على ذمة صحف إسرائيلية: قلق إسرائيلي من توجهات أوباما

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

رغم أن المسؤولين الإسرائيليين لم يعقبوا علنا على فوز باراك أوباما على هيلاري كلينتون ليصبح مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، إلا أن المسؤولين السياسيين، خصوصا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، مختلفون فيما بينهم حيال تبعات احتمال انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة. وعلى الرغم من تصريحات أوباما أمام مؤتمر المنظمات الأميركية اليهودية الداعمة لإسرائيل- "إيباك"- المؤيدة بالمطلق لإسرائيل، إلا أن مسؤولين في وزارة الخارجية يتوجسون منه بسبب تصريحات سابقة أطلقها خلال المعركة ضد كلينتون وقال فيها إنه مستعد للدخول في حوار مع إيران بهدف وقف برنامجها النووي.

وكتب المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، ايتمار آيخنر، اليوم الخميس – 5.6.2008، أن قسما من المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية يخشون بالأساس من أن أوباما هو رجل مجهول، من حيث مواقفه. ففي غالب الأحيان "هو يقول الأمور الصحيحة فيما يتعلق بإسرائيل ويطلق تصريحات مؤيدة لإسرائيل، لكن ليست لديه خبرة عامة كبيرة يمكن من خلالها الحكم على مواقفه تجاه إسرائيل".

وأضاف آيخنر أن الإسرائيليين قلقون من توجهات أوباما لإيران. ورغم أنه قال في خطابه أمام مؤتمر "إيباك" إنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي، "لكنه صرح خلال الانتخابات التمهيدية ضد كلينتون أنه مستعد للجلوس بنفسه في حوار مع إيران. وحوار كهذا يثير قلق المسؤولين (الإسرائيليين)، لأنه سيضعف الجبهة الدولية ضد إيران". ونقل عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم إنه "إضافة إلى ذلك، يوجد حول أوباما عدد غير قليل من الأشخاص المقربين من أوساط اليسار أو أوساط المسلمين الأميركيين المعارضين لإسرائيل، ومن هنا يمكنك أن تعلم ماذا ستكون توجهاته في مواضيع الشرق الأوسط".

وعقد رئيس مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، نِمرود بركان، اجتماعا، قبل أسبوعين، شارك فيه سفير إسرائيل السابق في واشنطن، داني أيالون، وممثلون عن دوائر أميركا الشمالية في الوزارة وآخرون، للتداول في احتمالات وصل أوباما إلى البيت الأبيض. لكن المداولات جرت تحت عنوان توجهات السياسة الخارجية الأميركية بعد الرئيس جورج بوش.

وكتب آيخنر أنه "ظهرت في هذه المداولات استنتاجات معاكسة للقلق الإسرائيلي وأنه لا يوجد سبب لقلق إسرائيل، سواء وصل أوباما إلى الرئاسة أو المرشح الجمهوري جون ماكين الأبيض. فمكانة إسرائيل واليهود في الرأي العام والكونغرس قوية جدا ولن يتم المس بها". كذلك جرى الاتفاق خلال المداولات على أن "أي إدارة أميركية جديدة ستركز انتباهها على العراق وإيران، وهما نقطتان ملتهبتان أكثر بكثير بالنسبة لها من الموضوع الفلسطيني. وكان التقدير في هذه المداولات أن أي إدارة ستفضل استنفاد المسار الدبلوماسي أمام إيران قبل أن تقرر توجيه ضربة عسكرية، وأوباما نفسه لا ينفي احتمالا كهذا في نهاية المطاف. واستعداده للحوار هو الذي سيمكنه من أن يبرّر، أمام أوروبا والعالم العربي، هجوما ضد إيران بحيث يكون بمثابة 'حاولنا كل شيء، ولا خيار آخر الآن'".

من جانبه رأى المحلل السياسي- العسكري في صحيفة معاريف، عوفر شيلَح، أن "الخطاب الصهيوني" الذي ألقاه أوباما أمس أمام "إيباك"، كان عملية "إعادة جمع بين من فضّل هيلاري كلينتون وقد يفضل ماكين" في انتخابات الرئاسة. وأشار شيلح إلى أن الذين حاول أوباما جذبهم لتأييده هم: نساء، وأشخاص من الطبقة الوسطى الدنيا "وبالتأكيد اليهود أيضا، الذين لا تقاس قوتهم السياسية والمالية والإعلامية بعدد المصوتين".

ولفت شيلح إلى أنه "من السهل أيضا التشكيك في مرشح للرئاسة التزم بصنع سلام يستند إلى دولة للشعبين وفي الوقت ذاته يصرح بأن القدس يجب أن تبقى موحدة تحت سيادة إسرائيل، في وقت يعرف فيه حتى قادة حكومة إسرائيل أن هذا لا يتماشى مع اتفاق إسرائيلي- فلسطيني".