كوشنير: حل القضية الفلسطينية سيؤدي إلى تهدئة إيران

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 5.10.2008، إن الهدفين الأساسين لزيارة وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، الحالية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية هما الاطلاع على الوضع السياسي داخل إسرائيل، وسيلتقي من أجل ذلك مع رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ورئيسة حزب كديما ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، المكلفة بتشكيل حكومة جديدة، ووزير الدفاع، ايهود باراك، ورئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، فيما الهدف الثاني هو المساعدة في إنقاذ المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول قضايا الحل الدائم والمعروفة باسم "عملية أنابوليس". وأضافت الصحيفة أن كوشنير يخشى "ضياع" العملية السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال الفترة الانتقالية بين الإدارة الأميركية الحالية والمقبلة.

وأشار كوشنير، في مقابلة أجرتها معه هآرتس ونشرتها اليوم، إلى أنه مقتنع إلى أقصى حد بضرورة قيام دولة فلسطينية. وقال الوزير الفرنسي إن "النضال الفلسطيني هو جذر كافة الذرائع في المنطقة. وفي حال شعر الفلسطينيون بأن وضعهم يتحسن وهناك تقدما، فإن هذا سيكون ذخرا لتهدئة التهديد الأساسي وهو إيران. وينبغي قطع سبب وجذر الغضب في الشرق الأوسط وأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) هو الذخر الأكبر".

وفي رده على سؤال حول من الأصدق، أولمرت الذي يقول إن السلام ممكن، أم عباس الذي رفض اقتراح أولمرت حول "اتفاق رف" وأكد أنه لا يستجيب لتوقعات الفلسطينيين، قال كوشنير "ربما كلاهما على حق، من يدري. فأولمرت وأبو مازن تحدثا معا بروح طيبة، وكان هذا الأمل الأكبر في عملية السلام، لكن الآن هو (أي أولمرت) يغادر والضحية الأساسية هو أبو مازن، الذي سيضطر إلى بدء العملية السياسية من جديد من دون أولمرت. ولحسن الحظ أن تسيبي ليفني تحدثت في موازاة ذلك مع أبو العلاء" رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع.

وأضاف كوشنير أنه قرأ تصريحات أولمرت الأخيرة حول وجوب انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية والتوصل إلى حل حول القدس "وأنا أعرف أنه تم تحقيق تقدم، وحتى في مسألة المستوطنات، لكن هذا ليس الأساس، فالمشكلتين الأساسيتين هما القدس واللاجئون، وأولمرت وليفني لم يفهما هذا".

وعقب كوشنير على موقف ليفني الرافض لعودة ولو حتى لاجئ فلسطيني واحد إلى تخوم إسرائيل، وقال "إنها ستتغير. فهكذا يحدث دائما لأشخاص يتحملون مسؤولية سياسية، ومن أجل تحقيق إجماع (في إسرائيل) يعرضون مواقف متصلبة وهذا سخيف، إنه السيرك البشري". وأضاف الوزير الفرنسي أن ليفني وبعد أن تتولى رئاسة الوزراء ستوافق على دخول لاجئين إلى إسرائيل "في حالات معينة وأنا لا أعرف ما إذا كان سيكون عددهم عشرة آلاف أو مائة ألف، لكن معظم اللاجئين سيضطرون إلى الذهاب إلى الدولة الفلسطينية. وهذا هو سبب تأييدنا لدولتين في المنطقة ذاتها وأنا مؤمن بأن تسيبي ستحاول إنهاء العملية بسرعة أو الاستمرار في عملية أنابوليس".

وأعرب كوشنير عن قلقه من التقارير التي تتحدث عن تصاعد عنف المستوطنين ويعتزم زيارة المؤرخ الإسرائيلي اليساري، البروفيسور زئيف شطيرنهل، الذي تعرض لمحاولة اغتيال من خلال تفجير عبوة ناسفة أمام بيته الأسبوع الماضي. من جهة أخرى عبر كوشنير عن قلقه من "ضائقة المستوطنين" وقال أنهم "قد يصابون باليأس إذا تمت مطالبتهم بالمغادرة، وقانون الإخلاء والتعويض كان ممتازا وخسارة أنه لم يتم التصويت عليه (في الحكومة والكنيست). وثمة أهمية لإبلاغ المستوطنين بأنه لن يتم التخلي عنهم".

من جهة أخرى قال كوشنير إنه يقدر أن إسرائيل تخطط لمهاجمة إيران قبل أن تصبح بحوزتها قنبلة نووية وحذر من عواقب هجوم كهذا وعبر عن رضاه من المحادثات الإسرائيلية السورية. وقال كوشنير "إنني أعرف أنه في إسرائيل وفي الجيش الإسرائيلي هناك من يُعدّ لحل عسكري أو هجوما. لا أعرف تماما، لكن في رأيي هذا ليس حلا" لوقف البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن العالم يعرف أن إسرائيل لن تقبل بوجود قدرة نووية إيرانية "وأنتم ستأكلونهم قبل ذلك، وهنا الخطر، لأن إسرائيل قالت إنها لن تنتظر حتى تصبح القنبلة (النووية الإيرانية) جاهزة. والإيرانيون يعرفون ذلك، والجميع يعرف ذلك".

وقال كوشنير إن "إيران مع قنبلة نووية ليست مقبولة بتاتا" لكنه دعا إلى مواصلة الحوار معها وأنه ينبغي مواصلة "التحدث والتحدث والتحدث، واقتراح حوار وعقوبات، وعقوبات وعقوبات، وأنا لا أعتقد أن البديل هو بقصفها أولا". وأضاف أن "سياسة فرنسا منذ انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي كانت ثابتة وهي عقوبات إلى جانب الحوار، لكنكم (الإسرائيليون) محقون، حاولنا وتحدثنا مع الإيرانيين وآخرون حاولوا دون نتيجة". وبحسب كوشنير فإن الاستخبارات الفرنسية تقدر بأن إيران ستتوصل إلى قدرة نووية في غضون سنتين إلى أربع سنوات "لكنهم سيتمكنون من إنتاج قنبلة واحدة فقط".

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان المجتمع الدولي سيؤيد صامتا هجوما إسرائيليا ضد إيران مثلما حدث عندما قصفت إسرائيل منشأة دير الزور في سورية في أيلول من العام الماضي، قال كوشنير "أن هذا ليس بالأمر ذاته، فهناك (في سورية) تم قصف مكانا صغيرا، مصنعا ما، وما تعدون له أنتم الآن هو هجوم واسع وكبير". وأردف كوشنير أن "الحرب ليست حلال أبدا، لكن أحيانا يتم استخدامها ولذلك أريد أن أكون دقيقا، فقد حاولنا أن نجد حلفاء (في إيران) وعزل (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد ودعم من يريدون الحياة العصرية، ولم ننجح أبدا في عرض بديل على الشعب الإيراني. ولأنهم دولة كبيرة وتؤدي دورا في المنطقة علينا التحدث معهم، لكن السؤال هو مع من".