أميركا وإسرائيل قررتا مقاطعة مؤتمر ديربان لمناهضة العنصرية

المشهد الإسرائيلي- خاص

أفادت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة- 4.4.2008، أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتخذتا قرارا مشتركا بمقاطعة مؤتمر الأمم المتحدة الثاني لمناهضة العنصرية الذي سيعقد في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا في النصف الأول من العام 2009 المقبل. ويأتي قرار المقاطعة على اثر التوقعات في إسرائيل بأن المؤتمر سيركز على خروقات إسرائيل في مجال حقوق الإنسان، مثلما حصل في مؤتمر ديربان الأول الذي عقد في العام 2001.

وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قد أعلنت قبل نحو الشهر أن إسرائيل ستقاطع مؤتمر ديربان الثاني. وقالت هآرتس إنه يتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن مقاطعة هذا المؤتمر أيضا وذلك في أعقاب تنسيق مع إسرائيل، وسيتم هذا الإعلان من خلال بيان أميركي رسمي.


ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن قرار مقاطعة المؤتمر اتخذ قبل بضعة أسابيع وفي أعقاب مداولات أجراها مسؤولون في وزارتي الخارجية الأميركية والإسرائيلية. كذلك فإن ليفني ونظيرتها الأميركية، كوندوليزا رايس، بحثتا هذا الموضوع واتفق الجانبان على موقف مشترك وتعهد الأميركيون بنشر بيان يتضمن لهجة مشابهة لإعلان ليفني التي قالت إن "المؤتمر سيتحول إلى تظاهرة تهجمات ضد إسرائيل".

لكن إسرائيل والولايات المتحدة أبقيتا الباب مفتوحا لإمكان المشاركة في المؤتمر، لدى اشتراطهما لحصول على تعهد من منظمي المؤتمر بأن لن يكون مثل المؤتمر الأول الذي كان الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني في مركز مداولاته. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه في حال تلقي إسرائيل تعهدا كهذا فإنها ستعيد النظر في قرارها مقاطعة المؤتمر، لافتا إلى أن ممثلين من كوبا وإيران وكوريا الشمالية أعضاء في اللجنة المنظمة للمؤتمر.

وتخشى إسرائيل من تكرار محاولة منظمات حقوق إنسان ودول عربية صياغة بيان نهائي للمؤتمر مثلما حصل في المؤتمر الأول، الذي عقد في أيلول 2001. عندها جرت المطالبة ببيان ختامي يشدد على أن إسرائيل هي دولة عنصرية وأن الصهيونية هي حركة عنصرية وأن محرقة اليهود في أوروبا لم تكن حدثا استثنائيا وإنما هي حدث مشابه لأحداث أخرى وقعت في التاريخ وأن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية هو في الواقع عملية تطهير عرقي ضد الفلسطينيين، وأن إسرائيل ولدت بالخطيئة وتنفذ إبادة شعب بحق الفلسطينيين. وعلى اثر ذلك انسحب ممثلو إسرائيل والولايات المتحدة من المؤتمر قبل أربعة أيام على نهايته. لكن في نهاية المطاف تم نشر بيان ختامي اقترحته جنوب افريقيا بدعم من الاتحاد الأوروبي، لم يذكر إسرائيل سوى في تعبير المؤتمر عن "قلق من ضائقة الشعب الفلسطيني الخاضع لاحتلال".

وقالت هآرتس إنه بعد الإعلان عن عقد مؤتمر ديربان الثاني بدأت إسرائيل ومنظمات يهودية في العالم بحملات دبلوماسية وإعلامية ضد المؤتمر، نجم عنها إعلان كندا أنها لن تحضر المؤتمر، فيما تعمل إسرائيل على إقناع دول أخرى بعدم حضور المؤتمر، أو اشتراط حضورها بامتناع المؤتمر عن إدانة ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين.