إسرائيل تعلن بدء محادثات سلام غير مباشرة مع سورية

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت ظهر اليوم، الأربعاء – 21.5.2008، أن إسرائيل بدأت محادثات سلام غير مباشرة مع سورية وتحت رعاية تركيا. وجاء في بيان صادر عن مكتب أولمرت أن "إسرائيل وسورية بدأتا محادثات سلام غير مباشرة، تحت رعاية تركيا".

واضاف البيان أن "الجانبين أعلنا عزمهما إجراء هذه المحادثات بنية حسنة وبانفتاح، وقررا إجراء الحوار بينهما بصورة جدية ومتواصلة بهدف التوصل إلى غاية السلام الشامل ووفقا للإطار الذي تم تحديده في مؤتمر مدريد للسلام" الذي عقد في العام 1991. وقال بيان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن "الجانبين شكرا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وتركيا على دورهما في هذه العملية والضيافة الكريمة".

وقالت مصادر في مكتب أولمرت إن مستشارين لأولمرت يتواجدان في العاصمة التركية أنقرة ويجريان محادثات مع وفد سوري يتواجد هو الآخر في أنقرة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في مكتب أولمرت قولها إن رئيس طاقم مستشاري أولمرت، يورام توربوفيتش، ومستشار أولمرت السياسي، شالوم ترجمان، يتواجدان في أنقرة منذ أمس الأول الاثنين وفي موازاة ذلك يتواجد وفد سوري في أنقرة.

وتناقضت التقارير الإسرائيلية حول شكل المحادثات الجارية في أنقرة إذ قالت تقارير إن مستشاري أولمرت التقيا الوفد السوري فيما قالت تقارير أخرى إن المحادثات كانت غير مباشرة وبوساطة تركية.

من جهة أخرى قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم، إن سورية رفضت مؤخرا السماح لمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة النووية بزيارة موقعين في الدولة بعد قصف منشأة دير الزور، ما اعتبر أن سورية تخفي نشاطا نوويا عسكريا فيهما.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة النووية كانوا سيزورون سورية قبل بضعة أسابيع، أبلغوا الحكومة السورية بأنهم لن يكتفوا بزيارة موقع منشأة دير الزور، التي قصفها الطيران الحربي الإسرائيلي في السادس من أيلول الماضي، وأنهم يطلبون فحص موقعين آخرين "بسبب شبهات بعلاقتهما بالبرنامج النووي السوري".

وأضافت يديعوت أحرونوت أنه في أعقاب ذلك أعلن السوريون أنهم لا يعتزمون استقبال وفد مفتشي الوكالة الدولية. ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية لم تحددها قولها إنها لا ترى سببا للرفض السوري سوى أنه "على ما يبدو ثمة ما يريد السوريون إخفاءه وعلى ما يبدو فإنه يوجد في سورية أكثر من موقع جرى أو يجري فيه نشاط عسكري نووي ما".

وحول منشأة دير الزور قالت يديعوت أحرونوت إنه منذ قصفها "بذل السوريون جهودا كبيرة لتغيير طبيعة المكان وإخفاء أية إشارة يمكن أن ترمز، ولو بصورة غير مباشرة، إلى أنه كان يعمل في المكان مفاعل نووي كوري شمالي".

من جهة ثانية نقلت يديعوت أحرونوت عن خبراء نوويين من إسرائيل وخارجها قولهم إن صور منشأة دير الزور تؤكد أن السوريين لم ينتجوا الكهرباء في المنشأة وإنما هذه كانت مفاعلا لانتاج البلوتونيوم وهي شبيهة بمنشأة إسرائيلية موجودة في مفاعل ديمونا. لكن الخبراء اضافوا أنه تنقص في هذه الصور مُركبات مركزية أخرى من شأنها أن تدل على أن سورية كانت تعمل على تصنيع قنبلة نووية.