إسرائيل: سورية تحاول فرض مفاوضات علنية علينا

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

اعتبر مسؤولون سياسيون إسرائيليون كبار أن إعلان سورية عن تلقيها رسالة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، حول استعداده للانسحاب الكامل من هضبة الجولان، هو ليس أكثر من محاولة سورية لفرض مفاوضات علنية بينها وبين إسرائيل خلافا لرغبة الأخيرة بأن تكون المفاوضات سرية. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 24.4.2008، عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن "تسريب الرسالة التي نقلها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، باسم أولمرت للرئيس السوري، بشار الأسد، هي محاولة لفرض الشرط السوري على إسرائيل بفتح مفاوضات مكشوفة وعلنية، فيما تطلب إسرائيل إجراء هذه المفاوضات بصورة سرية".

ولم تنف إسرائيل وجود رسالة بعثها أولمرت إلى الاسد، بل أن يديعوت أحرونوت أكدت على أن إسرائيل وسورية تتبادلان الرسائل بواسطة مبعوثين منذ أكثر من نصف سنة، وبعد وقت قصير من تولي ايهود باراك وزارة الدفاع في صيف العام الماضي. وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل بعثت الرسائل لسورية عبر عدد من المبعوثين الدوليين. وتضمنت هذه الرسائل اسئلة طرحها أولمرت على الأسد. وسأل أولمرت الأسد "هل ستكون مستعدا، في إطار اتفاق سلام مع إسرائيل، أن تعزل حماس عن مصادر أسلحتها؟ وهل في إطار اتفاق سلام – يشمل انسحابا من الجولان – ستكون مستعدا لتبريد أو قطع العلاقات مع حزب الله والتوقف عن نقل ذخيرة له؟ وماذا بخصوص العلاقات مع إيران؟".

وبحسب المسؤولين السياسيين الإسرائيليين فإن السوريين اعتبروا الأسئلة الإسرائيلية شروطا وليست أسئلة لتلمس مواقف. وأضاف المسؤولون ذاتهم أن عرض السوريين للأمور على شكل "انسحاب من الجولان مقابل سلام كامل" هو تبسيط للأمور ولا يعكس الرسالة الإسرائيلية، التي وصفوها بأنها "معقدة أكثر ولا تشمل موضوع الانسحاب فقط وإنما تشمل شروطا أخرى تم عرضها على السوريين".

من جهة ثانية، وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن الإجابات السورية، بما فيها تلك التي وصلت إسرائيل مؤخرا، كان متشككة جدا فيما يتعلق "بمدى جدية الخطوات الإسرائيلية". وأضافوا أن سورية قالت إن المبعوثين لم يوضحوا ما الذي تقصده إسرائيل عندما تتحدث عن انسحاب من الجولان. كذلك أشارت الإجابات السورية إلى أن سورية مُطالبة بتوفير إجابات دقيقة على الأسئلة الإسرائيلية فيما المبعوثين الذين يحضرون الرسائل الإسرائيلية لسورية ليسو مخولين بالرد على الأسئلة السورية، الأمر الذي يمنع حدوث تقدم.

كذلك تحدثت سورية في رسائلها عن كونها مُهدَدة من جانب إسرائيل وأنه في الوقت الذي تطلق فيه إسرائيل تصريحات سلامية وأخرى لغرض التهدئة، فإنها من الجهة الأخرى هاجمت سورية مرتين، في إشارة إلى تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق قصر الأسد في اللاذقية وإلى قصف منشأة دير الزور في ايلول الماضي. وهذا الوضع يجعل سورية غير واثقة من التصريحات الإسرائيلية. وفي موضوع آخر ترى سورية أن مطالبة إسرائيل بفك حلفها مع إيران وحزب الله وحماس ليس واقعيا وأن سورية لا يمكنها قطع علاقاتها مع هذا المحور بصورة مباشرة وسريعة، إضافة إلى أن سورية لا تثق بالبدائل التي تعرضها إسرائيل.

من جهة أخرى أشار المراسل السياسي ليديعوت أحرونوت، شمعون شيفر، إلى أن إسرائيل وسورية لن تستأنفان المفاوضات بينهما إلا بعد دخول رئيس أميركي جديد إلى البيت الأبيض، مطلع العام المقبل، لتجري مفاوضات كهذه تحت رعاية الولايات المتحدة وبتمويلها.

وأضاف شيفر أن الوسطاء الأتراك أبلغوا إسرائيل بأن الأسد يدرك جيدا أن المفاوضات لن تستأنف قبل أن يوضح أن اتفاق سلام يُلزم سورية بإغلاق مقرات المنظمات الفلسطينية في دمشق ووقف دعم حزب الله وتبريد العلاقات مع إيران. وكتب شيفر أن "أولمرت والأسد يتبادلان رسائل لكنهما يعلمان أن الوساطة في هذه الأثناء لن تقود لزواج قريب".