اتهام نتنياهو بالبذخ وصرف مبالغ طائلة خلال جولة دعائية في لندن

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

قال أعضاء في لجنة الآداب التابعة للكنيست إنهم يشتبهون بأن رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، خالف قواعد الآداب، بعدما كشفت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، في نهاية الأسبوع الماضي، عن قيامه بالبذخ وصرف مبالغ طائلة نسبيا خلال إقامته في العاصمة البريطانية، لندن، لمدة أسبوع واحد في إطار بعثة إعلامية خلال حرب لبنان الثانية في شهر آب من سنة 2006.

وأضاف أعضاء لجنة الآداب أنهم يشتبهون بأن نتنياهو حصل على هدية بصورة مخالفة لقواعد الآداب مع تأكيد رجل الأعمال، جوشوا راو، وهو أحد قادة المنظمات اليهودية في بريطانيا، على تمويل رحلة نتنياهو وزوجته إلى لندن، وكل ذلك من دون إبلاغ لجنة الآداب البرلمانية.

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد كشفت، في تحقيق أجراه مراسلها السياسي، رفيف دروكر، عن أن نتنياهو صرف خلال رحلته الإعلامية في لندن أكثر من 131 ألف شيكل [نحو 38 ألف دولار] بتمويل من منظمة يهودية بريطانية تابعة لرجل أعمال بريطاني. لكن القناة العاشرة وصحيفة هآرتس نقلتا عن راو قوله إنه موّل رحلة نتنياهو وزوجته من جيبه الخاص بعدما تمت دعوة نتنياهو من جانب "الجالية اليهودية في بريطانيا".

وسارع نتنياهو، أمس الأحد- 16/3/2008، إلى تقديم دعوى قذف وتشهير ضد القناة العاشرة، التي وصف تقريرها أن الزوجين نتنياهو بذرا أموالا كبيرة وبصورة تنطوي على شراهة، فيما قال نتنياهو في دعواه إن هذه كانت رحلة عمل تتلاءم مع مكانته ومع مستوى اللقاءات التي عقدها. وذكر نتنياهو في الدعوى اسم رجل الأعمال راو.

وقال أعضاء في لجنة الآداب التابعة للكنيست إن اللجنة لم تبحث أبدا في رحلة الزوجين نتنياهو إلى لندن لأن نتنياهو نفسه لم يطلب ذلك، علما أن قواعد الآداب تلزم أعضاء الكنيست بالحصول على مصادقة اللجنة لرحلة من هذا النوع، لأنه تمولها جهات خارجية، وفي هذه الحالة رجل الأعمال راو ومنظمة "البوندز". كذلك فإن زوجة نتنياهو سافرت هي الأخرى على حساب الممولين فيما كانت لجنة الآداب قد أقرت في سنة 2002 منع انضمام زوجات أعضاء الكنيست لرحلات إلى خارج البلاد على حساب الجهة الداعية، لأن ذلك بمثابة هدية محظورة.

من جانبه قال راو إنه شخصيا دعا نتنياهو باسم المنظمات اليهودية في بريطانيا، لكنه اعترف بأنه لم يدعُ زوجة نتنياهو. وأضاف راو "لقد هاتفت نتنياهو، بالتنسيق مع الجالية اليهودية، وحدثته عن صورة إسرائيل في وسائل الإعلام (خلال الحرب). وقال نتنياهو إن لديه تصريحا من الكنيست وإنه قادم". ونفى راو اتهامات بأنه كانت هناك مصالح تجارية من وراء زيارة نتنياهو للندن. وقال "إذا كانت هناك تلميحات بأن الممول، أي أنا، حصل على امتيازات من هذه الزيارة فهي ليست صحيحة بتاتا. ولم تكن لي أبدا أي علاقة تجارية مع نتنياهو، ولم أطلب أبدا وساطة مثلما يقولون في إسرائيل". وتابع راو أن "نتنياهو أجرى مقابلات صحافية مع شبكتي تلفزيون سي. إن. إن. وسكاي نيوز وغيرهما وظهر ليل نهار في استديوهات الأخبار وفي موازاة ذلك جمع تبرعات لمنظمة البوندز".

وقال راو أيضا إن السفارة الإسرائيلية في لندن هي التي اختارت لنتنياهو الفندق والغرفة الفاخرة اللذين نزل فيهما، وإنه دفع الحساب النهائي، فيما غطت "البوندز" ثلث التكاليف كما أن نتنياهو أعاد لراو مصاريف شخصية بمبلغ 1500 جنيه استرليني.

نتنياهو: "ملاحقة سياسية تهدف لمنع عودتي إلى السلطة"!

واعتبر نتنياهو أن الكشف عن هذه القضية يعتبر "ملاحقة سياسية لأنهم لا يريدون أن أعود إلى القيادة" في إشارة إلى كرسي رئاسة الحكومة. وقال إن "مكوثي في لندن لم يكلف إسرائيل ولو حتى شيكلا واحدا والمصاريف الشخصية دفعتها من جيبي".

وأضاف أن "التقرير الذي بثته القناة العاشرة مليء بالأكاذيب والتشويه المنهجي وهدفه المس بالليكود من خلال المس بي. وخلال الرحلة عملت من أجل دولة إسرائيل من الصباح حتى المساء، وقد أدليت بمقابلات وعقدت لقاءات مع صحافيين ومحررين ومسؤولين بهدف صد الدعاية العربية".

من جهة أخرى أعلن عضو الكنيست يوئيل حسون، من حزب كديما، أنه يعتزم التوجه برسالة إلى المستشار القضائي للحكومة، مناحيم مزوز، ومطالبته بفتح تحقيق ضد نتنياهو لاستيضاح تفصيلات القضية. وأضاف حسون أنه تظهر من التحقيق الصحافي "شبهات كبيرة تتعلق بتنفيذ نتنياهو مخالفات في رحلتين برفقة زوجته" في إشارة إلى الرحلة إلى لندن في أثناء الحرب، وإلى رحلة أخرى قبل ذلك عندما كان يشغل منصب وزير المالية في حكومة أريئيل شارون الثانية.

وأضاف حسون أن "قانون الهدايا المعروف جيدا لنتنياهو من ورطة سابقة، يحظر على مسؤول، إن كان وزير مالية أو رئيس معارضة، الحصول على هدايا على شكل مصاريف أو امتيازات أخرى من جهات خاصة. ويظهر مما نشر وجود شبهات كبيرة بأن نتنياهو لم يتعلم الدرس من تلك القضية في ماضيه"، في إشارة إلى قيام نتنياهو وزوجته بأخذ هدايا وصلته عندما كان يتولى منصب رئيس الحكومة، رغم أنها تعتبر هدايا تابعة للدولة.