المشهد الإسرائيلي- خاص:
ذكر تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس- 3.4.2008، أن هناك تقاربا بينه وبين إسرائيل وأن وتيرة التعاون بينهما تزايدت كثيرا خلال العام الفائت- 2007 خاصة في مجالي التعاون الاقتصادي و"محاربة الإرهاب". وصدر هذا التقرير السنوي عن المفوضية الأوروبية لتطبيق سياسة الجوار الأوروبية، التي تدقق في التقدم السنوي لعلاقاتها مع إسرائيل في مجالات عدة بينها، السياسة والثقافة والصحة والقضاء والاقتصاد وغير ذلك. ويأتي هذا التقدم على اثر اتفاقيات وقعها الجانبان خلال السنوات الأخيرة وعلى رأسها اتفاق الشراكة وخطط العمل في إطار سياسة الجوار الأوروبية.
وجاء في التقرير أن "سياسة الجوار الأوروبية لعبت دورا واضحا وكانت دافعا لتطور علاقات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل وشكلت خطة العمل رافعة لتطور وتعميق التعاون بصورة أكبر في العديد من المجالات، بدءا من الحوار السياسي المتنامي وحتى ضلوع إسرائيل في عدة مبادرات للاتحاد الأوروبي".
ووفقا للتقرير فإن أحد المجالات المركزية التي يتعاون فيها الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بصورة متزايدة كان "محاربة الإرهاب". ويبرز هذا التعاون من خلال أيام دراسية مشتركة بين الجانبين إضافة إلى عمل مشترك في هذا المجال في أطر دولية. وأشار التقرير إلى أن أحد هذه الايام الدراسية كان تحت عنوان "التطرف وتجنيد إرهابيين- تحليل ومواجهة" وعُقد في شهر حزيران الماضي.
ويجري التعاون أيضا في المجال العلمي - التكنولوجي الذي يمنح الباحثين والجامعات والشركات من إسرائيل إمكانية المشاركة في برامج أبحاث أوروبية. وبحسب التقرير فإن باحثين من إسرائيل قدموا ما يزيد عن 1300 اقتراح تمت المصادقة على 267 منها وحظيت بتمويل بمبلغ 51 مليون يورو. إضافة إلى ذلك تشارك إسرائيل في برنامج أوروبي لتوجيه الأقمار الاصطناعية ويحمل اسم "غاليليو".
كذلك تعزز تعاون الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في مجالات أخرى مثل تطوير المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق في مجال المواصلات الجوية. كما لا تزال المفاوضات مستمرة بين الجانبين حول التجارة بالمنتوجات الزراعية ومنتوجات الأسماك.
وفي المجال السياسي اشار التقرير إلى أن برنامج العمل بين الجانبين عمق الحوار بينهما وخصوصا فيما يتعلق باحتمالات التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال التقرير إن "أي تناول للعلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل فيما يتعلق ببرنامج العمل في إطار سياسة الجوار الأوروبية يجب أن يأخذ بالاعتبار الصراع الإسرائيلي- العربي المتواصل والتطورات السياسية في الشرق الأوسط".
وانتقد التقرير سياسة إسرائيل تجاه الأقلية العربية وخاصة التمييز ضد المواطنين العرب البدو في النقب فيما يتعلق بهدم بيوتهم واستمرار عدم الاعتراف بعدد كبير من قراهم. وتطرق أيضا إلى التمييز ضد جهاز التعليم العربي مقارنة مع جهاز التعليم اليهودي.
وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة انتقد التقرير الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع. كما انتقد استمرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية واستمرار وجود الحواجز العسكرية في الضفة، وأشار إلى أن عدد هذه الحواجز قد تزايد.
