معارضة في كديما لانتخاب خليفة لأولمرت

الوزراء شاؤول موفاز ومائير شيطريت وآفي ديختر يعارضون إجراء انتخابات تمهيدية سريعة، فيما بقيت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وحدها المعنية بإجراء هذه الانتخابات التمهيدية بأسرع وقت ممكن * تقارير تشير إلى عدم وجود أغلبية برلمانية تؤيد مشروع قانون لحل الكنيست والتوجه لانتخابات مبكرة حتى لو أيّد حزب العمل ذلك

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

يبدو أن حدة العاصفة السياسية التي ضربت إسرائيل الأسبوع الماضي، على إثر إفادة المليونير الأميركي اليهودي موريس تالانسكي ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، وتأكيده على منح هذا الأخير مبالغ مالية نقدية بصورة غير قانونية، قد خفّت بعد مرور أسبوع ونيّف. ومما لا شك فيه أن سفر أولمرت إلى واشنطن، هذا الأسبوع، وتركيز وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن محادثاته مع الرئيس الأميركي، جورج بوش، ستتركز على الموضوع الإيراني، والأنباء عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، وتصاعد التهديدات بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة، ساهمت في إزالة قضية التحقيق الجنائي ضد أولمرت عن العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام الإسرائيلية هذا الأسبوع.

واستباقا لحراك سياسي مضاد، من المتوقع أن يحدثه الاستجواب المضاد لتالانسكي، ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الخميس – 5.6.2008، أنه تم لجم احتمال إجراء انتخابات داخلية تمهيدية في حزب كديما لانتخاب رئيس للحزب خلفا لأولمرت.

وقالت صحيفة هآرتس، اليوم، إن اتصالات أجراها رئيس لجنة التوجيه في كديما ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هنغبي، أظهرت أن ثلاثة مرشحين لرئاسة كديما، هم الوزراء شاؤول موفاز ومائير شيطريت وآفي ديختر، يعارضون إجراء انتخابات تمهيدية سريعة، فيما بقيت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وحدها المعنية بإجراء هذه الانتخابات التمهيدية بأسرع وقت ممكن. ويعني هذا التطور توجيه ضربة لليفني. ويأتي هذا التطور في أعقاب تقارير تشير إلى عدم وجود أغلبية في الكنيست تؤيد مشروع قانون لحل الكنيست والتوجه لانتخابات مبكرة، حتى لو أيّد هذا القانون حزب العمل.

ونقلت هآرتس عن الوزير شيطريت قوله إنه "لا ينبغي على كديما منح أحد إمكان تحديد الجدول الزمني لإجراء انتخابات مبكرة، أو موعد إجراء الانتخابات التمهيدية داخل كديما". وهذا الكلام موجه مباشرة إلى رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، الذي طالب أولمرت الأسبوع الماضي بالتنحي عن منصبه وإجراء انتخابات داخلية تمهيدية في حزب كديما لاختيار خليفة لأولمرت أو التوجه لانتخابات عامة مبكرة. وقال شيطريت إنه "لا مكان للخوف من تهديدات باراك". وقدّر شيطريت أنه لن تجري انتخابات تمهيدية في كديما في الفترة القريبة.

وفي موازاة ذلك، تدعو ليفني إلى إجراء انتخابات تمهيدية بأسرع وقت ممكن بعدما أعلنت الأسبوع الماضي أنه يتوجب تدارك الوضع الناشئ في أعقاب إفادة تالانسكي. ولتحقيق ذلك تجري اتصالات مع أعضاء كنيست من كديما لحثهم على تأييد خطوتها هذه. وقال أحد أعضاء الكنيست من كديما لهآرتس، إن ليفني اتصلت به وأبلغته بأنه لا يجوز انتظار تطورات قد تحدث في الحلبة السياسية ويتوجب تحديد موعد لإجراء انتخابات تمهيدية فورا وأن خطوة كهذه وحدها من شأنها "إنزال باراك عن الشجرة" التي صعد إليها، أي أن يتراجع عن التهديد بالتوجه لانتخابات عامة مبكرة.

من جانبهم، يوضح المرشحون الثلاثة الآخرون أنهم لا يعتزمون الاستسلام لتهديد باراك. وقالوا لهنغبي إنه يتوجب انتظار الاستجواب المضاد، الذي سيجريه محامو أولمرت ضد تالانسكي. وشددوا أيضا على أن تقديم موعد إجراء انتخابات تمهيدية يجب أن يتم بالاتفاق مع أولمرت، وفق ما ينص عليه دستور حزب كديما. ويعتبر موفاز وشيطريت وديختر أن تهديد باراك فارغ من أي مضمون، لأنه يسعى لاستبدال أولمرت في رئاسة الحكومة وحسب ولا يريد انتخابات مبكرة. إذ تظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمل سيفقد من قوته لصالح حزبي كديما والليكود في حال جرت انتخابات مبكرة. كذلك اتهم موفاز "باراك ومستشاره الإستراتيجي الإعلامي رؤوفين أدلر بأنهما يسعيان لتفكيك كديما". ويذكر أن تقارير صحافية تحدثت عن أن أدلر هو أيضا المستشار الاستراتيجي السري لليفني.

وعلى إثر هذه المواقف، يميل هنغبي إلى عدم عقد اجتماع للجنة التوجيه وانتظار جلسة المحكمة المركزية في القدس التي سيجري خلالها الاستجواب المضاد لتالانسكي، والتي تم تعيينها ليوم 17 تموز المقبل. وكان أولمرت ومحاموه قد اعتبروا في أعقاب إفادة تالانسكي أمام المحكمة، الأسبوع الماضي، أنها تضمنت مبالغات واختلاق ادعاءات.

من جهة أخرى، أفاد موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، أن أولمرت أوضح، عشية سفره للولايات المتحدة، لأحد قادة كديما، أنه يعارض إجراء انتخابات تمهيدية في المستقبل القريب وسيعمل على منع إجرائها، وأنه لا يؤيد أيضا ترشيح موفاز لرئاسة كديما.

وقال مقربون من أولمرت إن حقيقة عدم إعلان الأخير عن رأيه حيال فكرة الانتخابات التمهيدية نابع من رغبته في تهدئة الأجواء داخل كديما والتحالف الحكومي. وأوضح المقربون في رسائل شفهية وجهوها إلى قياديين في كديما أن أولمرت يعتزم أن يحارب على مكانته ومنصبه، كرئيس للحكومة وللحزب.