كارتر في تلخيص جولته: الأسد "متلهف" لسلام مع إسرائيل

الرئيس الأميركي الأسبق يوجه انتقادات إلى الولايات المتحدة وإسرائيل جراء رفضهما إجراء مفاوضات مع حماس، ويؤكد: نعلم أن المشكلة ليست في التقائنا مع حماس والسوريين وإنما في عدم استعداد الحكومتين الأميركية والإسرائيلية للقاء معهما وانعدام الاستعداد للتحادث يجعل تحقيق السلام صعبًا

المشهد الإسرائيلي- خاص

قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر خلال خطاب تلخيصي لجولته الشرق أوسطية ألقاه أمام "المجلس الإسرائيلي للعلاقات الخارجية" في فندق الملك داوود في القدس أمس الاثنين- 21/4/2008 إن الرئيس السوري بشار الأسد "متلهف لسلام مع إسرائيل".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن كارتر قوله إن الأسد "يرى أن 85% من الخلافات بين سورية وإسرائيل قد تم حلها، وانطباعي هو أن الأسد جادّ في نواياه، وهو متلهف لإكمال المحادثات حول هضبة الجولان".

وعاد كارتر إلى إسرائيل مساء أول من أمس للمرة الثانية منذ الأسبوع الماضي بعد زيارة إلى سورية التقى خلالها مع الأسد ومع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل.

وقال كارتر خلال خطابه إن "الأسد قال لي إن المشكلة الرئيسية اليوم التي تعيق إجراء محادثات مباشرة بين سورية وإسرائيل هو إصرار الأخيرة على أن تجري المفاوضات بصورة سرية، بينما قال الأسد لي إن سورية تريد مفاوضات علنية".

وأضاف كارتر أن سورية وإسرائيل توصلتا إلى اتفاقات في قضايا الحدود والحقوق على المياه والمسائل الأمنية وتواجد القوة المتعددة الجنسيات في الجولان".

وشدد كارتر على أن "سورية مقتنعة بأن كل الخلافات قد تم حلها في الماضي والقضية الآن تنحصر في استئناف المحادثات والتوصل لاتفاق".

وقال إن سورية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بدور "أكبر" في المفاوضات بينها وبين إسرائيل وشدد على أن الولايات المتحدة برأيه يجب أن تقوم بدور أوسع في الاتصالات لتحقيق اتفاق سلام.

وأضاف كارتر أن الأسد أكد له أنه لا يعرف مصير الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد وأنه لا يعرف أيضا مكان وجود الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حزب الله، إلداد ريغف وإيهود غولدفاسير.

ويذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت قال في مقابلات صحافية نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي إنه يجري اتصالات عبر طرف ثالث مع الأسد وإنه "في المواضيع القائمة بيننا وبين السوريين هم يعرفون ما أريده منهم وأنا أعرف جيدا ماذا يريدون منا" لكنه رفض الإفصاح عن أي تفاصيل بشأن هذه الاتصالات.

من جهة أخرى قال كارتر خلال خطابه إن "حماس ستوافق على قيام دولة فلسطينية ضمن حدود العام 1967 وأشارت إلى أنه في حال توصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى اتفاق سلام مع إسرائيل وتم تطبيق عدد من الشروط، بينها إجراء استفتاء شعبي بين الفلسطينيين، فإنها لن تعمل ضد الاتفاق".

ووجه كارتر خلال خطابه انتقادات للولايات المتحدة وإسرائيل لرفضهما إجراء مفاوضات مع حماس، وقال "إننا نعرف أن عددا من لقاءاتنا مع حماس والسوريين تنظر إليها عدة جهات بصورة سلبية، وهدفنا كان فهم أطراف الصراع في الشرق الأوسط".

وتابع "إننا نعلم أن المشكلة ليست في التقائنا معهما وإنما في عدم استعداد الحكومتين الأميركية والإسرائيلية للقاء معهما وانعدام الاستعداد للتحادث يصعب تحقيق سلام".

وأضاف "أننا نشجع المفاوضات مع مصر على وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل وندفع حماس على العمل بحزم لتحقيق نتائج أنجح من مفاوضات".

لكن كارتر كشف عن أن حماس رفضت اقتراحا قدمه بخصوص وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة 30 يوما لأن حماس لا تثق بأن إسرائيل ستوقف هجماتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وهاجم كارتر إطلاق المسلحين الفلسطينيين في القطاع صواريخ القسام باتجاه جنوب إسرائيل، وقال إن "هذا عمل حقير وإرهابي من جانب حماس وقد قلت هذا لقادتهم، وأنا أفهم لماذا لا تعترف إسرائيل ودول أخرى بحماس، لكن تجاهل حماس وسورية لن يفيد".

من جهة أخرى، قال كارتر إنه منذ مؤتمر أنابوليس، الذي عقد في تشرين الثاني الماضي في الولايات المتحدة وخصص لإطلاق عملية السلام، "تدهورت اقتراحات السلام، فالحصار على غزة أصبح أشد ونشأ شعور باليأس لدى الفلسطينيين".

وأردف "لا يوجد تقدم في الناحية السياسية والغضب والعنف يتصاعدان في كلا الجانبين".

وقبل إلقائه خطابه، التقى كارتر نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيلي يشاي وقال إن حركة حماس مستعدة لعقد لقاء معه وأن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال إن حالة الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت، جيدة.

وأضاف كارتر، الذي التقى قبل ثلاثة أيام مع مشعل في دمشق قبل أن يعود إلى إسرائيل مجدداً، أن الأخير أبلغه بأن "حماس ترحب بمبادرة عقد لقاء لكننا لا نريد إهمال الوساطة المصرية، وإذا انتقلنا لمحادثات مع يشاي فإن هذا الأمر سيشكل رسالة مفادها أننا لسنا معنيين بالمسار المصري ونحن لسنا في مرحلة كهذه حتى الآن".

وأعرب يشاي خلال لقائه كارتر الأسبوع الماضي عن استعداده للقاء مشعل أو غيره من قيادة حماس للتفاوض في قضية شاليت كما أعرب عن استعداده للقاء قياديين في حزب الله لاستيضاح مصير الجنديين الأسيرين لدى الحزب غولدفاسير وريغف.

وفيما يتعلق بشاليت قال كارتر ليشاي إن مشعل مستعد لتمرير رسالة أخرى منه إلى عائلته.

وأشار كارتر خلال لقائه يشاي إلى أنه اجتمع السبت الماضي طوال سبع ساعات مع قيادة حماس في دمشق وبينها ساعتان تمحور الحديث خلالهما حول شاليت "وقادة حماس أكدوا أنه في حالة صحية جيدة جدا".

وأضاف كارتر أن حماس مستعدة لتسليم شاليت إلى مصر في إطار صفقة شاملة تتضمن عدة بنود في صلبها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وأردف أن حماس لا تعارض تسليم شاليت لمصر لكن الحركة تريد الحصول على مقابل لذلك.

وطلب كارتر من يشاي أن يزيد من مساهمته في قضية شاليت وحتى السفر إلى مصر لإجراء محادثات في هذه القضية.

يشار إلى أن يشاي هو أرفع مسؤول إسرائيلي التقى بكارتر فيما رفض رئيس الحكومة ايهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني الالتقاء به احتجاجا على لقائه مشعل وعلى وصف إسرائيل في كتابه الأخير بأنها دولة تمارس تفرقة عنصرية بحق الفلسطينيين.