باراك يدعو الإسرائيليين إلى الاحتراس وعدم الاستخفاف بتهديدات حزب الله

"المشهد الإسرائيلي"- خاص

دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، المواطنين الإسرائيليين إلى الاحتراس وعدم الاستخفاف بتهديدات حزب الله بتنفيذ هجمات مع حلول ذكرى الاربعين على اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن باراك قوله، خلال جولة قام بها إلى حاجز ترقوميا العسكري في جنوب الضفة الغربية، اليوم الاثنين- 24/3/2008، إنه "لا يتوجب الاستخفاف بالتهديدات في أعقاب يوم الأربعين على تصفية عماد مغنية وعلى الإسرائيليين الاحتراس".

وقال باراك إن إسرائيل "تواجه فترة حساسة مع مخاطر متزايدة لكن جهاز الأمن سيتجاوزها".

ورفعت أجهزة الأمن الإسرائيلية منذ منتصف الأسبوع الماضي حالة الاستنفار في صفوف قواتها إلى الدرجة "ج"، وهي درجة واحدة قبل حالة الطوارئ، وفرضت طوقا أمنيا مشددا على الأراضي الفلسطينية تحسبا من دخول مسلحين من الضفة الغربية إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات انتقاما على اغتيال مغنية.

عن الوضع في غزة: وتطرق باراك إلى الوضع في قطاع غزة والأنباء حول التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وحماس، يتوقف خلالها إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل مقابل توقف إسرائيل عن شن عمليات عسكرية في القطاع. وقال باراك إن "إسرائيل ستستمر في توجيه ضربات لإرهاب حماس في كل مكان تكون فيه حاجة لتنفيذ ذلك، وفي حال نشأ وضع يتوقف فيه إطلاق القذائف الصاروخية ويتوقف النشاط الإرهابي ضد إسرائيل وتهريب القذائف الصاروخية إلى القطاع، عندها سيتم فتح الطريق أمام واقع جديد. لكن لأسفي ما زلنا بعيدين عن ذلك". وأضاف باراك أن إسرائيل ستحاول تخفيف الإجراءات عند الحواجز العسكرية الإسرائيلية لتسهيل عبور رجال أعمال وافراد أجهزة أمنية خاضعة للسلطة الفلسطينية.

من جهة ثانية نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم عن مصادر عسكرية إسرائيلية تعبيرها عن قناعتها بأن حزب الله سينفذ عمليات انتقاما لاغتيال مغنية، لكن ليس في الأيام القريبة المقبلة. وأضافت المصادر العسكرية أن عملية انتقامية ينفذها حزب الله، داخل إسرائيل أو خارجها، من شأنها أن تجدد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان.

ويتحسب جهاز الأمن الإسرائيلي من عمليات قد تتم بعدة أشكال، بينها أسر جنود عند الحدود أو محاولة التعرض لضباط كبار في قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أو تسلل مقاتلين من حزب الله إلى بلدة في شمال إسرائيل أو التسلل إلى منشأة إستراتيجية كما أن هناك احتمالات أخرى. ورفعت قيادة الجبهة الشمالية الإسرائيلية حالة استنفار قواتها في شمال إسرائيل وخصوصا عند منطقة الشريط الحدودي مع لبنان.

وبحسب تقديرات المصادر العسكرية الإسرائيلية فإن حزب الله يواجه حاليا وضعا معقدا، فمن جهة هو محرج جدا بعد اغتيال مغنية وتضييق حرية تنقل مقاتليه فيما من الجهة الأخرى ما زال يملك القدرة على تنفيذ عمليات تماما كما في الماضي. لكن المصادر ذاتها أشارت إلى أن "مستوى الردع" الإسرائيلي مقابل سورية ولبنان هو الذي يمنع حزب الله من تنفيذ خطوة متسرعة.

وأضافت التقديرات العسكرية الإسرائيلية أن حزب الله يأخذ بالحسبان عدم التسبب في دهورة المنطقة إلى حرب في أعقاب عملية قد ينفذها انتقاما لمغنية. وتنطلق هذه التقديرات الإسرائيلية من أنه لا توجد أي نية لدى حزب الله، في الظروف الحالية السائدة في لبنان، لأن "يدفع إسرائيل مرة أخرى لضرب تجمعات سكنية خصوصا بين الشيعة في لبنان والمس بالمصالح العسكرية والاقتصادية لحزب الله وإيران في جنوب لبنان".