تقرير أميركي يعتبر ازدياد الانتقادات لإسرائيل تناميا للاسامية

"المشهد الإسرائيلي"- خاص:

اعتبر تقرير جرى تقديمه للكونغرس الأميركي مؤخرا أن تزايد الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل، بسبب سياستها العدوانية تجاه الفلسطينيين وفي المنطقة عموما، يشكل تناميا للعداء للسامية في العالم. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني اليوم الجمعة- 14/3/2008- عن التقرير أنه "بعد مرور 60 عاما على المحرقة (إبان الحكم النازي لألمانيا)، لم يصبح العداء للسامية حقيقة تاريخية فحسب وإنما هو واقع راهن، وخلال العقد الأخير بعثت السفارات والقنصليات الأميركية بتقارير حول تنامي العداء للسامية".

وتوصل التقرير، وهو الثاني من نوعه الذي يتم تقديمه إلى الكونغرس، إلى أن الاستنتاج المركزي يعتبر أن "العداء للسامية بصورته الجديدة، يتم تحت غطاء انتقادات توجه إلى الصهيونية أو إلى سياسة إسرائيل، عن قصد أو من دون قصد، ويدفع الأفكار المسبقة تجاه اليهود من خلال نسب ميزات شيطانية لإسرائيل وينسب للإسرائيليين عيوبا ظاهرة للعيان بسبب طبيعتهم اليهودية".

وزعم التقرير الأميركي أن عددا من الوكالات التابعة للأمم المتحدة تشجع على العداء للسامية لكونها تطالب في كل عام بالتحقيق في "فظائع وخروقات مختلفة لحقوق الإنسان على أيدي إسرائيل". وألقى التقرير اللوم على عدة هيئات في الأمم المتحدة تعمل بصورة متواصلة على نشر تقارير حول "ما يبدو وكأنه" ممارسات سافرة ومتواصلة من جانب إسرائيل، وخصوصا بحق الفلسطينيين، فيما المقارنة بين السياسة الإسرائيلية والنظام النازي أصبحت شائعة وهذه الصورة من العداء للسامية المختلفة عن تلك التقليدية تفلت أحيانا من التنديد.

وذكر التقرير الأميركي أن "السياسة الإسرائيلية هي هدف للانتقادات أكثر من أي دولة أخرى وفي فترات العداء لإسرائيل يتم ترجمة ذلك لعنف جسدي موجه ضد اليهود عموما". واعتبر التقرير أنه خلال حرب لبنان الثانية تم تسجيل تفجر لمظاهر العداء للسامية في أنحاء العالم.

ويشير التقرير إلى عدد من الحكومات والزعماء الذين وصفهم بأنهم يحرضون ويشعلون نار العداء للسامية، وبينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي قال التقرير إنه ينسب علنا لإسرائيل ميزات شيطانية. كذلك قال التقرير إن الحكومة السورية أيضا تروج بصورة دائمة تصريحات رسمية ودعاية تنسب لليهود ميزات شيطانية.

واتهم التقرير الأميركي حكومة بيلاروسيا (روسيا البيضاء) بأنها تروج علنا لمواد معادية للسامية، فيما تستخدم السعودية ومصر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة للترويج لمواد تتسم بالعداء للسامية. وخلال السنة الأخيرة نشرت مواد اتسمت بالعداء للسامية في وسائل إعلام في كل من بولندا وروسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والأرجنتين وأستراليا وكندا وجنوب أفريقيا.

وبحسب التقرير فإن "العداء للسامية في عصرنا يظهر بصورة علنية ومتكررة في الأماكن التي تتواجد فيها جاليات يهودية كما في الأماكن التي يعيش فيها عدد قليل من اليهود، كذلك يتم تنفيذ جرائم العداء للسامية، بدءا من عمليات إرهابية ضد يهود وحتى اعتداءات وتدمير أملاك يهودية مثل كُنس ومقابر".

وتابع التقرير أن المظاهر التقليدية للعداء للسامية ما زالت موجودة وبالإمكان رؤيتها في أنحاء العالم على شكل نشر مؤلفات كلاسيكية تتسم بالعداء للسامية بينها "بروتوكولات حكماء صهيون" وكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر. ومضى التقرير يقول إن اليهود ما زالوا متهمين بـ"فريات دموية".

واستدرك التقرير الأميركي أن "هذه المظاهر السافرة من العداء للسامية، المرتبطة أحيانا كثيرة بالنازية والفاشية، تعتبر غير مقبولة في التيارات المركزية في الدول الديمقراطية في غرب أوروبا وأميركا الشمالية وإنما تستخدمها الهوامش المتطرفة".

وتم إعداد التقرير إحياء لذكرى رئيس لجنة الخارجية في الكونغرس توم لانتوس، الذي توفي في الشهر الماضي وكان أحد الناجين من المحرقة النازية. كما تم إصدار التقرير بموجب سن قانون صادق عليه الكونغرس في سنة 2004 ويقضي بإعداد تقرير نقدي سنوي حول حال العداء للسامية في العالم.