الملف الإيراني والعلاقات الإستراتيجية في مركز زيارة بوش لإسرائيل

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

وصل الرئيس الأميركي جورج بوش، قبيل ظهر اليوم الأربعاء – 14.5.2008، إلى إسرائيل للمشاركة في احتفالات الذكرى السنوية الستين لقيامها. وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها بوش إلى إسرائيل منذ مطلع العام الحالي. وسيجري بوش مع المسؤولين الإسرائيليين مباحثات حول المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والملف النووي الإيراني والأوضاع في لبنان وسورية و"سلة هدايا" أميركية لإسرائيل.

وقالت تقارير صحفية إسرائيلية إن الجانبين الأميركي والإسرائيلي سيركزان خلال زيارة بوش على رفع مستوى العلاقات الأمنية – الإستراتيجية بينهما. ويتوقع أن يطلب رئيس الحكومة الإسرائيلي، ايهود أولمرت، من بوش رفع مستوى التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل ملموس. كذلك سيقدم أولمرت لبوش قائمة تحتوي على أنواع أسلحة حديثة ومتطورة تريد إسرائيل التعرف على قسم منها وشراء قسم آخر. وسيتلقى أولمرت ردا على طلباته هذه خلال زيارة سيقوم بها للولايات المتحدة في بداية شهر حزيران المقبل.

واتخذت إسرائيل قرارات بخصوص مطالبها التي ستطرحها على بوش، خلال زيارته الحالية، من خلال مداولات جرت في الاسابيع الأخيرة بين مكتب أولمرت وبين وزارتي الدفاع والخارجية والجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات. وتقرر في هذه المداولات تركيز المسؤولين الإسرائيليين خلال لقاءاتهم مع بوش على الموضوع النووي الإيراني والمقترحات الإسرائيلية بتوثيق التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع.

وسيطلب أولمرت ووزير الدفاع، ايهود باراك، من بوش اقتناء جهاز رادار كبير ومتطور قادر على رصد إطلاق صواريخ في كل بقعة في العالم. كذلك تسعى إسرائيل للحصول على منظومات دفاعية أميركية مضادة للصواريخ الطويلة المدى والعابرة للقارات. رغم ذلك، عبّر مسؤولون سياسيون إسرائيليون عن تحسبهم من أن حصول إسرائيل على جهاز الرادار المتطور سيلزمها بالتعاون مع خطة الدفاع الصاروخية الأميركية في أوروبا، وهي خطة قد تؤثر سلبا على علاقات إسرائيل مع روسيا بسبب المعارضة الشديدة التي أبدتها روسيا للخطة الأميركية.

وسيبحث بوش مع أولمرت ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين وسيطّلع خلال ذلك على وضع المفاوضات وما إذا تحققت تفاهمات من خلالها. وسيطلع باراك بوش على ما تعتبره إسرائيل "تسهيلات" للفلسطينيين في الضفة الغربية.

وسيتناول اجتماع بين بوش وأولمرت الوضع في لبنان، على ضوء أحداث الاسبوع الأخير هناك. ويتوقع أن يعرب الجانبان عن قلقهما من هذه الأحداث، وخصوصا تعاظم قوة ونفوذ حزب الله في لبنان. كذلك سيتناول الاجتماع الموضوع السوري، حيث سيطلع أولمرت الرئيس الأميركي على الرسائل التي تبادلها في الأشهر الأخيرة معه الرئيس السوري، بشار الاسد.

وتتوقع إسرائيل أن يعلن بوش عن "سلة هدايا" يمنحها لإسرائيل، بينها تسهيل إجراءات حصول المواطنين الإسرائيليين على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق إعفاء الإسرائيليين من تأشيرات الدخول للولايات المتحدة. كذلك يتوقع أن يعلن بوش عن توثيق التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجالات اقتصادية وعلمية وثقافية وتبادل طلاب جامعات.