ليفني وموفاز يحثان الخطى لخلافة أولمرت

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

قال نشطون مركزيون في حزب كديما إن وزيرة الخارجية والقائمة بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، تسيبي ليفني، ووزير المواصلات، شاؤل موفاز، بدءا مؤخرا بتنفيذ خطوات حثيثة، بهدف الفوز برئاسة الحزب في حال تنحى رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، عن منصبه بسبب التحقيق الجاري ضده بشبهة حصوله على رشوة مالية. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 18.5.2008، عن نشطين مركزيين في كديما قولهم إن مقربين من ليفني وموفاز زادوا وتيرة جمع انتسابات جديدة للحزب وأخذ مؤيدون لليفني مئات نماذج الانتساب من مقر الحزب فيما أخذ مؤيدون لموفاز أكثر من ألف نموذج كهذا.

ويتنافس على رئاسة كديما، إضافة إلى ليفني وموفاز، وزير الداخلية مائير شيطريت، وربما وزير الأمن الداخلي، افي ديختر، الذي اعلن في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس السبت، إنه سيتنافس على رئاسة الحزب "عندما يحين الوقت وتنضج الظروف". ويقضي دستور كديما بأنه في حال اضطر أولمرت للاستقالة نتيجة للتحقيق الجنائي ضده، فإن خليفته سينتخب في انتخابات داخلية يشارك فيها جميع المنسبين للحزب.

وبحسب تقرير هآرتس، اليوم، فإن أعضاء كنيست ونشطين مركزيين في حزب كديما تلقوا اتصالات هاتفية "ودية" من ليفني عشية يوم استقلال إسرائيل. وقال أحد أعضاء الكنيست من كديما الذي تلقى اتصالا من ليفني إن "تسيبي لا تتصل في الأعياد عادة، على الاقل ليس معي. وقد فاجأني اتصالها. ورغم أنها لم تتحدث معي في مواضيع حزبية أو عن التحقيق مع أولمرت لكن اتصالها كان مفاجئا. وقالت أيضا إنه سيسرها الالتقاء معي".

وقال قياديون في كديما إن نشاط ليفني خلال الأسبوعين الماضيين يشير إلى أنها تقوم بـ"حملة هادئة" لمنافسة محتملة على رئاسة الحزب. وأشار هؤلاء القياديون إلى أن ليفني تعزل نفسها عن أولمرت، حيث تجاهلته في البداية، ولم تتمنى براءته مثلما فعل سياسيون آخرون، وبعد ذلك عبّرت عن ثقتها المطلقة بالنيابة العامة ومحققي الشرطة، الذين يوجهون الشبهة الخطيرة لأولمرت. ولاحقا، عندما عبّر معظم وزراء كديما عن دعمهم لأولمرت، التزمت ليفني الصمت حيال ذلك. كذلك فإنها وجهت انتقادات مبطنة لأولمرت خلال خطاب القته يوم الخميس الماضي في مؤتمر الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، ضمن احتفالات الستين عاما على قيام إسرائيل. وقالت ليفني في خطابها: "يجب أن يكون لدى كل إنسان رؤيا وعامود فقري أخلاقي وبوصلة داخلية يعمل بموجبها. كل دولة بحاجة لرؤيا وهدف وبوصلة داخلية تميّز الأمة وتوجه قادتها".

ونقلت هآرتس عن مقربين من ليفني قولهم إن الشكل الذي اختارته للتعقيب على التحقيق ضد أولمرت لم يكن من قبيل الصدفة. لكنهم نفوا وجود علاقة بين ما جاء في خطابها يوم الخميس والتحقيق ضد أولمرت. ويذكر أن مقربين من أولمرت كانوا قد وصفوا ليفني بـ"الغادرة" بسبب امتناعها عن دعم أولمرت وثقتها بالنيابة والشرطة. وقال المقربون من أولمرت مؤخرا إنه "واضح أن سلوك ليفني نابع من استطلاعات الرأي الأخيرة التي توجتها كرئيسة حكومة مقبلة. ويتوجب التساؤل حول سبب امتناعها عن التحدث عن القيادة عندما جرت تحقيقات ضد أرييل شارون عندما كان رئيسا للحكومة وهي كانت وزيرة العدل. ما الذي تغير منذئذ؟ كل شيء واضح، فهي تشتم إمكانية لان تخلفه".

من جانبهم شدد نشطون في معسكر ليفني، الذين يعملون في هذه الاثناء على ضم منتسبين جدد لحزب كديما لدعم ليفني في الانتخابات الداخلية على رئاسة الحزب، على أن ليفني هي الوحيدة التي ستقود كديما إلى رئاسة الحكومة مرة أخرى، وخصوصا أن موضوع الفساد السلطوي سيكون أحد المواضيع المركزية في المعركة الانتخابية المقبلة. وأوضحت مصادر في الجهاز الحزبي لكديما أنهم مستعدون وجاهزون لإجراء انتخابات داخلية لاختيار رئيس الحزب في غضون أسبوع واحد.

رغم ذلك، لفتت هآرتس إلى أن موفاز وشيطريت يتفوقان على ليفني في الناحية التنظيمية في صفوف قرابة 60 ألف منسب لكديما. لكن ليفني تتوقع الفوز عليهما بسبب مكانتها بين الجمهور واستطلاعات الرأي التي تظهر بوضوح تأييدا شعبيا واسعا لها وحتى أنها ستكون المرشحة الوحيدة التي ستتمكن من الفوز على رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو.