أولمرت يلوّح بعملية عسكرية ضد غزة

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، الفلسطينيين بتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، ولوّح مجددا بعملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة. واعتبر أولمرت في خطاب ألقاه مساء أمس، الثلاثاء- 4.6.2008، أمام مؤتمر المنظمات الأميركية اليهودية الداعمة لإسرائيل- إيباك- في واشنطن، أنه سيتعين على إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتخاذ قرارات صعبة قريبا.

ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن أولمرت، الذي يقوم بزيارة رسمية لواشنطن، حصل على الراحة لبضعة أيام من التحقيق معه بشبهة حصوله على رشى مالية، وانقلاب حزبه ضده من خلال الإجماع على انتخاب خليفة له يحل مكانه، وسط التأكيد أن نهايته السياسية أصبحت قريبة جدا. ورغم أن التقديرات الإسرائيلية تمنح أولمرت شهورا قليلة، في أحسن الأحوال، للبقاء في الحكم، إلا أنه أطلق تصريحات أمام مؤتمر "إيباك" وكأنه سيبقى رئيسا للحكومة لعدة سنوات مقبلة.

وقال أولمرت إن "القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تمنح فرصة نادرة للتوصل إلى اتفاق سلام. أبو مازن وحكومته يعترفان بحق إسرائيل في العيش بأمن وملتزمون مثلنا بالسلام. وأنا مقتنع بأننا موجودون في مفترق طرق مصيري وأنه يحظر إهدار هذه الفرصة. ومن الجائز أنه الآن، لأول مرة في التاريخ، بالإمكان التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين".

وأضاف أولمرت أن "إسرائيل دخلت العملية السياسية مع الفلسطينيين من خلال رغبة حقيقية بتقديم التنازلات المطلوبة منها. وسيطالب كلا الجانبين باتخاذ قرارات صعبة في المستقبل القريب، وأنا مقتنع أن الشعب في إسرائيل وقيادته مستعدون لذلك وآمل بأنه عندما يحين الوقت، ستستجيب القيادة الفلسطينية أيضا للتحدي".

من جهة أخرى تطرق أولمرت إلى الوضع في قطاع غزة ورأى أنه "ينبغي التمييز بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في القطاع. إسرائيل لن تجري مفاوضات مع حماس أبدا، طالما ترفض الاعتراف بالمبادئ التي وضعها المجتمع الدولي وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل". وأردف "الوضع عند الحدود الجنوبية لإسرائيل غير محتمل. فعشرات آلاف المواطنين الإسرائيليين يعيشون واقعا يوميا من الخوف والقلق ويرزحون تحت إطلاق الصواريخ. لا نريد أن نرى سكان غزة يعانون لكن لا يتوجب التوقع منا أن نستسلم لوضع، ما كانت أي دولة أخرى ستوافق على أن تعاني منه".

ومضى أولمرت قائلا "أريد أن أسألكم: ماذا كنتم تفعلون لو أن إحدى مدنكم تتعرض للقصف من صاروخ واحد، وحتى لو أن الحديث ليس عن قصف يومي؟ إسرائيل لن ترتدع من تنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة عندما نصل إلى النتيجة بأن هذه أفضل طريق لتحقيق الهدوء عند حدودنا الجنوبية".

وأضاف أولمرت "حقيقة أن عملية عسكرية كهذه لم يتم تنفيذها حتى الآن لا ترمز إلى أننا لا ننفذ عمليات عسكرية. وأنا آمل أن يثمر الحوار مع الفلسطينيين عن اتفاق يثبت للجمهور الفلسطيني كله بأن ثمة بديلا للعنف".