إسرائيل ستعلن موقفها من التهدئة إذا ما ضمت حماس فصائل أخرى لها

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد - 27.4.2008، أن إسرائيل ستنتظر نتائج اجتماع، سيعقد الأربعاء المقبل، بين ممثلي حركة حماس والفصائل الأخرى في قطاع غزة، وخصوصا الجهاد الإسلامي، حول إمكانية انضمامها للتهدئة قبل أن تعلن نهائيا موقفها من هذه المبادرة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي قولها إنه في حال لم تنجح حماس في ضم الفصائل الصغيرة الأخرى في القطاع، وعلى رأسها الجهاد الإسلامي، للاتفاق، فإنه لا جدوى كبيرة من اتفاق التهدئة الذي تسعى مصر لتحقيقه في القطاع.


واعتبر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أنه من دون "لجم مطلق" لبقية الفصائل في القطاع، فإن إطلاق القذائف الصاروخية من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل سيتجدد بسرعة "مثلما حدث عدة مرات في الماضي وستنهار التهدئة". وبحسب هآرتس فإن إسرائيل ليست طرفا رسميا في اتفاق التهدئة بين حماس ومصر. لكن من الناحية الفعلية فإن مكتبي رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك، يتلقيان بصورة متواصلة معلومات حول وضع الاتصالات التي تجريها مصر مع حماس والفصائل الأخرى. وفي حال حصلت مصر على موافقة جميع الفصائل على التهدئة فإن وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، سيزور إسرائيل قريبا لاطلاع المسؤولين فيها على الاتفاق الذي تم التوصل إليه.

من جهة أخرى، اعتبر مراسلا هآرتس للشؤون العسكرية، عاموس هارئيل، وللشؤون الفلسطينية، أفي سخاروف، في تحليل مشترك نشراه اليوم، أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق تهدئة في القطاع، فإن من شأن ذلك أن يظهر فشل قيادة السلطة الفلسطينية، لأنها اختارت طريق المفاوضات، ونجاح نهج حماس، لأنها اختارت طريق المقاومة العسكرية. وأضاف الصحافيان أن إعلان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، في واشنطن أن محاولته لدفع المفاوضات السياسية مع إسرائيل قد فشلت "تدل إلى أي مدى خطير وصل وضع قيادة السلطة". واعتبرا أن "هذه الأقوال تعكس خوف قيادة فتح من أن تجعل التهدئة، بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، السلطة الفلسطينية ليست ذات علاقة مع الواقع على الأرض".


ورأى الكاتبان أنه في حال تحققت التهدئة وتوقف القتال في القطاع مقابل إزالة الحصار الإسرائيلي عليه "فإن ذلك قد يكون بنظر الرأي العام الفلسطيني دليلا على أن طريق حماس فقط يمكن أن تحقق نتائج: فقط بالعمليات وصواريخ القسام يمكن ابتزاز تنازلات من إسرائيل. فجهود السلطة الفلسطينية لدفع إدارة بوش إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل للتوصل إلى تسوية سياسية لم تحقق أية نتائج حتى الآن".

وأضافا أنه "في ظروف كهذه أصبح مضمونا تقريبا فوز حماس في كل معركة انتخابية ستجري في المستقبل في الأراضي الفلسطينية. وأبو مازن يدرك تماما لماذا عليه أن يكون قلقا. فحماس تدعي أن وقف إطلاق النار سيسري في المرحلة الأولى على القطاع، لكن بعد مرور نصف عام من الهدوء سيسري وقف إطلاق النار على الضفة أيضا. وهذا يعني أنه في حال موافقة إسرائيل على هذا المطلب- والأمر ما زال غير واضح- ستصبح السيطرة في الضفة بأيدي حماس. وإذا أثبتت حماس أنها قادرة على تحقيق وقف إطلاق نار متواصل في الضفة، وهي مهمة فشلت السلطة في إنجازها منذ سبع سنوات ونصف السنة، فإذا من يحتاج إلى ابو مازن؟ وبإمكان الموجودين في المقاطعة أن يبدؤوا برزم حاجياتهم".

من جهة أخرى حذر الكاتبان إسرائيل من الموافقة على طلب لحماس بأن لا ترد إسرائيل عسكريا في القطاع على عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الضفة أو داخل الخط الأخضر. وأضافا أنه في حال وافقت إسرائيل على هذا الطلب فإنه ستتزايد المحفزات لدى حماس لتنفيذ عمليات في الضفة "انطلاقا من الاعتقاد بأن إسرائيل ستوافق أيضا على وقف إطلاق نار في الضفة، في نهاية المطاف".

واعتبر هارئيل وسخاروف أن موافقة إسرائيل على رفع الحصار عن القطاع تشكل نقطة ضعف أخرى في اتفاق تهدئة محتمل، لأنه لا يشمل الجندي الأسير في القطاع غلعاد شاليت. "ومع رفع الحصار ستفقد إسرائيل وسيلة ضغط لدفع اتفاق تبادل أسرى قدما. وهذا قد يشكل تكرارا للقرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية، حيث تمت هناك التضحية بموضوع الجنديين الإسرائيليين المخطوفين لصالح إعادة الهدوء".