اتفاق بين حكومة إسرائيل والمستوطنين: إخلاء بؤر في مقابل توسيع أخرى

المشهد الإسرائيلي- خاص

توصلت الحكومة الإسرائيلية ومجلس المستوطنات مؤخرا إلى اتفاق بينهما يقضي بإخلاء عدد قليل من البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية مقابل توسيع معظم البؤر الاستيطانية الأخرى البالغ عددها نحو 88 بؤرة. وقالت صحيفة معاريف، اليوم الأربعاء- 16.4.2008، إن المفاوضات بين الحكومة والمستوطنين يجريها مساعد وزير الدفاع للشؤون الاستيطانية، إيتان بروشي، ويشارك فيها ضباط في ما يسمى بـ"الإدارة المدنية" للضفة التابعة للجيش الإسرائيلي وقيادة الجبهة الوسطى للجيش.

ونقلت معاريف عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هذه المفاوضات تجري منذ بضعة شهور وأسفرت عن إخلاء بؤرة محاذية لمستوطنة "مافو حورون" بصورة سرية، أول من أمس الاثنين، وإنه "من الجائز إخلاء ثلاث بؤر أخرى خلال الأيام المقبلة". كذلك تم اطلاع مسؤولين أميركيين على هذه التطورات في محاولة إسرائيلية لتخفيف الضغوط والانتقادات على الحكومة. وبحسب المصادر الأمنية ذاتها فإنه سيتم إخلاء 26 بؤرة أو أقل من ذلك بقليل، بحيث يتم نقل بيوت متنقلة فيها إلى مستوطنات قريبة. لكن هذه المصادر أضافت أن من الجائز أن تصدّق الحكومة الإسرائيلية على قيام قسم من هذه البؤر وتحويلها إلى مستوطنات "شرعية". وسينقل الجيش الإسرائيلي بؤرة "ميغرون"، القريبة من رام الله، بأكملها من موقعها الحالي إلى مستوطنة "آدم" لتشكل البؤرة حيا جديدا من المستوطنة.

وكانت معاريف قد كشفت، أمس الثلاثاء، عن أن مستوطنين في البؤرة الاستيطانية القريبة من مستوطنة "مافو حورون" أخلوا أنفسهم طواعية وبصورة سرية بعد اتفاق بين وزارة الدفاع ومجلس المستوطنات، وذلك مقابل المصادقة على بناء حي جديد ومصنع في مستوطنة "مافو حورون"، وشمل هذا الاتفاق أيضا إقامة حي جديد آخر في مستوطنة "براخا" في منطقة نابلس في عمق الضفة. وقالت الصحيفة إن الاتفاق الشامل يقضي بإخلاء بؤر أخرى في مقابل أن توافق الحكومة الإسرائيلية على تحويل بؤر استيطانية عشوائية إلى مستوطنات "شرعية" بعد نقل مستوطنين إليها من بؤر استيطانية بعد إخلائها. وأضافت الصحيفة أن المستوطنين حصلوا في مقابل إخلاء عدد قليل من البؤر الاستيطانية على موافقة الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارها بتجميد البناء في مستوطنات الضفة.

وأخلت شاحنتان ست بيوت متنقلة و20 مستوطنا بصورة سرية من البؤرة، أول من أمس، لمنع وصول مستوطنين للمكان ومحاولة منع الإخلاء. ونقلت معاريف عن أحد المستوطنين الذين تم إخلاؤهم قوله "إننا نخجل بهذا الإخلاء، هذا كفر. لكن ثمة أهمية للتأكيد على أننا نفعل ذلك بألم كبير وبحزن وفقط لأن هذا الإخلاء سينقذ نقاطا (أي بؤرا) أخرى". وقال سكرتير مستوطنة "مافو حورون"، شالوم شمعون، "لقد قررنا التضحية بالبؤرة الاستيطانية، لكننا عمليا لم نتخلَ عن الأرض فهي ملك لنا وأخلينا المباني والناس فقط".

ويتعارض النشاط الاستيطاني الذي تمارسه حكومة إسرائيل والمستوطنون مع تعهدات رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في مؤتمر أنابوليس الدولي. كما يتعارض مع تعهد رئيس الحكومة السابق، أريئيل شارون، للإدارة الأميركية بإخلاء جميع البؤر الاستيطانية التي أقيمت بعد توليه الحكم في آذار 2001.

وأظهر تقرير المسؤولة السابقة في النيابة العامة الإسرائيلية، المحامية طاليا ساسون، حول البؤر الاستيطانية والذي أعدته بتكليف من شارون واعتمد على معطيات حول البؤر تسلمتها من الوزارات الإسرائيلية، أنه في مطلع العام 2005 كان هناك ما يزيد عن 100 بؤرة موجودة في الضفة، وأن قرابة خمسين منها أقيمت بعد تولي شارون الحكم. لكن الاتفاق الحالي بين وزارة الدفاع ومجلس المستوطنات يقضي بإخلاء 26 بؤرة استيطانية بادعاء أن هذه فقط "هي البؤر التي أقيمت بعد آذار 2001".