خمسة وسبعون بالمئة من يهود إسرائيل يؤيدون ترحيل المواطنين العرب إلى الدولة الفلسطينية

الاستطلاع أجرته قناة الكنيست التلفزيونية بادعاء أن "الموضوع مطروح على الأجندة العامة السياسية" * غالبية اليهود تؤكد أن حق المواطنين العرب بالبقاء في بيوتهم ليس أمرا مفروغا منه

المشهد الإسرائيلي- خاص:

أظهر استطلاع أجرته قناة الكنيست التلفزيونية ونشرته اليوم الاثنين- 31/3/2008 أن 75% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون ترحيل المواطنين العرب إلى الدولة الفلسطينية في إطار اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين. وأجرى الاستطلاع معهد الأبحاث "بانيلس" الذي استطلع آراء 668 شخصا يمثلون عينة من الجمهور اليهودي في إسرائيل ولا تتعدى نسبة الخطأ فيه 3.7%.

وسأل معدو الاستطلاع المشاركين فيه فيما إذا كان ثمة مبرر للمطالبة بترحيل المواطنين العرب في إسرائيل إلى مناطق الدولة الفلسطينية، عندما تقوم في إطار اتفاق يقود لقيامها، وأجاب 25% منهم فقط بأنهم يرفضون هذه الفكرة على الإطلاق.

ومن بين ال75% الذين يؤيدون ترحيل العرب اعتبر 28% أنه يتوجب ترحيل كل العرب في إسرائيل فيما قال 19% إنهم يؤيدون ترحيل العرب الذي يقطنون في منطقة المثلث بينما قال 28% إنه يتوجب تنفيذ الترحيل على أساس مدى الولاء أو عدم الولاء لإسرائيل.

واعتبر 50% من المستطلعين أن المواطنين العرب يتماثلون قبل كل شيء مع القومية الفلسطينية وبعد ذلك يعرفون أنفسهم على أنهم "إسرائيليون". فيما قال 40% إن مواطني إسرائيل العرب يتماثلون مع القومية الفلسطينية فقط، وقال واحد بالمئة من المستطلعين إنهم يعتقدون أن العرب مواطني إسرائيل يتماثلون فقط مع "الوطنية الإسرائيلية".

وقال غالبية اليهود إن حق المواطنين العرب بالبقاء في بيوتهم ليس أمرا مفروغا منه، ورغم ذلك إلا أن 52% اعتبروا أن السلطات الإسرائيلية لا تميز ضد العرب فيما قال 43% إن السلطات تميز ضد العرب.

من جانبه عبر النائب في الكنيست محمد بركة عن غضبه من قيام قناة الكنيست بالمبادرة إلى استطلاع كهذا ومطالبة الجمهور في إسرائيل بالتعبير عن رأيه حيال ترحيل العرب عن وطنهم. لكن مدير عام قناة الكنيست، أوري باز، اعتبر أن "الموضوع مطروح على الأجندة العامة السياسية".

وفعلا تطرح أحزاب في اليمين المتطرف الإسرائيلي، مثل "إسرائيل بيتنا" و"الوحدة القومية- المفدال"، إضافة إلى حركات يمينية غير برلمانية، موضوع ترحيل العرب من البلاد ضمن برامجها السياسية التي تخوض على أساسها الانتخابات العامة.

وفي خطاب له أمام الهيئة العامة للكنيست، عقب النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، على نتائج الاستطلاع قائلا: "لن تستطيعوا ترحيلنا مهما يكلف الثمن! وسنقاوم التهجير بكل الوسائل". وثارت جوقة اليمين في الكنيست وقاطعوا بصراخ "أنت تهدد" و"ماذا ستفعلون" و"ما هي كل الوسائل". فرد عليهم زحالقة: "قد تستطيعون قتلنا لكن لن تستطيعوا ترحيلنا. لقد مر شعبنا بنكبة 48، وهو يفضل الموت على اقتلاعه من وطنه. نحن نفضل أن نموت على أن نرحل".

وقال زحالقة: "إن رائحة العنصرية تفوح من مجرد طرح السؤال حول تهجير المواطنين الفلسطينيين من المثلت والجليل والنقب. عليكم أن تعرفوا أننا لم نأت الى إسرائيل بل هي التي أتت الينا. نحن أهل البلاد الأصليين ونستمد شرعية وجودنا من انتمائنا للوطن وليس من المواطنة الإسرائيلية." وأضاف زحالقة: "نتائج الاستطلاع هي دليل إضافي على استفحال العنصرية، التي تغذيها حملات التحريض الأرعن ضد كل ما هو عربي".