلعاد شاليت، وذلك في إطار اتفاق تهدئة.

وبحسب الإذاعة فإن المطالب الإسرائيلية هي: أولا، استئناف المفاوضات الفعالة بين مصر وحماس. واعتبرت إسرائيل في هذا السياق أن المصريين كانوا وسيطا حتى الآن لكن عمليا لم يفعلوا شيئا، وحماس لا تعمل من أجل التقدم للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى. ثانيا، أن تحدد حماس عنوانا واحدا للمفاوضات مقابل مصر، بدلا من مشاركة جهات عديدة في المفاوضات حتى الآن. وتعتبر إسرائيل أن لا أحد في حماس أراد تحديد قائمة بأسماء أسرى تطالب بإطلاق سراحهم ولذلك توقفت الاتصالات. يشار إلى أن إسرائيل رفضت قائمة بأسماء أسرى سلمتها حماس لإسرائيل عبر مصر لكن إسرائيل رفضتها. ثالثا، تطالب إسرائيل بوضع إطار زمني للمفاوضات لكي يتم إنهاء هذه العملية بسرعة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هدف إسرائيل من هذه المطالب هو ربط إطلاق سراح شاليت بفتح المعابر ورفع الحصار. وأضافت أن وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، اطلع على هذه المطالب خلال زيارته إلى إسرائيل الأسبوع الماضي، ونقلها إلى حماس. وفي غضون ذلك عاد رئيس الطاقم السياسي- الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إلى إسرائيل أمس الأحد بعد محادثات أجراها في مصر والتقى خلالها مع سليمان. وقالت صحيفة هآرتس إن هذه المحادثات لم تسفر عن تقدم في موضوع وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.

وفي هذه الأثناء تنقسم القيادة الإسرائيلية، السياسية والأمنية، حيال التهدئة بين من يرون وجوب الموافقة عليها، لكن لشهور قليلة، وبين مؤيدين لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. وأشار المحللان في صحيفة هآرتس للشؤون العسكرية، عاموس هارئيل، وللشؤون الفلسطينية، آفي سخاروف، اليوم، إلى أن محاولة إدخال شاحنة مفخخة إلى معبر إيرز، يوم الخميس الماضي، واستمرار إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل، قد يشكلان ذريعة لتصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، حتى خلال جهود الوساطة التي تبذلها مصر للتوصل إلى تهدئة. وقال الكاتبان إن مؤيدي توسيع العمليات العسكرية "يدعون أنه من دون خطوة كهذه، ستصل إسرائيل إلى التهدئة من موقع ضعف، سيؤدي بدوره إلى تزايد استفزازات الفصائل الفلسطينية".

وأضاف هارئيل وسخاروف أن ابتعاد احتمالات التوصل لتهدئة ناجم أيضا عن الفجوات الواسعة في مواقف إسرائيل وحركة حماس، خاصة في صفقة تبادل الأسرى وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع غلعاد شاليت وتداعياتها. وترفض حماس طلب إسرائيل شمل الصفقة في اتفاق تهدئة. ومن جهتها ترفض إسرائيل طلب حماس رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر تدريجيا.

ورأى الكاتبان أن حالة انعدام الاستقرار السياسي في إسرائيل، نتيجة التحقيقات مع رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، بشبهة حصوله على رشى مالية، تؤثر على الاتصالات حول التهدئة. ودفع هذا الوضع النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، حاييم رامون، ووزير الداخلية، مائير شيطريت، إلى الإعلان عن معارضتهما إجراء مفاوضات غير مباشرة مع حماس.

رئيس الشاباك: لدى حماس صواريخ تصل حتى أسدود

في غضون ذلك، استعرض رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، يوفال ديسكين، تقريرا خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس الأحد، قال فيه إن لدى حماس صواريخ تصل حتى مدينة أسدود (أشدود).

وقال ديسكين في تقريره إن لدى إسرائيل معلومات تفيد أن لدى حماس صواريخ يمكن أن تصل إلى أسدود وكريات غات، وإطلاق هذه الصواريخ هي مسألة وقت وحسب. وأضاف ديسكين "طالما أن تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة مستمر، فإن مدى الصواريخ التي تدخل القطاع بمساعدة إيران سيزداد".

وأعلن ديسكين عن معارضته الشديدة للتوصل إلى تهدئة بادعاء أن من شأن التهدئة أن تقوي الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع. وأضاف أن "حماس تستعد لجولة تصعيد أخرى وتريد كسب الوقت لصالح بناء قدراتها العسكرية". وتابع أن حماس نفسها متشككة حيال احتمالات نجاح الاتصالات عبر الوساطة المصرية للتوصل لتهدئة، لكنها لم "تغلق الباب بعد". وقال إن حماس ليست معنية بالالتزام بوقف تهريب الأسلحة للقطاع وترفض فرض تهدئة على الفصائل الأخرى في القطاع في المستقبل وتعارض شمل صفقة تبادل أسرى ضمن اتفاق تهدئة.

وفي مقابل ديسكين، هناك توجه في إسرائيل يدعو للامتناع عن صدام سياسي مع مصر، من خلال رفض وساطتها والتطلع إلى الحصول على تأييد دولي لعملية عسكرية واسعة ضد القطاع. كذلك يدعو مؤيدو التهدئة في جهاز الأمن الإسرائيلي إلى الموافقة على تهدئة لمدة شهور وحسب. ويرى هؤلاء أن الحكمة الآن تقضي كسب بعض الوقت، على خلفية التطورات الإقليمية، المتمثلة باستئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية من جهة، وبتردد الإدارة الأميركية حيال كيفية مواجهة إيران وسط تهديدات بضربة عسكرية من الجهة الأخرى.