هآرتس: الجيش الإسرائيلي غير مستعد لتنفيذ عملية برية متواصلة في قطاع غزة

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

قالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء- 4/3/2008، إن الجيش الإسرائيلي غير مستعد بعد لتنفيذ عملية عسكرية برية متواصلة في قطاع غزة. وأوضحت الصحيفة أن جولة في جنوب إسرائيل، الذي تعرض لقصف القذائف الصاروخية التي يتم إطلاقها من القطاع، وفي مواقع سقوط صواريخ القسام في مدينة سديروت "تكشف الفجوة الكبيرة بين تصريحات القيادة السياسية (في إسرائيل) والتغطية الإعلامية الواسعة لها وبين الواقع الميداني".

وتابعت هآرتس أنه في الوقت الذي يتنافس فيه السياسيون الإسرائيليون في إطلاق تصريحات منفلتة حول المصير المر الذي ستتعرض له غزة بنيران الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الجيش ما زال غير مستعد لعملية عسكرية برية واسعة في مناطق القطاع. كذلك فإنه لا يوجد تناسب بين تصريحات المتحدثين والمستشارين الإعلاميين الإسرائيليين الذين "يكثرون من تنقيط الصحافيين برسائل مفادها أن الوضع الحالي هو حالة حرب أو أشبه بحرب" وبين الوضع الميداني الذي "يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يركز منذ فجر أمس على الغارات الجوية" وذلك بعد انسحاب القوات البرية الإسرائيلية من قطاع غزة بعد تنفيذ عملية "شتاء حار".


ولفتت الصحيفة أيضا إلى أن حجم القوات الإسرائيلية حول قطاع غزة لا يسمح في الوقت الحالي بتوغل بري متواصل لكن على الرغم من ذلك فإن "الانطباع" هو أن الجيش الإسرائيلي يستعد لشن عملية عسكرية واسعة ومتواصلة في القطاع.

ووصفت هآرتس الهجوم العسكري الإسرائيلي الأخير على القطاع بأنه كان "احتكاكا مكثفا في منطقة ضيقة نسبيا، سقط خلاله قتلى وجرحى كثيرون في صفوف الفلسطينيين.... ولم يكن مفاجئا أنه رافق انسحاب القوات الإسرائيلية (أمس) إطلاق حماس صواريخ قسام وغراد" في إشارة إلى أن العملية العسكرية "شتاء حار" لم تحقق شيئا.


وقالت هآرتس إن هناك سببين لاتخاذ القيادة الإسرائيلية قرارا بوقف العملية العسكرية التي نفذتها قوات لواء غفعاتي. الأول عسكري ويتعلق بادعاء الجيش أن العملية العسكرية البرية استنفدت نفسها فيما السبب الثاني كان سياسيا ويتعلق بزيارة وزير الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل اليوم، "إذ ليس مريحا للأميركيين نشر صور مواطنين قتلى في أثناء زيارة رايس التي قدمت لدفع مبادرة أنابوليس إلى أمام".


وأضافت أن الحكومة والجيش الإسرائيليين لم ينسقا توقعاتهما بعد حيال أهداف العمليات العسكرية في القطاع، لا الحالية ولا اللاحقة التي قد تكون أوسع، لكن يتوقع أن يبحث اجتماع الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية في ذلك غدا الأربعاء.

هذا وانعكس تناقض آخر في وجهات النظر في التصريحات العلنية لوزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي يتحدث عن مجموعة أهداف للعمليات العسكرية في القطاع ومنها "إضعاف حكم حماس وربما حتى إسقاطه"، فيما لا يوجد توافق في القيادتين السياسية والعسكرية حول ما إذا كان إسقاط حماس هو هدف مرغوب فيه وما يتوجب، أو بالإمكان، فعله في غزة في أعقاب ذلك.


وهناك قسم من ضباط الجيش الإسرائيلي الذين يعتقدون بأنه "تم إهدار فرصة" وأن كان يتوجب استغلال إطلاق صواريخ غراد باتجاه مدينة عسقلان لشن عملية عسكرية برية واسعة في القطاع.

ورأت هآرتس أن إسرائيل موجودة في موقع متدن من الناحية الإعلامية مقارنة مع الإعلام العربي الذي يظهر معاناة الفلسطينيين جراء الغارات الإسرائيلية، مؤكدة في الوقت ذاته على أنه بات واضحًا للجميع أن جميع العمليات التي نفذتها إسرائيل حتى الآن لم تؤد إلى وقف إطلاق القذائف الصاروخية.

وقالت هآرتس إن "قسما من سكان النقب يخشون خصوصا من أن أنهم عندما يهاجم الجيش الإسرائيلي القطاع يصبحون أكثر عرضة للصواريخ، فيما عندما ينسحب الجيش يقل عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من القطاع".

وأخيرًا تتحسب إسرائيل من أن تؤدي مشاهد القتلى والجرحى الفلسطينيين في القطاع إلى إشعال انتفاضة شعبية في الضفة الغربية.

Terms used:

هآرتس, باراك