شخصيات أمنية – سياسية إسرائيلية تطالب بمنع عملية واسعة في القطاع

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

وجهت شخصيات أمنية – سياسية إسرائيلية تولت في السنوات الماضية مناصب رفيعة جدا رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، طالبوا فيها بمنع تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة في قطاع غزة، وإجراء مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس للتوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع لفترة طويلة. وشددت الرسالة على أنه حتى لو تم تنفيذ عملية عسكرية واسعة فإنها ستنتهي بوقف إطلاق نار، لكن بعد تكبد الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، خسائر بشرية كبيرة. وذكرت صحيفة هآرتس اليوم، الأحد – 18.5.2008، أنه وقّع على هذه الرسالة مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية بينها رئيس الموساد السابق، أفرايم هليفي، ورئيس الأركان وعضو الكنيست السابق أمنون ليبكين شاحك، والقائد السابق للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، العميد في الاحتياط شموئيل زكاي، وعضو الكنيست يوسي بيلين من حزب ميرتس، ودافيد كيمحي أحد رؤساء الموساد السابقين.

وجاء في الرسالة أنه "انطلاقا من التقديرات بأن القضاء على حكم حماس في غزة هو أمر غير واقعي، كما أن وضعا تعود فيه حركة فتح للحكم في غزة على حراب الجيش الإسرائيلي هو أمر غير مرغوب فيه، فإنه يتوجب إجراء مفاوضات علنية مع حماس بواسطة المصريين أو اية جهة تكون مقبولة على الجانبين". وشددت الشخصيات الإسرائيلية في رسالتها على وجوب ضلوع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مفاوضات كهذه. واضافوا أن هدف هذه المفاوضات التوصل إلى وقف إطلاق نار مستمر ولفترة طويلة بين قطاع غزة وإسرائيل وأن تشمل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في القطاع غلعاد شاليت.

كذلك طالبت الرسالة بأن تجري مفاوضات كهذه بعلم الإدارة الأميركية وإذا أمكن بمساعدتها أيضا. وتعارض الإدارة الأميركية مفاوضات مع حماس على ضوء طلب إسرائيلي بهذا الخصوص. وأشار الموقعون على الرسالة إلى أنه يجب أن يشمل وقف إطلاق نار في القطاع قواعد جديدة لأداء الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية، تتيح للجيش الإسرائيلي بالتدخل في حالات ضرورية فقط في الضفة. وحذرت الرسالة من أن "صياغة ضبابية لاتفاق كهذا لن تصمد وقتا طويلا وستؤدي لتفجير وقف إطلاق النار". وطالبوا أيضا بأن يشمل اتفاقا كهذا فتح المعابر في القطاع وأن تشرف عليها قوات دولية. كذلك اقترحوا زيادة عدد أفراد القوات المصرية المتواجدة على طول محور فيلادلفي بين القطاع ومصر ونقل عملية التفتيش في معبر رفح بضعة كيلومترات جنوبا وداخل الأراضي المصرية. وفي المقابل "تتنازل" إسرائيل عن أية سيطرة عند محور فيلادلفي وعن التدخل في مسألة هوية الشرطيين الفلسطينيين في الجانب الفلسطيني من المعابر.

وأوضح ليبكين شاحك أنه "تم إرسال هذه الرسالة قبل شهر على الأقل، وأفهم أنه في هذه الأثناء هذا ما يحدث تقريبا على الأرض، رغم أن هذا لا يحدث بسببنا. وأعتقد أنه من الصواب التحدث مع مصر للتوصل إلى وقف إطلاق نار مع حماس بشرط أن يشمل ذلك جميع المنظمات في القطاع ولا يسري على الضفة الغربية". من جانبه قال بيلين أن بإمكان مصر تقليص حجم تهريبات الأسلحة للقطاع إذا وافقت إسرائيل على زيادة عدد أفراد القوة المصرية عند محور فيلادلفي. وترفض إسرائيل حتى الآن زيادة عدد قوات حرس الحدود المصرية البالغ 750 جنديا.

في غضون ذلك، توجهت ليفني إلى منتجع شرم الشيخ المصري للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد هناك. وسينضم إليها، غدا الاثنين، باراك. كذلك يحضر المنتدى رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو. وذكرت صحف إسرائيلية اليوم، أن ليفني ستلتقي على هامش أعمال المنتدى كلا من الرئيس المصري، حسني مبارك، وملك الأردن عبد الله الثاني، وأيضا نجل الرئيس المصري جمال مبارك. وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن ليفني ستقول لمبارك خلال لقائهما، اليوم، إنه من دون وقف تهريبات الأسلحة للقطاع وتوقف الفصائل في القطاع عن التسلح، فإنه لا جدوى من تهدئة بين إسرائيل وحماس. وستطالب ليفني أيضا بشمل صفقة تبادل أسرى يتم من خلالها إطلاق سراح شاليت في أي اتفاق تهدئة في القطاع.

من جهة أخرى ستطلع ليفني كلا من مبارك وعبد الله الثاني على نتائج المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول قضايا الحل الدائم وستبحث معهما الأوضاع في القطاع وفي لبنان أيضا. كذلك سيبحث باراك مع مبارك في قضية وقف إطلاق النار في القطاع ومسألة إطلاق سراح شاليت. كذلك يتوقع أن يلتقي باراك مع وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، الذي يركز الاتصالات المصرية مع الفصائل الفلسطينية المسلحة بهدف التوصل لوقف إطلاق نار. وسيلقي باراك خطابا في إحدى جلسات المؤتمر التي سيشارك فيها رئيس الحكومة الفلسطيني، سلام فياض، ومبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، توني بلير.

ويتوقع أن يتوجه الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس إلى شرم الشيخ أيضا، لكنه ما زال يتردد في المشاركة. فيما سيعقد نتنياهو اجتماعا منفردا مع مباراك وآخر مع ئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، محمد البرادعي. وسيبرز خلال ذلك عدم مشاركة أولمرت في المنتدى الاقتصادي في شرم الشيخ، الأمر الذي أدى، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، إلى إلغاء مؤتمر قمة يُعقد في شرم الشيخ بمشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش.