المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله لم تتوقف

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله بوساطة الأمم المتحدة حول صفقة تبادل أسرى لم تتوقف على الرغم من اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية واتهام المنظمة اللبنانية إسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال. وأضافت هذه المصادر إن إسرائيل قد توافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل معلومات يسلمها حزب الله حول مصير الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لديه، إلداد ريغف وايهود غولدفاسر.

ونقلت صحيفة هآرتس اليوم الاثنين (24/3/2008) عن المصادر الأمنية الإسرائيلية ذاتها قولها إنه على الرغم من استمرار المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى إلا أن تقدمها بطيء. وذكرت المصادر الأمنية أيضا أن قيادة حركة حماس تعرقل تقدم المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى يتم من خلالها إطلاق الجندي الإسرائيلي الاسير في قطاع غزة غلعاد شاليت بسبب خلافات داخل حماس.


وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن إسرائيل تدرس احتمال إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجونها مقابل إشارة من الجنديين الأسيرين لدى حزب الله تدل على أنهما ما زالا على قيد الحياة.

وكانت إسرائيل قد رفضت حتى الآن طلب حزب الله بأن تشمل صفقة تبادل أسرى معه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وبعد تغيّر الموقف الإسرائيلي في هذا السياق فإن حزب الله يطالب بإطلاق سراح أسرى لبنانيين وفلسطينيين قبل أن يزود إسرائيل بإشارة تدل على وجود الجنديين على قيد الحياة.

وقالت هآرتس إن التقديرات الإسرائيلية الرسمية تفيد بأن الأسيرين لدى حزب الله ما زالا على قيد الحياة رغم تأكيد التحقيقات على أنهما أصيبا خلال عملية الأسر التي وقعت في 12 تموز من سنة 2006 والتي قتل فيها ثلاثة من الجنود الذين رافقوا دورية ريغف وغولدفاسر. لكن تقريرا لخبراء عسكريين إسرائيليين بعد تحقيق تم إجراؤه في أعقاب هجوم حزب الله، أظهر أن أحد الجنديين أصيب بجروح حرجة واحتاج لعلاج طبي فوري فيما أصيب الآخر بجروح خطرة، ولذلك فإن هذا التقرير يقدر أن أحد الجنديين على الأقل قد قتل.

وتجري الاتصالات بين إسرائيل وحزب الله بوساطة ضابط استخبارات ألماني يعمل في هذه القضية من قبل الأمم المتحدة. وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فإن إسرائيل وحزب الله يمرران فيما بينهما رسائل وأفكارا للتوصل إلى صفقة، لكن هذه الاتصالات تجري ببطء بسبب إصرار حزب الله على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين إلى جانب أسرى لبنانيين على رأسهم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار المسجون في إسرائيل منذ سنة 1979 وأيضا الأسير اللبناني نسيم نصار، وهو يهودي اعتنق الإسلام وأدانته إسرائيل بتهمة التجسس.

وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، يعرقل الاتصالات حول صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس والتي تجري بوساطة مصرية. وأضافت هذه المصادر أن إسرائيل تنتظر منذ أكثر من شهر أن تمرر حماس قائمة جديدة باسماء أسرى تطالب حماس بإطلاق سراحهم. ورفضت إسرائيل قائمة سابقة بأسماء أسرى بادعاء أنهم شاركوا وخططوا لتنفيذ عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية وتعتبر أن "أيديهم ملطخة بالدماء". وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن تأخر تمرير قائمة أسماء جديدة مرده إلى وجود خلافات داخل حماس خصوصا بين مشعل وقائد الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة، أحمد الجعبري.


وبحسب الادعاءات الإسرائيلية فإن هناك سببا آخر لتأخر التوصل لصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس بوساطة وزير المخابرات المصرية، عمر سليمان، يعود إلى أن سليمان أوضح للجانب الإسرائيلي بأنه قبل إبرام صفقة تبادل أسرى يتوجب أولا التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة تكف بموجبه حماس والفصائل الفلسطينية عن إطلاق صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل وفي المقابل تتوقف إسرائيل عن تنفيذ عمليات عسكرية في القطاع. كذلك تطالب مصر بأن تتفق حركتا فتح وحماس على تشغيل المعابر في القطاع قبل إبرام صفقة أسرى. وقالت المصادر الأمنية إن إسرائيل تطالب بإجراء مفاوضات موازية في المسارات الثلاثة، صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وفتح معابر القطاع.

Terms used:

هآرتس